قال الناقد الأدبى الدكتور رضا عطية، واصفًا واقع القصة القصيرة حاليًا: «وضع عادى جدًا، وهناك توازن بين القصة القصيرة والرواية، وفق تقرير الحالة السردية من واقع سجلات دار الكتب».

وأضاف: «يشاع أن هناك فارقًا كبيرًا لصالح الرواية وهذا غير صحيح، قد يكون هناك إقبال على تلقى الرواية من الجمهور أكثر من القصة، وذلك لأن هناك جمهورًا معينًا يتلقى نوعًا معينًا من الروايات. وهذا الجمهور ونتيجة لتراجع الدراما المصرية، أصبح يبحث عن الرواية التى تقوم على القصة المسلية أو المشوقة وأحيانًا البوليسية ليسد بها حاجته إلى التسلية».

وتابع: «كان هناك تلقٍ كبير للقصة تغير بسبب ظروف العصر، خصوصًا فى الستينيات والسبعينيات والثمانينيات. حين كانت الصحافة مزدهرة جماهيريًا، فكانت تستقبل نشر نصوص المبدعين، وكانت الصحافة تعمل على ازدهار الفن القصصى».

وتابع: «يجب ألا ننسى أن دور النشر الحكومية مثل الهيئة العامة للكتاب وقصور الثقافة تحاول حفظ التوازن عن طريق نشر المجموعات القصصية».

ويعتبر «عطية» أن مجموعة «صائد الثعالب» لـ«ليليت فهمى»، واحدة من أفضل المجموعات القصصية لشباب الأدباء حاليًا، ويكمل: «سعدت بمناقشتها، وكتابة دراسة عنها لم تُنشر بعد، هى مجموعة مختلفة وفيها قدر كبير جدًا من الجسارة التجريبية، ونقدر نقول إنها كتابة طليعية مميزة جدًا».

وعن باقى المجموعات يقول: «أرى أن هذه المجموعات التى يضمها الموضوع متأثرة بآراء السوشيال ميديا، فهذا عصر السوشيال ميديا وهى وسيلة لها سلبياتها الكثيرة مثلما لها بعض الإيجابيات».

سألنا الدكتور رضا عطية عن الفارق بين الجوائز التى تقدم للرواية والجوائز المقدمة للقصة على مستوى الوطن العربى وهل تحظى الرواية بنصيب أكبر من حيث الجوائز والاهتمام؟ فقال: «هناك جوائز عربية مخصصة للقصة بجانب الرواية مثل جائزة الطيب صالح، صحيح هناك جوائز عربية مثل كتارا والبوكر للرواية فقط، ولكن ليس معنى أن هناك جوائز للرواية دون القصة أن الجوائز للقصة محدودة، وفى مصر جائزة الدولة التشجيعية تمنح للرواية والقصة وهناك جائزة قيمتها كبيرة يمنحها المجلس الأعلى للثقافة وهى جائزة يوسف إدريس وتقابلها جائزة نجيب محفوظ للرواية. وأيضًا جائزة ساويرس بها فرع للرواية وفرع للقصة، فإذن هناك تعادل، صحيح أن جوائز القصة أقل من عدد الرواية لكنها غير محدودة.

وعن الطريقة التى يمكن للقارئ أن يتعرف من خلالها على المجموعات القصصية المميزة يقول عطية: يتعرف القارئ على المجموعات القصصية الجيدة الآن عن طريق، الكتابات النقدية، والجوائز، وإن كانت الجوائز لا تأتى دائمًا بالأفضل.

قلنا للدكتور رضا عطية إنه بعد النظر إلى وضع القصة القصيرة والجوائز وجدنا أن عددًا قليلًا من دور النشر الخاصة هو الذى يقدم القصة القصيرة، من بين هذه الدور دار «العين»، فهى من أكثر دور النشر التى تسهم بعدد كبير من المجموعات القصصية التى يحصد بعضها الجوائز، فقال: «ربما تكون دور النشر الخاصة أقل إقبالًا على نشر المجموعات القصصية، لكن دور النشر الحكومية تحفظ التوازن عند تردد دور النشر الخاصة فى نشر المجموعات القصصية».

وتابع: «دار العين تقوم بدور مشكور، ولكن ليس من الصحيح أن نعزو المجموعات الجيدة أو التى حصلت على جوائز إلى دار نشر واحدة لأن هناك دورًا أخرى تقوم بدور مهم فى نشر الإبداع القصصى، وفى بعض الجوائز يستسهل المحكمون الأمر ولا يبدون اهتمامًا بإصدارات دور النشر التى ليست على قدر كبير من الشهرة».