منذ أكثر من 3 أشهر وتحديداً في مايو/أيار الماضي، فوجئ رواد حي الخليفة جنوب القاهرة بعلامة "X" باللون الأحمر على بوابة قبر عميد الأدب العربي طه حسين، ولم يعرف أحد حينها معنى اللون الأحمر، إلا أن الصدمة كانت بمعرفة أن تلك العلامة تعني هدم القبر وإزالته، بسبب الأعمال الجانبية التي تُجريها الحكومة المصرية على الطرق لتوسعتها لتفادي الازدحام المروري.
وأثارت حينها صورة للقبر انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، جدلاً واسعاً حول مدى صحة الأمر، وخرج وقتها العميد أحمد محمود أبوبكر، رئيس حي المقطم المسؤول إدارياً عن المنطقة التي يتواجد بها قبر الأديب الراحل، نافياً إزالة أي مقابر ومنها المقبرة التي تضم رفات طه حسين، مؤكداً أن المحافظة لم تصدر أي قرارات بهذا الشأن.
كلمة "إزالة" وقطع للمياه
إلا أن تطوراً جديداً حدث أمس الأربعاء، بكتابة كلمة "إزالة" على القبر، وقطع المياه عن الأشجار المزروعة بمحيطه.
هذا الأمر دفع "العربية.نت" للتواصل مع مها عون ابنة حفيدة الأديب الراحل لاستبيان الأمر، حيث أكدت أن كتابة كلمة "إزالة أمر صحيح بالإضافة إلى قطع المياه تماماً، قائلة" لا أعرف إن كان هذا القطع عن عمد أم هو مشكلة في مواسير المياه.. بس الخلاصة إن المياه توقفت وهذا يمثل مشكلة بالنسبة لقبر طه حسين لأن فيه شجر كانت زوجته سوزان زرعته منذ وفاته".
غياب التصريح الرسمي
وأضافت أنه حتى الآن لم تتلق أسرة الأديب الراحل أي إخطار رسمي بالإزالة، قائلة "في ناس بتروح تكلم التربي لكن ما نعرفش الناس دي مين ولا صفتهم رسمية ولا غير رسمية.. وهل بيمثلوا قرار حكومي ولا ناس واخدين أوامر وبينفذوها وبس".
يشار إلى أن القبر يضم رفات طه حسين، وابنته أمينة، التي كانت من أوائل الفتيات اللائي حصلن على شهادة جامعية في مصر، ورفات زوجها الراحل محمد حسن الزيات، وزير خارجية مصر إبان حرب أكتوبر عام 1973.
من هو طه حسين؟
يذكر أن الأديب والناقد المصري طه حسين، ولد في محافظة المنيا في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1889، ودرس بالأزهر قبل أن يلتحق بجامعة القاهرة، ومن بعدها سافر إلى فرنسا في بعثة تعليمية.
وتولى طه حسين عدة مناصب منها عميد كلية الآداب، ومدير جامعة الإسكندرية، ووزارة المعارف.
