كشف تقرير عبر شبكة سي إن إن الأمريكية، اليوم الخميس، آخر تطورات المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وأبرز السيناريوهات المتوقعة، مشيرة إلى استمرار آمال اختراق صفقة العمل المشتركة المبرمة في عام 2015 في التلاشي.  

وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني واجهت عقبة مرة أخرى، حيث اتهم المسؤولون الأمريكيون بأن رد طهران الأخير يشير إلى أنها ليست مستعدة للعودة إلى اتفاق في المستقبل القريب لأنها فشلت في التعاون في تحقيق في آثار مواد نووية غير معلن عنها.

المقترح الأوروبي وإيران

وخلال الفترة الماضية، فقد تبادلت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران الردود عبر المقترح الأوروبي الذي تم تقديمه خلال الفترة الماضية، وقدمت إيران ردها الأول في منتصف أغسطس الماضي، وردت عليها الولايات المتحدة الأمريكية بعد حوالي أسبوع. 

ويوم الخميس الماضي، أرسلت إيران أحدث رد لها، والذي وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية بأنه "غير بناء".

وقال بوريل يوم الاثنين إنه "أقل ثقة" بشأن آفاق الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018 في ظل إدارة ترامب، حيث انتهكت إيران بشكل متزايد التزاماتها بالاتفاقية ووسعت برنامجها النووي في أعقاب الانسحاب الأمريكي.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران 

ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، أعادت إيران في ردها الأخير فتح قضية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في آثار اليورانيوم غير المعلنة التي تم العثور عليها في مواقع إيرانية.

وقال مسؤولون إيرانيون مرارا إن تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن يتم إغلاقه قبل أن يعودوا إلى الاتفاق.

كما لفت مسؤول امريكي آخر في الإدارة الأمريكية الشهر الماضي إلى أن إيران قبلت اقتراح الاتحاد الأوروبي الذي وصفه بوريل بأنه "النص النهائي" دون تقديم مطالب بشأن التحقيق.

قلق بشكل متزايد حول فشل المفاوضات

رافاييل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعرب عن قلقه بشكل متزايد من أنه "لم يكن هناك تقدم" نحو حل القضية وفقا لتقرير مقيد للدول الأعضاء، والذي قال إن “إيران لم تتواصل مع الوكالة بشأن الأمور المعلقة”. 

وقال جروسي إنه ما لم "تقدم إيران تفسيرات ذات مصداقية فنيا لوجود جزيئات اليورانيوم" فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تكون "في وضع يمكنها من تقديم تأكيد بأن برنامج إيران النووي سلمي، بحسب التقرير.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الشهر الماضي، إن "إيران بحاجة للإجابة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفًا أن "موقفنا لن يتغير".

وفي يونيو، انتقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران ودعا إلى تقديم تفسيرات حول سبب العثور على جزيئات اليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلنة في عام 2019.

ورفضت إيران اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووصفته بأنه "مسيس"، ورد بإزالة كاميرات المراقبة في المواقع الرئيسية ردًا على ذلك - حرمان المفاوضين من أحدث المعلومات حول برنامج تخصيب اليورانيوم في البلاد.

استمرار المفاوضات

ويوم الأربعاء، واصل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، الولايات المتحدة العمل من خلال المفاوضات لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، لكنه أكد أن “رد إيران لم يضعنا في وضع يسمح بإحياء الاتفاق النووي مجددا”.

وتابع، “هذا شيء سنواصل متابعته، لأننا ما زلنا نعتقد ونؤكد أن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة لا تزال ليس فقط في مصلحة الأمن القومي لهذا البلد، بل إنها خطوة مهمة لاحتواء برنامج إيران النووي”، مؤكدا إلى أن المفاوضات مستمرة. 

وأضاف “لقد أوضح الرئيس باستمرار أن أولويته هي منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ولم يتغير ذلك، كما أن رد إيران لم يضعنا في وضع يسمح لها بتحقيق هذه النتيجة، لأننا لن ننهي صفقة ما لم تكن إيران يفي بالشروط التي وضعناها”.