رغم مرور حوالي ثلاثة أيام على التصريح الذي أدلى به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليلة السبت الماضي عندما أعلن عن أنه سيزور المغرب خلال شهر أكتوبر القادم في سياق رده على سؤال لأحد الشباب وهو خارج من أحد المطاعم بباريس، لا تزال وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين بالخارج تتمترس وراء الصمت حيث لم يصدر عنها أي رد فعل عن ما صرح به الرئيس الفرنسي مباشرة بعد عودته من الزيارة التي قام بها إلى الجزائر.
الرئيس الفرنسي إن كان فعلا جاد في ما صرح به، فإن ذلك يقتضي من الوزارة إرسال استفسار إلى فرنسا بخصوص مكان وزمان هذا الإعلان، خاصة وأن الأعراف الديبلوماسية التي تجمع بين الدول تقتضي أن يتم الإعلان عن أية زيارة رسمية لرئيس دولة عبر القنوات الديبلوماسية ومن خلال بلاغات رسمية تصدر سواء عن وزارة الخارجية المغربية أو الفرنسية أو قصر الإيليزية أو الديوان الملكي وليس على باب مطعم أي بالشارع العام كما قام به رئيس فرنسا الذي يبدو أنه لم يحترم في هذا الإعلان هذه الأعراف وربما أراد من ذلك أن يرسل رسالة إلى المغرب بأنه على استعداد لزيارة المغرب بعد شهرين من زيارته للجزائر. فهل فعلا هناك زيارة مبرمجة لماكرون أم مجرد زلة لسان ماكرونية تفاعلا مع سؤال من شاب؟؟ علما أن أية زبارة رسمية لأي رئيس دولة تقتضي العمل على جدول أعمال محدد وإعداد اتفاقيات ومشاريع سيتم مناقشتها خلال هذه الزيارة والتي تتطلب وقتا طويلا من أجل الإعداد لها وعقد الاجتماعات التهيئية بين الطرفين بهذا الخصوص.
يشار إلى أن العلاقات المغربية الفرنسية تعيش حالة من البرود بسبب موقف فرنسا الضبابي من قضيتنا الوطنية وكذا أزمة التأشيرات بعد رفض السفارة الفرنسية لآلاف الطلبات التي وردت عليها رغم استخلاص مبالغ مالية من أصحابها، بسبب ادعاء فرنسا عدم تعاون المغرب في استعادة مواطنيه المقيمين بصفة غير شرعية فوق أراضيها.
