بعد وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام عربية، منشورات وأخبار تتحدث عن اتصال نسب الملكة إليزابيث الثانية بالنبي محمد، لكن تلك الأنباء غير دقيقة وفقا لمصادر تاريخية مختلفة، حيث استعانت تلك الأنباء بتقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية في 6 أبريل 2018، لكن التقرير نقل وجه نظر “صحيفة مغربية” في ذلك الوقت.
تداول اتصال نسب الملكة بالنبي محمد، ليست جديدة، وتم تداولها سابقا في أكثر من موضع، إذ سبق وأن ظهرت تلك الشائعة لأول مرة في عام 1986 عندما ادعى، عالم الأنساب، بيرك بيراغ، أن “يمكن تتبع نسب إليزابيث الثانية إلى الملوك المسلمين في إسبانيا ومن خلالهم إلى النبي محمد”، لكن لم “يتم إثبات تلك الادعاءات”، وفقا لصحيفة “التايمز” البريطانية.
وجادل المؤرخون وعلماء الأنساب في الدقة التاريخية التي تم بناء الادعاء عليها، مؤكدين عدم وجود “أسانيد تاريخية موثوقة لتلك الشائعات”.
ودعا الكاتب هارولد بروكس بيكر، بتوضيح تلك الشائعات، في خطاب لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر، مطالبا إياها بـ”تحسين الأمن للعائلة المالكة”، وبعدها أصدر قصر باكنغهام، بيانا لتوضيح أن بيكر “لا يعرف أيا من أفراد الأسرة الملكية”، وأكد أن “تصريحاته صدرت دون علم أو سلطة”، وفقا لصحيفة “تلغراف”.
وفي مارس 2018، استعان كاتب مغربي في مقال بصحيفة محلية، بأحاديث بيكر، مدعيا أن “نسب الملكة يمكن إرجاعها إلى النبي محمد”، وهو ما وصفته صحيفة “إيكونوميست” في تقرير لها بـ”ادعاءات”.
وأكد المؤرخ الملكي، هوغو فيكرز، أنه لا يستطيع التعليق على الصلة المزعومة بين الملكة والنبي محمد. بينما وصفت المؤرخة البريطانية التي ألفت العديد من الكتب عن الإسلام المبكر، ليزلي هازلتون، تلك الادعاءات بـ”شائعات مضحكة ليس لها أصل”، وفقا لموقع “هيستوري” الذي يُعنى بشؤون التاريخ.