تبذل المملكة العربية السعودية جهودا حازمة وشاملة في سبيل مكافحة الإرهاب بمختلف صوره، وكذلك آفاق تهديداته على مختلف الأطر الإقليمية والدولية بصورة تلتقي مع أدوارها المؤثرة والقيادية، ومساعيها لحماية البشرية من التطرف والإرهاب والإجرام، وما يسببه من تهديدات للبشرية إجمالا، وللاقتصاد والنهضة العالمية على وجهه التحديد.

تأكيد المملكة العربية السعودية، بأن تطور التهديدات الإرهابية المتصاعدة والعابرة للحدود الوطنية، التي تقوم بها الجماعات والتنظيمات الإرهابية حول العالم، أحد أهم الأسباب التي تتطلب استجابة سريعة وشاملة من قبل المجتمع الدولي أكثر من أي وقت سابق.. وكذلك التأكيد، في الكلمة التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل، خلال الاجتماع المنعقد في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC)، حول تهديدات الأمن والسلم الدوليين بسبب أنشطة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، أكد على رفض المملكة وشجبها واستنكارها لجميع الأعمال الإرهابية.. فهنا تفاصيل عن موقف يعكس ملامح المشهد المتكامل للجهود الحثيثة التي تبادر بها السعودية في سبيل التصدي للإرهاب وحماية البشرية من تهديداته.

لقد أسهمت المملكة العربية السعودية في تثبيت ودعم الهدنة الحالية في اليمن، وذلك من منطلق حرص قيادة المملكة على تحقيق الأمن والاستقرار في الأراضي اليمنية، ولكن السؤال يتجدد حول موقف المجتمع الدولي حيال الانتهاكات الممنهجة والمتعمدة التي تقوم بها جماعة الحوثي، وتلك الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيا الحوثية الإرهابية لتدابير حظر الأسلحة المفروض على اليمن، واستهداف حركة الملاحة البحرية والممرات الدولية.. فهو أمر يتطلب من المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته باتخاذ موقف فوري وحاسم؛ لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية والمدنية، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين، وعرقلة الملاحة الدولية.

جرائم التنظيمات الإرهابية ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال والبنية التحتية، يؤثر بالتأكيد على حقوق الإنسان في الاستقرار والأمن والصحة في الدول التي تتمركز فيها تلك المليشيات، وكذلك وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير التعليم، وهذا يؤدي إلى تقويض الاستقرار وزيادة أمد الصراعات.. فماذا ينتظر المجتمع الدولي لكي يستدرك هذه الحيثيات بموقف حاسم واستجابة سريعة وشاملة لتلك التهديدات ومخاطرها.