بروتوكولات التعاون بين السودان روسيا.. ضغط للغرب أم مصالح «تحت الطاولة»؟


 

لفت الأنظار البرتوكولات التي تم توقيعها مؤخرا بين السودان وروسيا خلال اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين في دورتها السابعة، بموسكو.

التغيير ــ الفاضل إبراهيم

وكشفت  البروتوكولات الموقعة مؤخراً بين موسكو والخرطوم بداية لتقارب بين السودان وروسيا في المجالات الأقتصادية اعتبره مراقبون  محاولة لإنعاش الإتفاقيات السابقة التي وقعت بين البلدين عبر ذات اللجنة المشتركة في العهد البائد.

وشملت البرتكولات مجموعة من الاتفاقيات  وقع عليها من الجانب السوداني  وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، بينما وقع عن الجانب الروسي وزير البيئة والثروة المعدنية الروسي.

وركزت الاتفاقيات على التعاون في الاقتصاد والزراعة والتجارة والصناعة والسياحة والنقل والاتصالات والطاقة والتعدين والجيولوجيا والتعليم العالي.

سباق سياسي

ويرى الباحث عثمان عبد الوهاب لـ «التغيير» أن البرتكولات الاقتصادية التي تم توقيعها مؤخراً بين عدد من الوزارات والإدارات بالسودان مع الجانب الروسي لاتعبر عن الرؤية المستقبلية للحكومة القادمة بقدر ما  تعبر عن حالة السباق السياسي الذي يخوضة وزراء الحركات المسلحة نيابة عن المكون العسكري لحجز مقاعد في العلاقة بين الجانبين أستباقا لأي حكومة جديدة قد تأتي، لستجد عليها إلتزامات بتنفيذ هذه البروتكولات التي وقعت قبل وصول السفير الأمريكي للسودان لأول مرة منذ سنوات.

وأشار عثمان عبد الوهاب إلى أن تكوين الوفد الحكومي الذي سافر إلى روسيا ووقع البرتكولات ضم في معظمه وزراء ومسؤولين الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام و قال «في تقديري هذه الجهات تنفذ في أجندة ومصالح العسكر».

رؤية مستقبلية

و يرى عبد الوهاب أن حظوظ التعاون المستقبلي بين السودان وروسيا ضعيفة ولن تستطيع روسيا أن تحل مكان الصين، بجانب أن السودان متوقع أن يتعرض إلى ضغط غربي كبير، و توقع أن البرتكولات  التي وقعت بين اللجنة المشتركة لن يتم تطويرها بالشكل المأمول  لجهة أن روسيا دولة شحيحة في الإستثمار الاقتصادي خاصة وأنها تركز على الجوانب العسكرية والذهب بالإضافة إلى المجالات السياسية والعسكرية وقال «لذلك أرى أن البرتكولات والاتفاقيات الموقعة لن تؤدي إلى تقارب أقتصادي»، وأشار إلى أن الأنقاذ «النظام البائد»  جرب من قبل إقامة علاقات مع روسيا بالتوقيع علي هذه البرتكولات في بداية الاجتماعات المشتركة و أشار إلى لم تسثمر ولا أثر لها وقال «إلا اذا كانت بنود سرية غير مرئية يتم بها تعويض روسيا عن عدم قيام القاعدة الروسية في البحر الأحمر» .

نحو أفريقيا

يقول المحلل الأقتصادي د. الفاتح عثمان محجوب لـ «التغيير» إن العقوبات الأمريكيه والغربية على روسيا جعلت موسكو شبه مبعدة عن الأسواق الأوربية  ما دفعها للبحث عن أسواق بديلة وحلفاء جدد و قال «لهذا بدأت في تطوير علاقاتها ونقل ثقل تجارتها إلى آسيا وأفريقيا بدلا عن أوروبا».

وبحسب د. الفاتح يمكن تصنيف الاتفاقية بين السودان وروسيا في ذات اتجاه العذلة لجهة أن العسكر في السودان يعانون بشدة من جفاء الغرب لهم وممانعته فتح الباب امام حكومتهم للتعامل المفتوح والسلس مع الأسواق والمؤسسات المالية الدولية التي تهيمن عليها أمريكا والاتحاد الأوروبي.

لافتاً إلى أن هذه الاتفاقيات جاءت ذات بعد عسكري بصورة أساسية ومعها اتفاقيات نصت على تفعيل التبادل التجاري بين البلدين و قال «هذا يعني إن الحكومة السودانية ليست راغبة في التنازل عن العلاقات القوية بين السودان وروسيا الموروثة من نظام البشير في ظل تلكؤ الغرب في التعاون مع السودان».

 

و أشار إلى أن ذلك أتضح ايضا عندما رفضت الحكومة السودانية إدانة غزو روسيا  لأوكرانيا واكتفت فقط بالامتناع عن التصويت .

و ختتم د. الفاتح حديثة بأن السودان وروسيا متوقع أن  تشهد العلاقات بينهما تطوراً كبيراً بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

صكوك بلا قيمة

واعتبر المحلل والباحث الأقتصادي بابكر أحمد عبد الله في افاداتة لـ «لتغيير» البروتوكولات الاقتصادية السودانية الروسية التي وقعها «الشق الحكومي الذي يمثل اتفاق جوبا» في حكومة البرهان أنها صكوك عديمة القيمة و لن تجلب أي منافع اقتصادية في ظل الشد و الجذب السياسي الحالي .

وشبه بابكر بالبروتوكلات التي وقعت حاليا بأنها تُماثل التي وقعها البشير مع روسيا في نهايات العام 2017 و لم تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به .

 

وأشار إلى أن  بروتوكولات التعاون الاقتصادي بالضرورة تحتاج إلى توافق سياسي جاد و استقرار داخلي و حكومة ذات رؤية موحدة ، لجهة أن الاستثمارات طويلة الأجل تتطلب توافقات سياسية طويلة تضمن استمرار تلك البروتوكولات وهذا الأمر ينعدم في الوفد الحكومي النوعي» الذي وقع تلك البروتوكلات.

مكاسب الذهب

من ناحية أخرى يرى عبد الله إن الوفد الذي ذهب إلى روسيا ربما يسعى لتحقيق عدة مكاسب خاصة الأول منها تبييض الذهب السوداني المنهوب عبر اتفاقات و برتوكلات تعمل على اخفاء آثار التهب .

و الثاني منها إرسال رسائل للطرف الأوروبي الذي تعنت في تحريك الدعم الذي أعلن عنه سابقا و تعطل بسبب الانقلاب المتهور  رغم علم الوفد بأن الدب الروسي كسول اقتصاديا في نظام البروتوكلات على عكس الكتلة الأخرى الأوروبية  ذات السوق الجاذب.

وبحسب عبد الله  فإن المكسب الخفي الذي يسعى لتحقيقه الوفد من هذه البرتكولات هو صناعة خطوة استباقية لتضمن لهم موطئ قدم لضمان حليف كبير بموجب  بروتوكولات مستقبلية.

و أختتم عبد الله حديثة قائلا: «مع هذا و ذاك فإن الدفع بالسفير الأمريكي في هذا التوقيع خلط الكثير من الحسابات و أربك المشهد على الكثيرين» .

تاريخ الخبر: 2022-09-01 18:23:53
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس نيجيريا يصل إلى الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 03:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية