رغم مرور 16 عاما على وفاة الأديب النوبلي نجيب محفوظ، ما زال هو صاحب الإقبال الأكبر بالمكتبات، في المحافظات المختلفة، فلا يزال متربعًا على عرش الأكثر رواجا؛ ليتوج نفسه رغم موته سيدًا على أجيال مختلفة ومتعاقبة من الكتاب.  

عبدالتواب سلامة، صاحب مكتبة بوسط البلد، أوضح لـ«الوطن»، أنّ الإقبال على روايات نجيب محفوظ هو الأكبر رغم كل هذه السنوات، من الأعمار المختلفة بداية من 15 عاما: «يجيلك شباب صغير يقولك أنا مقرتش لنجيب ومحتاج أقراله، وبيبقى أسير لكتاباته، ويكمل باقي الأعمال، مفيش كتاب لمحفوظ بيقعد في المكتبة أكثر من 5 أيام».

عبدالتواب: روايات محفوظ الموقعة منه أغلى من غيرها

ويؤكد أن النسخ القديمة الموقعة من محفوظ تختلف عن النسخ الجديدة في سعرها، ويبحث عنها الهواة بنهم شديد، «بعض النسخ بتكون موقعة منه، وبيكون اقتناؤها مختلفا تماما عن إنك تشتري أي رواية لمحفوظ موجودة في السوق، أما لو أنت عايز حاجة من ريحة نجيب محفوظ وتحتفظ بحاجة من نجيب الإنسان أكثر من نجيب الكاتب فأنت بتاخد حاجة موقعة منه».

ويضيف أنه قابل مهووسين بنجيب محفوظ فبعضهم يراه الكاتب الأفضل في تاريخ البشرية بلا منازع، «محفوظ أحيانا بيكون حالة عند بعض الناس، بتحس إنه عايش عشان نجيب محفوظ، وبيقرأ أعماله أكثر من مرة ويقتني أعماله بجميع طبعاتها، ولو فيه نسخ موقعة منه بياخدها وممكن من الرواية الواحدة يكون عنده أكتر من 5 نسخ بطبعات مختلفة».

وأوضح أنه كقارئ لنجيب محفوظ، فإنه يرى أنّه تناول المصريين من قلب الشارع، فالمصري الموجود بأعمال محفوظ هو مصري حقيقي للغاية دون أي تصنع، بالتركيبة نفسها والتكوين النفسي والجسماني.

بائع بالنبي دنيال: الصغار قبل الكبار يعرفون نجيب محفوظ

ويرى حمدي محمد، مالك مكتبة بشارع النبي دانيال بالإسكندرية، أن الطلب على كتب نجيب محفوظ كما هي كما لو كان حيا: «الصغيرين قبل الكبار عارفين مين نجيب، وبيشتروا كتبه والصغيرين بيطلبوه بالاسم، خصوصا الثلاثية مطلوبة بشكل كبير وعليها إقبال».

وعن أسعار الطبعات القديمة أوضح أن الطبعات القديمة الموقعة باسمه تختلف في سعرها، ولا يهتم بها إلا المحب لاقتناء الكتب القديمة عموما ولمحفوظ خصوصا، لكن القارئ العادي لا يهتم باقتناء القديم، و«قابلت كتير في حياتي ناس مهووسة بنجيب محفوظ، وكان عندي زبون متخصص في نجيب محفوظ بس، بيشتري أي حاجة عندي خاصة بيه حتى لو مقال، وجبت أرشيف كامل عن محفوظ واشتراه مني».

وما زال محفوظ حكاية مصرية خالصة، أخلص لمصر ووصفها في رواياته، فأخلصت له وخلدته في قلوب أبناء شعبها.