تصدر قريبا بالفارسية.. منصورة عز الدين تعيد سيرة شهرزاد بـ«جبل الزمرد»

أعلنت الكاتبة منصورة عز الدين عن قرب صدور الترجمة الفارسية لروايتها “جبل الزمرد"، عن زار روزنة للنشر، وترجمها للفارسية المترجم حميد رضا مهاجراني، وتصميم الغلاف للفنانة نرجس الموسوي. وبمقدمة خاصة كتبتها منصورة عز الدين لقراء الفارسية.

 

كانت رواية “جبل الزمرد”، قد صدرت لأول مرة في نسختها العربية عن دار التنوير للنشر بالقاهرة، في العام 2014.  

 

ــ التدوين تخليدا للذاكرة وأثر من مروا

تدور أحداث رواية "جبل الزمرد"، للكاتبة منصورة عز الدين، عن الذاكرة سواء كانت جمعية أو فردية وحفظها هنا يتعلق بالتدوين /الكتابة بعدما حطم أهالي "جبل قاف" تابو التسجيل المكتوب واتخذوه بديلا عن الذاكرة الشفاهية المتناقلة عبر الأجيال والتي تخضع مدي دقتها وصحتها بذاكرة الشخص الذي يحويها وما يمرره عبر هذا الحكي أو التدوين الشفاهي والتي ـ أيضا ــ تختلف من شخص إلى آخر.

 

بل وخرقوا للمرة الأولى تقليد وعرف اتبعوه أجيالا بعد أخرى "بحرمة" أن تدون النساء أو يكتبن من الأساس ليس تاريخ الملك وابنته الأميرة "زمردة" فقط وإنما تعلم فعل الكتابة نفسه والذي كانت استثنائه الأميرة زمردة، ورغم أن فعل التدوين سواء بالكتابة أو شفاهي قامت به النساء فنجد أن الرقوق التي سجلت فيها "مروج" كيف أحرقت زمردة وكيفية بعثها وعودة جبل "قاف" مرة أخرى ٬ "بستان البحر" التي تستهل السرد وتبحث عن صاحبة تحقيق النبوءة "هدير" والتي بدورها تسجل وتحول الشفاهي إلى كتابي مدون محفوظ لا تتعلق مصداقيته بذاكرة ناقله ولا بأهوائه.

 

ــ سيرة شهرزاد الراوية الأولي

استهلت منصورة عز الدين روايتها “جبل الزمرد”، باستهلال متشابك مع حكايات جدتها "شهرزاد" تستأنف فيه تلك المقدمة الجاذبة: كان ياماكان أو في الليلة التاسعة والتسعين بعد المائة: "في العام الحادي عشر من الألفية الثالثة وفي شقتي المطلة على نيل الزمالك٬ أنكفئ على التدوين بلا كلل، عالم قديم ينهار بالخارج وأنا مشدودة إلى كلمات مراوغة لا تكف عن التسرب من بين أصابعي " وفي فقرة تليها تقول الساردة: "أراني طفلة فوق جبال الديلم في ستينيات القرن العشرين أعدو خلف أبي في تسكعه الصباحي وهو ينشد أبياتا للرومي أو العطار ".

 

لم يقتصر الاشتباك مع حكاية الجدة شهرزاد على عنوان الحكاية الناقصة والتي تستأنفها منصورة بل تتعداه إلى القالب الفني من تعدد الأصوات الراوية٬ وتعدد الحكايات قصة داخل قصة داخل قصة لا تحرص على تسلسل زمني خطي ٬ يربطها رابط مشترك "الأميرة زمردة" وجبل قاف بداءا من حكاية العملاق “إيليا” الذي خرج من مدينته مدينة الشمس قاطعا آلاف الأميال مرتحلا يطارد الليل٬ مرورا بالناجي الوحيد "بلوقيا" الذي وطأ جبل قاف ونجا من مصير كل من يقترب من جبل المغناطيس في مغامرة تتماهى كثيرا مع رحلات السندباد البحرية السبع٬ وليس انتهاء بالراعي زوج "مروج" التي كانت ترقب  كثب كل ما يدور في جبل "قاف /الزمرد" وتدونه مسجلا في رقرق كما علمها جدها مستعينة بما أكمله لها "الطيف" داخل المغارة وكان خافيا عليها وظن أهالي جبل "قاف "أن اللعنة التي حلت بهم وأهلكت جبلهم ومملكتهم وأحرقت أميرتهم "زمردة" هو تدوين "مروج" لحكاية الأميرة زمردة إلا أنهم يطلقون سراحها بعدما أوصتهم زمردة بها:" التذكر هو السبيل الوحيد لإنبعاثها من رمادها الذي يحمله كبيرهم في بلورة خاصة".


أجادت منصورة في رسم شخصياتها النسائية بطلات الحكاية المنسية من كتاب الليالي سواء "نورسين" المأسورة لدى الملك "ياقوت" بعيدا عن وطنها /ذاكرتها وتاريخها ولم يشفيها إنجابها زمردة من الحنين إلى ما كانته في سالف الأيام ورغم مرور الأعوام لا يبارحها شوقها لأرضها فتلجأ لملكة الحيات لتعتصر جسدها.


أما ابنتها "زمردة" محور الحكاية الذي تدور في فلكه الأحداث وتفضي إليه مصائر كل شخصيات الحكاية أو تنتهي إليه، زمردة الشغوفة بالآفاق البعيدة وشهوة المعرفة المتمردة على الإنغلاق داخل جبل قاف وعزلته التي يقيمها حول ساكنيه٬ الحالمة بإختبار قوانين حمورابي وأسرار بتاح حتب التي عرفتها من مؤدبها كبير الحكماء.

تاريخ الخبر: 2022-09-07 09:22:42
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية