أوراق ضغط وحبال المحاور تنسج على ضفاف المتوسط


أثبت التفاعل مع قضية استقبال تونس لزعيم جبهة البوليساريو، في مراسم رسمية وما خلفه ذلك من غضب مغربي ومحاولة لتبرير ذلك من الجانب التونسي، مركزية قضية الصحراء المغربية في الملعب السياسي للمنطقة المغاربية أو على ضفاف المتوسط. فبعد توالي الأزمات الدبلوماسية بين دول ذات روابط جغرافية وسياسية واقتصادية “الجزائر، إسبانيا والمغرب، ها هي تونس تعلن انخراطها بشكل ضمني عن دخولها معترك الصراعات السياسية وتحديد بوصلة اصطفافها السياسي، إذ يبدو أن الاستقبال الذي خصصه قيس سعيد لإبراهيم غالي، أشعل فتيل أزمة جديدة لم تخمد جذوتها بعد، بين الجزائر وإسبانيا على خلفية دعم الأخيرة للمغرب في ملف الصحراء، وما سبقها من أزمة طاحنة بين الرباط ومدريد انتهت بإعلان المصالحة.

 

في سياق هذه الأزمات المتلاحقة المذكورة، تبرز أوراق الضغط والحسابات، منها ملف الاقتصاد الذي يدفع بالموقف الدبلوماسي دفعا قويا إلى الاصطفاف في ميدان المصالحة بناء على ما تقتضيه السياسة. لكن قواعد الدبلوماسية وفق متابعين التي التزمت بها تونس طيلة سنوات تخلت عنها اليوم عن طواعية بعدما كانت تقف على مسافة من الجميع وتلتزم نوع من الحياد الإيجابي، وذلك ما عاد معمولا به لدى دبلوماسية قيس سعيد، فبحسب الخارجية المغربية إن موقف الرجل غير مسؤول ويضرب في العمق مصالح المملكة العليا.

 

التحول الكبير

 

يعد إقدام الرئيس قيس سعيد على استقبال إبراهيم غالي تحولًا كبيرًا في الدبلوماسية التونسية، إذ لم يسبق أن استقبلت تونس أي مسؤول ضمن جبهة البوليساريو، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا داخل الأوساط السياسية والمدنية في تونس.

 

في هذا الشأن، قال الوزير السابق والأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي: “بعد تدميره لمؤسسات الدولة التونسية وتعطيله لمسار الانتقال الديمقراطي واغتصابه لكل السلطات يتجه الآن نحو تدمير علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة والإضرار بمصالحنا الدبلوماسية والاقتصادية التي تربطنا بها”.

 

وأضاف الشواشي في جملة من التدوينات التي كتبها في هذا الصدد “جمهورية قيس سعيد تعترف “بجبهة البوليساريو الانفصالية” وتقر بذلك بمبدأ تقسيم المغرب الشقيق”، متسائلًا عن سبب وجود البوليساريو في تونس والحال أن اليابان منظمة القمة لا تعترف بها.

 

الاستقبال الرسمي الذي قام به قيس سعيد، يقول بخصوصه أستاذ القانون العام، عبدالعالي الكارح، أنه انحراف عن الأعراف الدبلوماسية والأخلاق السياسية التي تربط المغرب وتونس، التي قررت منذ مدة وهذا ظهر جليا في تنقلاته وخرجاته الإعلامية، خاصة من باب التحالف مع الجزائر، وهذا موقف سيادي لتونس أن تتحالف من ترى فيه مصلحتها، لكن هذه المصلحة لا يجب أن تضر بمصالح عليا لدول شقيقة، وهذا مكمن الخلاف، فقد شكل الاستقبال التونسي نقطة أفاضت كأس في العلاقات بين البلدين بناء على تراكمات وضعها الجانب المغربي في الحسبان منذ أكتوبر الماضي تاريخ امتناع تونس عن التصويت لصالح تمديد مهمة البعثة الأممية في الصحراء المغربية، وحضور سعيد في الاستعراض العسكري بالجزائر وجلوسه جنبا إلى جنب مع إبراهيم غالي الذي يهدد أمن المغرب ووحدة أراضيه.

 

وأضاف في حدبثه لـ”الأيام 24″ أنه منذ أواخر العام 2020، يبدو أن المنطقة المتوسطية على شفا حفرة من السقطة الكبرى والقطيعة الدبلوماسية، خاصة بعدما إعلان الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لمغربية الصحراء وما أعقب ذلك من دعم أوروبي استهلته ألمانيا والتحول في الموقف الإسباني بتاريخ 18 مارس الماضي، فجرت إسبانيا مفاجأة سياسية ترددت أصداؤها في محيط المنطقة المغاربية، مع دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. ومن هنا، كان على إسبانيا استقبال المزيد من ردود الأفعال السلبية، أولها من الجزائر، الحليف التاريخي والداعم الرئيسي للبوليساريو.

 

الوضع الحالي في المنطقة، بحسب الخبير في العلاقات الدولية، يغلب عليه طابع التحالفات والاصطفافات، بما أنه يأتي في سياق مشحون يقوم على أساس إعادة التوقع على الخريطة السياسية للمنطقة وإعادة ترتيب الأولويات التي برزت من ظهور أزمات الطاقة ونقص السيولة وارتفاع الأسعار وبحث خطوط إمدادات تقاوم التغير الجيو استراتيجي الدولي.

 

واعتبر المحلل السياسي أن تونس كانت دائما تعتمد “الحياد” فيما يخص قضية الصحراء المغربية، فقد حرصت السلطات التونسية دائمًا على عدم الانزلاق وتبني أي موقف من القضية يمكن أن يسبب لها مشاكل سواء مع الجزائر أم المغرب، لكن مع قيس سعيد بدأ الأمر يختلف قليلًا وظهر ذلك في امتناع تونس في أكتوبر الماضي عن التصويت لمصلحة قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد عمل بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية “مينورسو” لمدة سنة إضافية.

 

وتبقى قضية الصحراء المغربية المحدد الأبرز للسياسية الخارجية المغربية، باعتبارها القضية الوطنية الأولى للمغاربة، وجوهر فهم السياسية الخارجية للمملكة وتفاعلها مع العديد من القضايا الدولية، وقبل أيام قليلة تحدث الملك محمد السادس عن كون قضية الصحراء بوصلة محددة لنظرة المغرب صوب الخارج، ومحددًا رئيسيًا للعلاقات مع باقي بلدان العالم.

تاريخ الخبر: 2022-08-30 15:19:52
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 74%

آخر الأخبار حول العالم

استمرار التوقعات بهطول الأمطار على كافة مناطق السعودية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:24:02
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

الإمارات: تغريم امرأة سبّت رجلاً على «الواتساب» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:23:58
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

البداية مع الإسماعيلى.. مباريات مصيرية تنتظر الأهلى محلياً وأفريقياً

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:07
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 41%

موعد مباراة الأهلي والإسماعيلى فى الدورى والقناة الناقلة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:03
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 43%

حاكم تكساس يهدد المتظاهرين في جامعة الولاية بالاعتقال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:11
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

مواعيد قطارات السكة الحديد من القاهرة لأسوان والعكس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:05
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 46%

تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:01
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 41%

وزارة الصحة: 860 مركزا لتقديم خدمات الرعاية الصحية لكبار السن بالمجان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:09
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 45%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية