إلى وقت قريب كان هناك شبه فجوة أو جفوة وربما كلاهما بين إعلامنا ومنجزات الوطن فلا نشاهد تغطيات إعلامية عن روعة وجمال اختلاف مناطق الوطن التي تكمن في اختلاف تضاريسه وما يكتنز هذا الكيان من مكونات ومكنونات وما يحقق رجاله من منجزات ومعجزات... فترك الحبل على الغارب للقنوات المحسوبة علينا في تغطيات هنا وهناك ونجحت إعلاميا وربحت ماديا !
الآن الصورة مع إعلامنا المحلي مختلفة تماما ومن يشاهد برامج قنواتنا المحلية دون استثناء يشعر بفخر وانتماء بما تتم تغطيته من مؤتمرات علمية، اقتصادية، سياسية، رياضية إلى احتفالات وتدشين لمشاريع جبارة هنا وهناك ومنافسات رياضية عالمية والجميل في برامج قنواتنا أنها جمعت بين الاحترافية في التقديم بنكهات محلية ونجد ما يجذب من كل بحر مناطقنا قطرة !!
لم تكن التغطيات رتيبة بل خلاقة أبطالها مذيعون ومذيعات ومراسلون ومراسلات من شباب وشابات الوطن.
كنا في مناسبة ودار نقاش حول أهمية الإعلام كقوة ناعمة ودور إعلامنا، وأجمع كل من شارك في الحديث على القفزة المكوكية فيما يقدمه إعلامنا من صحافة وإذاعة وتلفزيون إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تجعلنا قنواتنا التلفزيونية نعيش الأحداث الوطنية كما لو كنا داخل قاعات المؤتمرات أو تجعلنا شهود عيان على توقيع اتفاقيات مع عدد من الجهات، محلية وأخرى دولية، أو افتتاح مشاريع ذات مردود اقتصادي مستديم ومن يحب الرياضات بأنواعها وجد المتعة من خلال ما تتم تغطيته من أحداث عالمية طالما تطلع وحلم المهتمون بتنظيم تلك الرياضات على أرض الوطن، وهذه التغطيات الشاملة دليل حي على أهمية التعاون بين وزارة الإعلام وبقية الوزارات ونتيجة لهذا التواجد الإعلامي على سبيل المثال نجحنا في تسويق ما لدينا من روائع سياحية لأنفسنا قبل غيرنا، فقد اختفى من قاموسنا جلد الذات والجحود وحل محله شعور الفخر لما تم تسليط الأضواء عليه إعلاميا، فما شاهدنا من تغطيات مستمرة حول برامج الصيف أكبر دليل على أهمية التغطيات الإعلامية لكل ما يتم تحقيقه على أرض الوطن فكان تسويق وتشويق للسياحة الداخلية.
أصبحت مفردة (روح السعودية) تنبض بالحب في برامجنا الإعلامية ومن يتابع مباريات الدوري يجد هذه الجملة قبل وبعد الإعادة فتحية لوزارة الإعلام وكل من يعمل بها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتحية خاصة لمن اقترح تواجد جملة (روح السعودية) في المشهد الرياضي، فكلنا على أرض الوطن مهما اختلفت مناطقنا وقبائلنا ومذاهبنا نبقى كجسد واحد والنبض «روح السعودية»...
[email protected]
أخبار متعلقة
قوة المكان
بين الإجازة والدراسة (غمضة عين)
