قبل أيام من انتخاب رئيس وزراء بريطانيا الجديد الذي سيخلف رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون، أرسلت أسواق المال رسالة خوف مما سيحدث بعد الانتخابات.
وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس، أن الجنيه الاسترليني تراجع أمام العملة الأمريكية إلى 1.15 دولار لكل جنيه، وهو أقل سعر للعملة البريطانية منذ 1985.
كما تراجع مؤشر إف.تي.إس.إي 100 الرئيس لبورصة لندن للأوراق المالية بأكثر من 3 في المائة خلال الأسبوع. وارتفع مؤشر قياس تكلفة الاقتراض للشركات الكبرى البريطانية إلى أكثر من 5 في المائة، كما يعاني أصحاب المنازل الارتفاع الشديد في أسعار الفائدة على قروض التمويل العقاري.
وذكرت الوكالة أن بعض هذه التحركات في الأسواق المالية البريطانية يأتي مدفوعا بتراجع عام في أسواق المال العالمية وبتحول عن الأصول عالية المخاطر، في حين أن توقعات المستثمرين بالنسبة لبريطانيا قاتمة.
وينتقد المستثمرون خيارات ليز تراس وزيرة الخارجية البريطانية والمرشحة الأوفر حظا في انتخابات رئيس الوزراء بالنسبة لخفض الضرائب في ظل ارتفاع أسعار الطاقة التي تشعل معدل تضخم أسعار المستهلك.
إلى ذلك، سجل الدولار مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، واقترب من أعلى مستوياته منذ 20 عاما مقابل العملات الرئيسة الأخرى.
وترتفع العملة الأمريكية منذ أن أعلن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول في جاكسون هول بولاية وايومنج أن هناك حاجة إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة "لبعض الوقت" من أجل كبح جماح التضخم.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات أخرى، إلى ذروة جديدة لم يبلغها منذ عقدين عند 109.99، مدفوعا ببيانات اقتصادية أمريكية قوية تظهر انخفاضا في طلبات إعانات البطالة.
وقالت يو-نا بارك هيجر، محللة العملات في كومرتس بنك "سيتعين علينا أن نرى علامات أوضح على تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة إلى جانب مزيد من التعليقات الحذرة من جانب مجلس الاحتياطي ليتوقف ارتفاع الدولار الأمريكي".
وارتفع الدولار إلى أكثر من 140 ينا للمرة الأولى منذ 1998 الخميس، وسجل الين هبوطا جديدا إلى 140.43 للدولار في اليوم نفسه.
وقال وزير المالية الياباني شون سوزوكي أمس: إن الحكومة ستتخذ الإجراء "المناسب" اللازم.
وعوض اليورو بعض خسائره الخميس أمام الدولار، وعاد ببطء نحو مستوى التعادل مع العملة الأمريكية بارتفاعه ثلث نقطة مئوية إلى 0.99780 دولار.
ويجتمع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل، وسط رهان الأسواق على رفع غير مسبوق لأسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس.
فيما يتعلق بأسعار الذهب، فقد ارتفعت أمس، لكنها سجلت ثالث خسارة أسبوعية على التوالي وسط توقعات بأن يتمسك مجلس الاحتياطي الفيدرالي بموقفه المتشدد في رفع أسعار الفائدة.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة مسجلا 1702.49 دولار للأوقية (الأونصة) خلال التعاملات أمس، لكنه ظل منخفضا بنحو 2 في المائة منذ بداية الأسبوع. وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3 في المائة إلى 1714.80 دولار.
وقال ستيفن إينيس، الشريك الإداري في إس.بي.آي لإدارة الأصول: إن البيانات الضعيفة تحد من توقعات رفع كبير لأسعار الفائدة ويخفف ولو مؤقتا قدرا من ضغوط البيع عن الذهب.
وينظر إلى الذهب على أنه تحوط في مواجهة التضخم والضبابية الاقتصادية، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 17.94 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.3 في المائة إلى 830.80 دولار، وقفز البلاديوم 1.6 في المائة إلى 2045.47 دولار. والأسعار سجلت ثالث تراجع أسبوعي على التوالي.