يحاول البعض -مع الأسف الشديد- اللعب على أوتار حساسة للغاية لمجرد اعتلاء الألسن بالحديث وإثارة اللغط وتسلق الأوجاع لأجل الشهرة فحسب، ولا أعلم حقيقة لماذا لا يوصلون فكرتهم الإيجابية كما يزعمون دون هذه العناوين الحساسة..
قبل أيام وصلني رابط لتجاوز أحد الأشخاص بحق العاطلين عندما نشر محتوى يتهمهم فيه بأنهم أغبياء ولا يتقنون سوى البكائيات وندب الحظ على مواقع التواصل الاجتماعي.. وبعيداً عن كثرة المتسلقين مؤخراً على معاناة الآخرين للبروز على هذه المنصات، إلا أن هذه العناوين المستفزة مسيئة وحتى الشهرة القادمة بعدها مخزية وغير مُشرّفة، كيف يمكن لإنسان يسخر من معاناة آخر ليشتهر ويكون راضيا عن نفسه حينها؟
ومع يقيني بأن من فعل مثل هذا الفعل المشين، وغيره ممن حذا حذوهم وسبقوه في العزف على هذا الوتر لتأجيج الرأي العام لا يهتم أصلا بقضية العاطلين؛ ولا يبحث فيها؛ ولا يدعمها ولا يعرف عن معاناتهم أي شيء سوى أنهم فئة غارقة في الحزن والفراغ والأسى؛ وأن استفزازهم وإثارتهم أمر سهل للغاية.
هؤلاء العاطلون لم يكن حلمهم حين استيقظوا 16 سنة صباحاً متجهين للمدارس والجامعات أن يخلدوا للنوم ويهدروا ما جاهدوه طوال أعمارهم! فما بين تعقيدات الحظ وفقد العلاقات تاهت أحلامهم حتى طواهم القلق؛ وبدلاً من حمل عبء توجيههم للطرق السليمة ورفع معنوياتهم واقتراح الحلول المُنصفة لهم يخرج مَن يطلق الطعنات في مشاعرهم بغرض الاستفزاز والشهرة!
إن مشكلة البطالة مشكلة عالم، وكل العقلاء يأخذونها دائماً على محمل الجد، ورغم تقلص البطالة -في هذا العهد الزاهر لبلادنا ولله الحمد- إلا أننا يجب ألا ننسى أنه توجد فئة ما زالت تبحث عن الفرص المناسبة دون دعم أو توجيه؛ وبدلاً من استفزازهم عوضاً عن استفزاز الواقع لهم، يجب دعمهم وإيصال أصواتهم والركض في سبيل ارتقائهم الدرجة الأولى من السلّم.
@maiashaq
أخبار متعلقة
تقليص البطالة وتوطين الوظائف
كيف نرى تمكين المرأة؟
