أجهزتنا الذكية المتهم الأول في استهدافنا بالإعلانات


سهلت الهواتف الذكية كثيرا من المهام الحياتية، حيث باتت هذه الأجهزة المصاحبة لنا دوما قادرة على القيام بآلاف المهام من خلال تطبيقات مخصصة لذلك، منها التواصل، الحصول على المعرفة والمهارة، التسوق، أداء الأعمال، تكوين الصداقات، وغير ذلك ما جعل المستخدمين مستهدفين بالإعلانات بشكل مباشر وغير مباشر.

ولعل واحدا من أكثر المواقف تكرارا هو أن يقوم المستخدم بالحديث مع شخص ما عن منتج معين، ومن ثم يجد عشرات من الإعلانات لنفس المنتج أو منتج مشابه، تلاحقه بين الحين والآخر! ما يبدو مستغربا ومثيرا للتساؤل عن احتمالية تجسس الأجهزة علينا سواء بموافقتنا ووعي بذلك أو لا.

هناك ما يعرف في المجتمع التقني بتقنيات (تعلم الآلة واستهداف الجمهور بالإعلانات) هي واحدة من أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديث والآخذة في التقدم والدقة، حيث تتيح هذه التقنيات للأنظمة التي يتم استخدامها تعلم سلوك المستخدم ما يشاهد وما يقرأ وما يرسل وينشر من محتوى بهدف تحسين تجربته واستهدافه بالإعلانات وفق ذلك السلوك.

وتظهر أهمية تقنيات تعلم الآلة مع مرور الوقت، ويمكنها ذلك من جمع معلومات أكثر عن المستخدم وسلوكه وتتعلم أكثر مع مرور الوقت، ومثال ذلك، عند ضغطك على زر الإعجاب في إحدى شبكات التواصل الاجتماعي فهذا يعني أنك معجب بمحتوى المنشور مما يتيح للآلة قراءة هذا النقر وفهم المقصود منه لتوجيه المزيد من هذا المحتوى نحوك في المستقبل وبشكل آلي أثناء تصفحك للمحتوى على شبكات التواصل.

ولاحقا ومع تتبع نقرات إعجابك ومشاركة غيرك اهتماماتك يتعلم عنك النظام أكثر وبدقة متزايدة! وقد يصل الأمر على الشبكات الاجتماعية لربط اهتماماتك باهتمامات الأصدقاء، مثال، إن كنت مهتما بمنتجات العناية بالسيارات، وتسجل عليها الكثير من الإعجاب وصديقك كذلك، ففي حالة أنه اشترى منتجا ما من خلال إعلان على المنصة فستبدأ شبكات التواصل المختلفة في اقتراحه عليك أيضا.

وبما أن ملفات الارتباط الكوكيز (Cookies) أصبحت جزءا لا يتجزأ من المتصفحات، ومن أهم التطبيقات التي يستخدمها كثير من مبرمجي المواقع، فهي ميزة وخدمة من خدمات بروتوكول HTTP والتي عن طريقها يستطيع مبرمجو المواقع تتبع المستخدم برصد المعلومات عنه، عبر ملفات نصية على جهاز المستخدم تحوي معلومات عن المستخدم وتقرأ عن طريق المتصفح.

وملفات الكوكيز نوعان: كوكيز مؤقتة لمدة معينة ثم تحذف، أو كوكيز دائمة يستخدمها الموقع في كل مرة يدخل المستخدم على الموقع للتعرف عليه أكثر، مع العلم أنه من الممكن أن تخترق ملفات الكوكيز سريتك، وخصوصية بياناتك عبر الإنترنت دون علمك!

وقد استغلت بعض الشركات والمواقع هذه النقطة، حيث تقوم بإنشاء ملفات كوكيز على جهاز المستخدم عند زيارة مواقعها، ليتم التجسس على جهازه عن طريق تلك الملفات.

وقد يتم التجسس على المستخدم من نواح عديدة، إلا أنها غير مثبتة، ومتغيرة بشكل مستمر، في نهاية الأمر سلوك المستخدم للهواتف الذكية وفضاءات الإنترنت هو ما يحدد في الغالب نوعية المحتوى الإعلاني الذي يتلقاه.

وعلى العكس من ذلك، يرى عدد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج الألعاب والتعلم أن هذه الأمور تصب في صالحهم، حيث توفر عليهم الآلة عبر الذكاء الاصطناعي وتقنياته عناء البحث عن الخدمة والمعلومة والمنتجات التي يرغبون الحصول عليها، ليحصلوا لاحقا على اقتراحات دقيقة تحقق مطالبهم وتشبع رغباتهم المادية والمعنوية، وإن كان ذلك على حساب الخصوصية.

@uthman8899

أخبار متعلقة
المدن الذكية.. خطة الإنشاء
المذهب الشيعي.. إخوة لنا
تاريخ الخبر: 2022-09-09 00:24:47
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية