رفعت الحكومة ممثلة في وزارات الزراعة والبيئة والتنمية المحلية حالة الطوارئ استعداداً لموسم حصاد الأرز والحيلولة دون حرق قش الأرز، الأمر الذي قد يتسبب في عودة السحابة السوداء من جديد، إذ يتمّ تنفيذ منظومة جمع وتدوير قش الأرز بالتعاون بين الجهات الحكومية المعنية في الثلاث وزارات التي حققت نجاحاً كبيراً خلال الأعوام الماضية في منع حدوث السحابة السوداء.

منظومة جمع وتدوير قش الأرز

وقال الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إن منظومة جمع وتدوير قش الأرز نموذج متميز للتكامل الحكومي والتعاون البناء بين أجهزة الدولة المختلفة، الذي حقق العديد من الأهداف الأول القضاء على ظاهرة السحابة السوداء الملوثة للبيئة ومن ثم الحفاظ على الصحة وخاصة مرضى الجهاز التنفسي وهو ما وفر أموال كانت تصرف في هيئة أدوية وعقاقير والثاني تحقيق عائد اقتصادي للمزارعين حيث تحول قش الأرز من مشكلة لفرصة استثمارية بعد إقامة مصانع للأخشاب للاستفادة من القش وتدويره وهو ما خلق فرص عمل في المناطق الريفية».

أكّد «عزوز» لـ«الوطن»، أنَّ منظومة جمع وتدوير قش الأرز بدأت بين وارتي الزراعة والبيئة وتمّ بذل جهود كبيرة على مدار الأعوام الماضية لتعريف المزارعين بأهمية المنتج الثانوي، وما يحققه من عائد اقتصادي إضافي وتم بناء عليه وضع خطة عمل كانت على عدة محاور أهمها كيف يمكن الاستفادة من قش الأرز في التصنيع وكيفية فتح مجالات لتدويره واستغلاله في تصنيع منتجات أخرى منها إنتاج أعلاف غير تقليدية وهو ما حدث بالفعل حيث تم تقليص الفجوة الاستيرادية من الأعلاف، كذلك تمّ تعريف الفلاح بكيفية الاستفادة منه في إنتاج أسمدة عضوية وفتح مجال لإنشاء مصانع لإنتاج ألواح خشبية».

تحديد مواقع للجمع والتدوير

وتابع أنَّه عقب ذلك تمّ إصدار الموافقات والتراخيص لإنشاء تلك المصانع بالتعاون مع الجهات المختلفة، ثم تم بعد ذلك تحديد مواقع للجمع والتدوير بالتعاون مع مديريات الزراعة المختلفة وتوفير الآلات والمعدات من خلال قطاع الزراعة الآلية بوزارة الزراعة ووزارة البيئة مع تقديم الخدمات بأسعار رمزية، كما تم مخاطبة الشركات الكبرى لإقامة مصانع لتصنيع الأخشاب المسطحة وتقديم التسهيلات وهو أمر أسهم في الحد من استيراد الأخشاب.

أكّد أنَّه تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الوزارات الثلاث ويجري تنفيذ ندوات إرشادية في نطاق محافظات زراعة الأرز، ويتمّ متابعة تنفيذ المنظومة على مدار الساعة وتقييمها، وهو ما تسبب في عدم وجود حرق نهائي بأي من محافظات الدلتا لقش الأرز.