لا تزال العلاقة بين إيران والقاعدة موضع اهتمام وقلق بعد عقدين من هجوم 11 سبتمبر مع الكثير من الأسئلة التي لا تزال بلا إجابة بينما تواصل عائلات ضحايا الهجوم البحث عن توضيحات.
إلى هذا، قال بيل روجيو العضو في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومحرر مجلة Long War Journal لفوكس نيوز: "إذا كنت تريد إثباتاً أن إيران كانت متواطئة ومتورطة بشكل مباشر في أحداث 11 سبتمبر فليس لديك معلومات كافية، ولكن إذا كنت تريد أن تقول إن إيران قد أصبحت دولة راعية للإرهاب بسبب إيوائها وتقديم الدعم المادي للقاعدة قبل وبعد 11 سبتمبر فيمكنك بسهولة إثبات هذه القضية."
تورط إيراني مؤكد
وأضاف أن "هذا أمر تفهمه عائلات الضحايا وهم متأكدون من التورط الإيراني ورفعوا دعاوى قضائية ضد إيران في محاولة لتحميلها جزئيًا على الأقل المسؤولية عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية مما دفع السلطات الأميركية إلى تحليل دام سنوات للعلاقة بين طهران والجماعة الإرهابية".
بحسب التقرير فقد تم رفع الدعوى في عام 2004 لكنه لم يتم النظر فيها حتى عام 2016 عندما أقر الكونغرس قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، حسبما ذكرت شبكة ABC News.
وأمر حكم أولي صدر في 2018 من القاضي جورج بي دانيلز في نيويورك، إيران بدفع مليارات الدولارات كتعويضات، قائلاً إن المدعين أثبتوا أن المؤسسات الإيرانية قدمت دعمًا للقاعدة وبالتالي كانوا "مسؤولين" عن الوفيات مؤكدين أن إيران لا تزال توفر "الدعم المادي والموارد" من خلال توفير ملاذ آمن للقيادة وأعضاء المجموعة.
مع ذلك، أصدرت محكمة في لوكسمبورغ بعد عام واحد فقط حكمًا ضد العائلات في قضية أخرى، قائلة إنه لا يوجد أساس في القانون الدولي لدعم أحكام سابقة للمحكمة الأميركية وتجريد إيران من الحصانة السيادية.
دور إيران
لكن الفهم الواسع لدور إيران يقر بأن طهران سهلت سفر عناصر القاعدة بين أفغانستان وباكستان وإيران. وربما سمحت طهران في وقت لاحق لأسامة بن لادن وعائلته بالبقاء في إيران أثناء اختبائهم من السلطات الأميركية.
من جهتها، قالت ليزا دفتري رئيسة تحرير مجلة The Foreign Desk لفوكس نيوز إنه "تاريخيًا، بينما بدأ النظام الإيراني والقاعدة كأعداء لدودين يكرسون جهودهم لتدمير بعضهم البعض، اقتربوا قبل عقدين من الزمان بعد أن أدركوا أن لديهم المزيد من المكاسب من خلال التعاون، ومع توافق المصالح التكتيكية والاستراتيجية، بدأ الاثنان العمل معًا والعمل ضد افتراضات الغرب الذي اعتمد على النظرية التي تم كشف زيفها الآن بأن الجماعات الإرهابية العالمية تتنافس ضد بعضها البعض من أجل التمويل والمجندين والموارد ولهذه الأسباب لن تصبح قريبة بما يكفي لتوحيدها".
تجاوز الحدود الإيديولوجية
فيما قالت بانفشة زاند، الباحثة والصحافية الإيرانية إن طهران "مستعدة تمامًا وقادرة على تجاوز الحدود الإيديولوجية للذهاب والعمل مع السنة عند الحاجة".
وجعلت اللجنة الوطنية للهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة المعروفة أيضًا باسم لجنة 11 سبتمبر من السؤال محورًا رئيسيًا لتحقيقاتها، وقررت اللجنة أن عملاء القاعدة سافروا إلى إيران في التسعينيات لتلقي تدريب على المتفجرات أيضًا.
أيضا كتبت اللجنة في تقرير لها: "أسامة بن لادن أظهر اهتمامًا خاصًا بتعلم كيفية استخدام الشاحنات المفخخة مثل تلك التي قتلت 241 من مشاة البحرية الأميركية في لبنان عام 1983 كما أظهرت العلاقة بين القاعدة وإيران أن الانقسامات السنية الشيعية لم تشكل بالضرورة حاجزًا لا يمكن التغلب عليه أمام التعاون في العمليات الإرهابية".
علم مسبق بالهجمات
واختتمت اللجنة فصلها حول دور إيران بالتشديد على أن "هذا الموضوع يتطلب مزيدًا من التحقيق من قبل الحكومة الأميركية".
وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز من عام 2011 فصل مزاعم من اثنين من المنشقين الذين خدموا في جهاز المخابرات الإيرانية والتي زعموا فيها أن مسؤولين إيرانيين "كانوا على علم مسبق بهجمات 11 سبتمبر."
وحتى إن أحد المنشقين قال إن إيران متورطة في التخطيط للهجمات، وفقًا لدعوى قضائية طالبت بتعويضات عن تورط طهران،.
من جهته قال جويل روبين، نائب مساعد وزير الخارجية في عهد الرئيس أوباما لفوكس نيوز إن العلاقات بين القاعدة وإيران قبل 11 سبتمبر "لا علاقة لها" بالهجمات، لكن هذا لا يغير حقيقة أن إيران على الإطلاق هي دولة راعية للإرهاب"، بما في ذلك جماعات مثل حزب الله وأنشطة الحرس الثوري في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
