روسيا وأوكرانيا: فيديو مسرب يُظهر مؤسس مجموعة فاغنر للمرتزقة يجنّد سجناء للقتال في أوكرانيا

  • مات ميرفي
  • بي بي سي نيوز

صدر الصورة، LEAKED VIDEO

في مقطع فيديو مسرّب ظهر مؤسس مجموعة فاغنر الروسية الغامضة وهو يحاول تجنيد سجناء للقتال في أوكرانيا.

وفي الفيديو، الذي تحققت منه بي بي سي، يمكن مشاهدة يفغيني بريغوجين بينما يخاطب مجموعة كبيرة من السجناء، قائلا لهم إن الفترات المحكوم بها عليهم يمكن تخفيفها في مقابل الانضمام للخدمة في صفوف مجموعة فاغنر.

ويؤكد الفيديو المسرّب تقارير متداولة منذ فترة عن محاولات روسيا تعزيز قواتها العسكرية عبر تجنيد أشخاص مُدانين بأحكام قضائية.

ولا تسمح القوانين في روسيا بتخفيف مُدد السجن في مقابل انضمام المحكوم عليهم للخدمة في صفوف المرتزقة.

وفي الفيديو يؤكد بريغوجين أن "أحدا لن يعود وراء أسوار السجن" إذا انضم لصفوف مجموعة فاغنر.

  • فاغنر: ظل روسيا الطويل في سوريا
  • مرتزقة حفتر الروس: في قلب مجموعة فاغنر

يقول بريغوجين للسجناء: "إذا خدمت ستة أشهر (في صفوف فاغنر)، فأنت حر". لكنه في الوقت ذاته يحذر المجندين المحتملين من مغبة الهروب من الخدمة قائلا: "إذا وصلت إلى أوكرانيا وقرّرت أنك لست معنيا بالأمر، فستواجه الإعدام ميدانيا".

كما أبلغ بريغوجين مستمعيه من السجناء بقواعد وأحكام مجموعة فاغنر التي تحظر تناول الكحول وتعاطي المخدرات و"الاتصال الجنسي بالنساء المحليات وبالرجال وبالحيوانات والنباتات - وبأي شيء".

وفي وسط ما بدا أنه ساحة تريّض في السجن، تحدث بريغوجين إلى النزلاء الذين كانوا يرتدون سترات رياضية سوداء، وألمح إلى ما تواجهه روسيا من صعوبات في حربها في أوكرانيا.

وفي ذلك يقول بريغوجين إن "هذه حرب صعبة - أصعب حتى من حرب الشيشان ومن حروب أخرى".

وليس معلوما مَن صوّر الفيديو، ولا كيف أذيع. لكن بي بي سي استطاعت تحديد الموقع الجغرافي لمكان تصوير الفيديو، وتوصلت إلى أنه السجن المركزي في جمهورية ماري إل (إحدى جمهوريات الاتحاد الفيدرالي الروسي).

وتوصّل فريق بي بي سي إلى هذه النتيجة عبر إجراء بحث عكسي لصورة كنيسة تظهر في الخلفية في الفيديو. كما استعان الفريق ببرمجيات للتحقق من صورة المتحدث في الفيديو (بريغوجين).

وأكدت مصادر لخدمة بي بي سي الروسية أن الشخص المتحدث في الفيديو هو بريغوجين. وقال أحد تلك المصادر: "هذا هو صوته. هذه رنّة الصوت، وتلك لزماته في الحديث ... أنا واثق بنسبة 95 في المئة أن هذا هو (بريغوجين) وأن الفيديو لم يخضع للمونتاج".

وامتنعت شركة كونكورد، التي يمتلكها بريغوجين، عن إنكار أنه هو الشخص الذي يظهر في الفيديو، لكنها أشارت إلى تشابه "هائل" بين بريغوجين والشخص الذي يظهر في الفيديو.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

يفغيني بريغوجين رفقة فلاديمير بوتين في عام 2010

ويبلغ بريغوجين من العمر 61 عاما. وهو حليف مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وسبق أن أنكر بريغوجين أي علاقة تربطه بمجموعة فاغنر، التي انتشرت قواتها في أوكرانيا وسوريا وصراعات في بقاع أفريقية عديدة.

لكنْ في الفيديو، يمكن مشاهدة الثري الروسي يعرّف عن نفسه للسجناء بأنه "ممثل لشركة حربية خاصة".

ويسأل بريغوجين مستمعيه من السجناء: "ربما سمعتم من قبل اسم - فاغنر جروب؟"

ويقول بريغوجين للنزلاء إن المنتسبين لمجموعة فاغنر يجب أن يكونوا "في حالة صحية وهيئة جسدية جيّدة"، قبل أن يكشف عن أن الـ 40 الأوائل من المنتسبين لمجموعة فاغنر من أحد سجون سانت بطرسبورغ تمّ نشرهم في أثناء هجوم على محطة فوهليهيرسكا للطاقة في شرق أوكرانيا في يونيو/حزيران الماضي.

وفي الفيديو، يمضي بريغوجين قائلا إن السجناء اقتحموا خنادق الأوكرانيين وهاجموا قواتهم بالأسلحة البيضاء.

ويروي أن ثلاثة من الرجال لقوا مصرعهم، وكان بينهم شخص في الـ 52 من عمره كان قد قضى أكثر من ثلاثين عاما في السجن.

وفي أواخر الفيديو، يقول بريغوجين لمستمعيه إنهم ينبغي أن يقتلوا أنفسهم بقنابل يدوية حال تعرّضوا لخطر الوقوع في الأسْر.

وتخيّم الشكوك على الطريقة التي نشأت بها مجموعة فاغنر. لكن الاعتقاد السائد لدى كثيرين أنها تشكلت على يد ضابط روسي سابق يدعى ديمتري أوتكين.

وسبق لبي بي سي أن استوثقت من العلاقات بين مجموعة فاغنر وبريغوجين، الشهير بـ"طبّاخ الرئيس بوتين" -وسرّ ذلك نابع من قيامه على تزويد الكرملين بالأطعمة والأشربة.

ويعتقد كثيرون أن مجموعة فاغنر نشرت مرتزقة تابعين لها في أوكرانيا منذ عام 2014. ومنذ اجتاح الجيش الروسي الأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط الثاني، شنت القوات الأوكرانية هجمات على ما تقول إنها قواعد تابعة لمجموعة فاغنر في شرق أوكرانيا المحتل.

وفي أغسطس/آب، قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية إن ما يناهز 80 ألفا من القوات الروسية لقوا مصرعهم أو أصيبوا بجروح منذ بداية الحرب في فبراير/شباط.

وتفيد تقارير بلجوء موسكو إلى مجموعة فاغنر لسدّ الثغرات التي تخلّفها الضربات الأوكرانية الثقيلة.

وفي الشهر الماضي، تحدثت وسائل إعلام روسية مستقلة إلى نزلاء في سجون بمواقع مختلفة من روسيا، وقال هؤلاء إن بريغوجين قام شخصيا بزيارة لمكان نزولهم من أجل تجنيد سجناء للقتال في أوكرانيا.