تعيد قناة "العربية" فتح ملف الانسحاب الأميركي من الأراضي الأفغانية، وسيطرة طالبان على كابل وأزمة المتعاقدين الأفغان مع القوات الأجنبية، في وثائقي جديد بعنوان " #الخروج_من _كابل"، يعرض الجمعة 09 سبتمبر 2022 في تمام السادسة بتوقيت غرينتش، التاسعة بتوقيت السعودية.

يرصد الوثائقي اللحظات الأخيرة للقوات الأميركية على الأراضي الأفغانية وتداعيات الانسحاب، بما فيها سقوط الحكومة الأفغانية وسيطرة حركة طالبان على السلطة، انتهاء بالانفجار الذي وقع في محيط مطار كابل في السابع والعشرين من أغسطس 2021. كما يسلط الوثائقي الضوء على خلفيات الانسحاب الأميركي المتمثلة في اتفاقية الدوحة التي أبرمت بين الإدارة الأميركية وحركة طالبان في التاسع والعشرين من فبراير عام 2020.

عودة طالبان

بدأ الغزو الأميركي للأراضي الأفغانية عام 2001 ردا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر من العام نفسه والتي دبرها تنظيم القاعدة الذي اتخذ من أفغانستان مركزاً له. استهدفت العمليات الأميركية في أفغانستان ملاحقة تنظيم القاعدة وإسقاط حكومة طالبان التي اعتبرتها الإدارة الأميركية – آنذاك – راعية لتنظيم القاعدة.

وعلى الرغم من السقوط السريع لحكومة طالبان وانهيار ملاذات القاعدة على الأراضي الأفغانية، يقول رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني، فضل الهادي مسلميار، إن مسلحي طالبان لم يتوقفوا عن مهاجمة النظام الجمهوري الذي نشأ في أعقاب الغزو الأميركي.

اتفاق الدوحة

في التاسع والعشرين من فبراير عام 2020، وقعت كل من طالبان وواشطن في العاصمة القطرية اتفاقاً يقضي بانسحاب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهرا من تاريخ توقيع الاتفاقية.

قوبل الاتفاق بانتقادات أفغانية وأميركية على حد سواء؛ حيث يقول مسلميار إن جميع أعضاء مجلس الشيوخ الأفغاني قد اتخذوا موقفا موحدا بالاعتراض على المفاوضات التمهيدية لاتفاق الدوحة، وتقدموا بملاحظة أساسية على تلك المفاوضات لكل من الحكومة الأفغانية والإدارة الأميركية وهي أن المفاوضات كان يجب أن تنعقد بشكل ثلاثي يشمل الحكومة الأفغانية والإدارة الأميركية وطالبان.

بينما يتهم دولت وزيري، المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأفغانية، الإدارة الأميركية بخداع الحكومة الأفغانية قائلا إن نفس اليوم الذي شهد توقيع اتفاق الدوحة شهد كذلك توقيع اتفاق بين الإدارة الأميركية وحكومة أفغانستان وعدت خلاله الولايات المتحدة بالحفاظ على النظام الجمهوري الأفغاني، الذي أسقطته طالبان مع انسحاب القوات الأميركية بموجب اتفاق الدوحة.

ويتفق المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، ديفيد بتريوس، في الرأي مع وزيري في ما يتعلق بأن تجاهل الولايات المتحدة إشراك الحكومة الأفغانية المنتخبة في المفاوضات التمهيدية لاتفاق الدوحة قد حول الاتفاق إلى "واحد من أسوأ الاتفاقيات الدبلوماسية التي وقعتها الولايات المتحدة على الإطلاق"، على حد وصفه.

الأيام الأخيرة

بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بموجب اتفاق الدوحة، بدأت قوات طالبان السيطرة على الأراضي الأفغانية حتى تساقطت الولايات تحت سيطرتها واحدة تلو الأخرى، مما اضطر الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى الهرب من أفغانستان بعد أن أدرك أنَّ سقوط حكمه أصبح مسألة وقت لا أكثر.

في هذا الصدد، يرى ديفيد أولسون، المبعوث الأميركي الخاص السابق لأفغانستان، أن العديد من العوامل تسببت في تدهور الوضع الأمني للقوات الأفغانية وتفوق طالبان، وأن من أبرز تلك العوامل – وفقا لأولسون – اتخاذ الجنزال سكوت ميلر، قائد القوات الأجنبية في أفغانستان قرارا بسحب قواته من طريق الأذى (في إشارة إلى اجتياح طالبان) فور صدور القرار الأميركي بالانسحاب.

مأساة محيط مطار كابل

أثار اجتياح طالبان الذعر مما دفع الآلاف من الأفغان المتعاقدين على تقديم الخدمات للقوات الأجنبية إلى الفرار إلى مطار كابل في محاولة يائسة للنجاة من انتقام طالبان المتوقع. وسط تزاحم المتعاقدين وأسرهم أمام بوابة المطار، اندس أحد العناصر التابعين لتنظيم داعش في أفغانستان، محملا بتسعة كيلوغرامات من المتفجرات ليسفر انفجارها – يوم السابع والعشرين من أغسطس 2021 – عن مقتل ما لا يقل عن 170 أفغانيا و13 عسكريا أميركيا من القوات التي كانت لا تزال منتشرة لتأمين محيط المطار.

كتب الانفجار النهاية المأساوية للوجود الأميركي في أفغانستان، لتستمر بعد ذلك عمليات إجلاء القوات الأجنبية عن أفغانستان حتى صعد كريس دوناهيو إلى آخر طائرات إجلاء الجنود، ليسجل كآخر عسكري أميركي يغادر الأراضي الأفغانية في الحادي والثلاثين من أغسطس عام 2021.