وابتداء بطريقة حمل دلة القهوة، إلى مستوى ارتفاع الدلة في يد حاملها وانحناءة تقديم الفنجان للضيف، إلى «ثلث الفنجان» وهي الكمية المثالية للقهوة، إلى عبارات الترحيب والردود المهذبة التي تقال في المواقف المحرجة مثل مد الضيف ليده اليسرى لسبب خارج عن إرادته، إضافة إلى فراغ الدلة قبل اكتمال ملء فنجان الضيف، أبدع الفنان الكبير محمد الطويان «أبو ضاري» بلكنته الشمالية الجميلة في تعليم يزيد عادات وسلوم القهوة.
أدبيات الضيافة بالقهوة السعودية ومعاني الكرم المتوارية خلف عبارات مثل «شمالك يمين» و«حقك بالفاير ما هو بالباير» «والنقص بالفنجان ما هو بالرجال»، كانت جرعة تثقيفية مركزة للشاب يزيد وكل أقرانه من الشباب صغار السن الذين يشكلون اليوم النسبة الأكبر من مجتمع المملكة، وهم في حاجة لمثل هذه القواعد لفهم قيمة القهوة كموروث أصيل ورمز لثقافة الإنسان في السعودية.
وفي حين يسيطر مزاج القهوة الأجنبية ومسمياتها المتعددة على جيل الشباب، كما لو أنه أحد البريستيج أو «التمظهر» بالحضارة والإتيكيت والأناقة، فإن وزارة الثقافة أحسنت أولا باحتفائها بالقهوة السعودية في العام 2022 وأحسنت أيضا في حياكة قصة تسويقية تثقيفية ممتعة عن عاداتنا وسلومنا في تقديم قهوتنا.