دخلت مشكلات الطاقة في أوكرانيا وأوروبا مرحلة فاصلة، فيما أُبلِغ الأحد عن انقطاع التيار الكهربائي بشكل مؤقت في أكبر جزء من المنطقة الخاضعة للسيطرة الروسية بأوكرانيا التي تضم أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وهي معطلة إلى حد بعيد.

وجرى توصيل مفاعل واحد فقط من أصل ستة مفاعلات بمنشأة زابوريجيا بشبكة الكهرباء، وظل خط الأنابيب الروسي الرئيسي الذي ينقل الغاز الطبيعي إلى ألمانيا مغلقاً.

ويقف القتال في أوكرانيا والنزاعات المتعلقة بخطوط الأنابيب وراء نقص الكهرباء والغاز الطبيعي، والذي تفاقم جراء الحرب التي بدأت في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، ودخلت شهرها السابع.

ويبدو أن القضيتين ستحتلان صدارة المشهد هذا الأسبوع.

ومن المقرر أن يطلع مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء على نتائج زيارتهم التي كانت تهدف إلى فحص وحماية محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

ومن المزمع أن يعقد وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً الجمعة في بروكسل لمناقشة سوق الكهرباء في التكتل، والتي قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنها ”توقفت عن العمل”.

وكان انقطع التيار الكهربائي في جزء كبير من منطقة زابوريجيا، بما في ذلك المدينة الرئيسية ميليتوبول يوم الأحد.

لكنه عاد في وقت لاحق حسبما ذكر فلاديمير روغوف رئيس الإدارة المحلية التي نصبتها روسيا في إنيرغودار، المدينة التي تقع فيها محطة الطاقة النووية.

في الجنوب الغربي انقطع التيار الكهربائي بعدة أماكن بمدينة خيرسون الساحلية، وفقاً لوكالة أنباء “تاس” الروسية.

بينما قال روغوف إنه لم يجرِ الإبلاغ عن قصف جديد في المنطقة المحيطة بمحطة زابوريجيا المؤلفة من 6 مفاعلات يوم الأحد، إلا أن تداعيات القصف السابق لا تزال قائمة.

كان المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي قال السبت إن محطة زابوريجيا شهدت انقطاع اتصالها بشبكة الكهرباء مجدداً، مشيرة إلى أن خللاً طرأ على آخر خط رئيسي يمتد إلى الشبكة الخارجية وفصل مفاعلاً واحداً بسبب قيود الشبكة.

كما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مفاعلاً آخر لا يزال يعمل وينتج الكهرباء لأغراض التبريد ووظائف السلامة الأساسية الأخرى في الموقع، وكذلك خارجياً للمنازل والمصانع وغيرها من خلال خط كهرباء احتياطي.

وسيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، منذ مطلع مارس/آذار، مع استمرار طاقمها الأوكراني في تشغيلها.

وقال غروسي إن من المقرر أن يطلع مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء على مهمة قادها إلى المحطة الأسبوع الماضي.

تحدى الوفد المؤلف من 14 عضواً إطلاق النار وانفجارات المدفعية للوصول إلى المحطة يوم الخميس الماضي بعد شهور من المفاوضات للسماح بالمرور عبر الخطوط الأمامية للقتال.

ودون أن يلقي باللوم على أي من الطرفين المتحاربين، قال غروسي إن مخاوفه الكبرى هي السلامة المادية للمحطة، وإمدادات الطاقة بها، وحالة العاملين.

وما يزال وضع الطاقة في أوروبا غامضاً بسبب الحرب في أوكرانيا.

قبل ساعات فقط من موعد استئناف شركة الطاقة الروسية “غازبروم” تسليم الغاز الطبيعي إلى ألمانيا عبر خط أنابيب رئيسي بعد توقف دام ثلاثة أيام أعلنت الشركة الجمعة أنها لن تتمكن من ذلك حتى يجري إصلاح تسرب النفط في التوربينات.

وبدورها ألقت فون دير لاين باللوم على حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا في أزمة الطاقة بأوروبا.

وقبل اجتماع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة المقبل قالت إنه يجب فصل أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي وإنها تدعم تحديد سقف أسعار للغاز الروسي الذي يجري تصديره إلى أوروبا.

ميدانياً في أوكرانيا قال أولكسندر سينكيفيتش عمدة مدينة ميكولايف الواقعة جنوبي أوكرانيا الأحد إن القصف الروسي الذي استهدف المدينة خلال الليل ألحق أضراراً بمنشأة صحية وعدد من المساكن دون ذكر أعداد المصابين.

تتعرض مدينة ميكولايف والمنطقة المحيطة بها لقصف يومي منذ أسابيع. وقال فيتالي كيم رئيس إدارة ولاية ميكولايف السبت إن طفلاً قتل وأصيب خمسة أشخاص في القصف الصاروخي الذي استهدف المنطقة.

وفي خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا أدى القصف الروسي مساء السبت إلى اشتعال النيران في مجمع مطاعم خشبي ضخم. وقال حاكم المنطقة أوليه سينيابوف إن القصف أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين.

وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك، حيث تحاول القوات الروسية بسط سيطرتها الكاملة على المنطقة، إن أربعة أشخاص قتلوا في قصف السبت.


TRT عربي - وكالات