الاستقرار يغيب عن أسواق النفط .. عوامل متضادة تتجاذب مسار الأسعار | صحيفة الاقتصادية


توقع محللون استمرار تقلبات أسعار النفط خلال الأسبوع الجاري، بعد أن سجل ثالث خسارة أسبوعية على التوالي، مشيرين إلى أن الاستقرار يغيب عن السوق مع استمرار العوامل المتضادة في التأثير على مسار الأسعار.
وأكد أن ثالث خسارة أسبوعية للخام تعد الدليل المتزايد على التباطؤ الاقتصادي، الذي يلقي بظلاله على المخاوف بشأن مخاطر العرض، مشيرين إلى أن أرقام التضخم في الولايات المتحدة، التي جاءت أعلى من المتوقع أخيرا أدت إلى إثارة التوقعات بأن مزيدا من رفع أسعار الفائدة سيعوق النمو، خاصة في ظل مؤشرات بأن الاقتصاد الأمريكي قد بدأ بالفعل في التباطؤ.
وفي هذا الإطار، قال روس كيندي، العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة إن التقلبات السعرية مستمرة في ظل ضبابية الصورة بشأن وضع الاقتصاد العالمي في الشهور المقبلة، وذلك في ضوء أن مخاوف الركود العالمي أصبحت محل وجهة نظر إجماع دولي، عادا أن هذا أمر مقلق بالنسبة لتوقعات الطلب على النفط الخام على المدى القصير.
وأشار إلى أن الصورة بشأن الإمدادات الروسية في الشهور المقبلة غير واضحة وتخفض كثيرا من معنويات السوق في ضوء احتمالية حدوث مزيد من اضطرابات العرض من روسيا، التي لا تزال تشكل خطرا، بينما أشارت البيانات الاقتصادية الصينية إلى أن إجراءات التحفيز هناك حققت بعض النجاح في زيادة الطلب.
ويرى دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن خفض الإنتاج الأخير من جانب تحالف "أوبك+" أسهم على نحو جيد في دعم أسعار النفط الخام، بينما يتعرض الاستهلاك العالمي للنفط للتهديد من قبل التوقعات الاقتصادية القاتمة.
وعد أن خطوات مرتقبة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة لكبح التضخم وخطر حدوث ركود في أوروبا بسبب أزمة طاقة حادة واستمرار إغلاق الصين بسبب جهود مكافحة جائحة كورونا تعد كلها عوامل تزيد من الضغط على أسعار النفط، كما أن ارتفاع الدولار يحد من مكاسب أسعار النفط الخام، مشيرا إلى وجود محاولة لتجنب أزمة الطاقة قد تلوح في الأفق هذا الشتاء وناجمة عن تقليص التدفقات الروسية.
من ناحيته، قال بيتر باخر، المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن السوق النفطية غير مستقرة، لكن أن آفاق النمو جيدة، حيث تتسارع خطط النمو في عمليات الاستكشاف والإنتاج في الشرق الأوسط وسط ارتفاع أسعار النفط هذا العام، ما يبشر بضخ مزيد من الإمدادات النفطية مستقبلا.
في حين أفادت أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية، بأن تحذيرات كبار المنتجين من استخدام الطاقة الاحتياطية الفائضة تأتي في إطار التحسب لأزمات جديدة قد تواجه الصناعة والاقتصاد العالمي، وهو قد يؤدي إلى شح المعروض، مشيرة إلى أغلب منتجي "أوبك +" يعانون نقص الاستثمار ونضوب الحقول وبعض الاضطرابات التشغيلية التي تحول دون زيادة الإنتاج.
وأشارت إلى أن المخاوف على المعروض تقلصت مع استئناف تصدير النفط الخام من محطة البصرة بعد أن تسبب تسرب نفطي قبل أيام قليلة في توقف الشحنات من المنشأة، ما حد من نحو مليون برميل يوميا من الصادرات من ثاني أكبر منتج في "أوبك"، بينما تبقى إشكالية عودة مليون برميل يوميا من صادرات النفط الإيرانية محل شك كبير بعد التعثر الأخير الواسع في المفاوضات النووية الدولية.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة لكنها لا تزال تعاني تكبد ‏بعض الخسائر نتيجة المخاوف بشأن الطلب العالمي على الخام.‏
يأتي ذلك في ظل صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي سجلت قراءة أعلى من ‏التوقعات، ما يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية المتصاعدة، ومن ثم، يندفع ‏الفيدرالي الأمريكي وغيره من البنوك المركزية نحو تشديد السياسات النقدية.‏
ويخشى بعض المحللين من أن تؤدي زيادات أسعار الفائدة إلى ركود اقتصادي ‏عالمي، ما يضر بالطلب على السلع، ومن بينها النفط.‏
ويأتي ذلك فيما تراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية الجمعة لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي، حيث تكبدت ثالث خسارة أسبوعية على التوالي، بفعل تصاعد مخاوف الطلب العالمي، خاصة بعد التقرير الأخير لوكالة الطاقة الدولية.
وضغط على الأسعار أيضا ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي في علامة سلبية لمستويات السحب والطلب المحلي في أكبر مستهلك للوقود في العالم.
وانخفض الخام الأمريكي 0.9 في المائة، إلى مستوى 84.29 دولار للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 85.09 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 86.21 دولار، وتراجع خام برنت 0.4 في المائة، إلى مستوى 90.29 دولار للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 90.65 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 92.26 دولار.
من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار أربع هذا الأسبوع. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية لأنشطة الحفر إلى ارتفاع إجمالي عدد الحفارات إلى 763 هذا الأسبوع و251 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
ولفت التقرير إلى ارتفاع الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار ثمانية هذا الأسبوع إلى 599 وتراجع عدد منصات الغاز أربعا، إلى 162 حيث بقيت منصات متنوعة على حالها عند اثنين.
ونوه إلى زيادة عدد الحفارات في حوض بيرميان من ثلاثة إلى 343 هذا الأسبوع، حيث ارتفع عدد الحفارات في إيجل فورد بواقع 1 إلى 72، كما ارتفعت منصات النفط والغاز في بيرميان 84 أعلى مما كانت عليه في هذا الوقت من العام الماضي.
وذكر أنه على الرغم من ارتفاعه على أساس سنوي ظلت أنشطة الحفر النشط في بيرميان بالقرب من المستوى الحالي منذ منتصف مايو عندما كان عدد منصات النفط والغاز 342.
ولفت التقرير إلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة عند 12.1 مليون برميل يوميا للأسبوع الثالث على التوالي للأسبوع المنتهي في 9 سبتمبر، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، مشيرا إلى زيادة مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 400 ألف برميل يوميا على أساس سنوي وبزيادة مليوني برميل يوميا، مقارنة بالعام الماضي.

تاريخ الخبر: 2022-09-19 00:23:05
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 43%
الأهمية: 49%

آخر الأخبار حول العالم

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية