تستعدّ لندن، وسط تدابير مكثفة، لجنازة الملكة إليزابيث الثانية، والتي تُعدّ الجنازة الرسمية الأولى التي تُقيمها منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل عام 1965.

وفاجأ في الأثناء الملك تشارلز الثالث وولي عهده الأمير ويليام، أمس السبت، الحشود الواقفة في صفوف انتظار تمتدّ كيلومترات، بالاقتراب منها ومصافحة بعض من ينتظرون ساعات لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة قبل مراسم الدفن الاثنين.

وقبل يومين من "جنازة القرن" التي بدأ القادة الأجانب يتوافدون للمشاركة فيها، بلغت مدة الانتظار في الصف الممتد على طول نهر تيمز حتى قصر ويستمنستر في لندن، بنحو 14 ساعة.

صمت ويليام وهاري

ووقف الأميران ويليام وهاري صامتين وكلٌّ منهما عند أحد طرفي نعش جدتهما الملكة إليزابيث، السبت، بينما تدفق صفُّ المُعزّين أمام جثمان الملكة المسجى.

وارتدى نجلا الملك تشارلز الزيّ العسكري خلال وقفتهما الصامتة بجوار نعش الملكة التي استمرت 15 دقيقة في قاعة وستمنستر الشاسعة، حيث وُضع النعش منذ الأربعاء.

وانضمّ إلى ويليام وهاري أبناء أعمامهما الستة، ومن بينهم الأميرة بياتريس والأميرة يوجين اللتان أبدتا التقدير للملكة في وقت سابق.

وقالت الشقيقتان وهما ابنتا الأمير آندرو متحدثتين عن الملكة: "كانت أمّنا الكبرى ومرشدتنا واليد المحبة لنا التي تُربّت على كتفينا وتأخذ بناصيتينا عبر هذا العالم".

فيما كان الأقارب الآخرون المشاركون في وقفات الصمت السبت، بيتر فيليبس وزارا تيندال، ابن الأميرة آن وابنتها، ولويز وجيمس، ابنة الأمير إدوارد وابنه.

بايدن وقادة آخرون يلتحقون بالجنازة

ووُجهت دعوة لحضور الجنازة إلى ألفي شخصية بينهم مئات من قادة العالم وملوك، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والإمبراطور الياباني ناروهيتو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ووصل بايدن إلى بريطانيا، مساء السبت، للمشاركة في تشييع الملكة.

وحطّت طائرته في مطار ستانستيد خارج لندن، ويُتوقع أن يُلقي نظرة الوداع على نعش الملكة الراحلة ويلتقي الملك تشارلز، الأحد.

وألغي اجتماع كان مقرراً بين بايدن ورئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس. وقال "داونينغ ستريت" في بيان، إنهما سيعقدان بدلاً من ذلك "اجتماعاً ثنائياً كاملاً" خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء.

وتلتقي تراس التي تولت مهماتها قبل نحو 10 أيام، عدداً من القادة قبل الجنازة، من بينهم رئيس الحكومة الإيرلندية مايكل مارتن وجاستن ترودو.

الساعات الأخيرة

ويملك الحشود وقتاً حتى الساعة السادسة والنصف من صباح الاثنين (05:30 ت.غ) لإلقاء نظرة الوداع على الملكة.

وبعد مسيرة أخيرة، تُدفن الملكة في كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور في غرب لندن، إلى جانب والدها الملك جورج السادس ووالدتها وزوجها فيليب.

وقبل الجنازة في كنيسة ويستمنستر، يبدأ الملك تشارلز الثالث، السبت، حركة دبلوماسية كثيفة في قصر باكنغهام.

ويستقبل بعد الظهر بصورة خاصة رؤساء وزراء ممالك الكومنولث الـ14 بمن فيهم الكندي جاستن ترودو والنيوزيلندية جاسيندا أرديرن والأسترالي أنتوني ألبانيزي.

وبعد ظهر الأحد، يستقبل تشارلز الثالث الذي أصبح ملكاً عن 73 عاماً، قادة الدول خلال حفل استقبال في قصر باكينغهام.

وتوفيت الملكة في الثامن من سبتمبر/أيلول، في ضيعتها الصيفية بالمرتفعات الاسكتلندية عن 96 عاماً.

TRT عربي - وكالات