تاريخنا مع الفلكلور الشعبي طويل وقديم قدم وجودنا على أرض مصر، وكانت الأغاني والمواويل جزء أصيل في رحلة المصريين مع الحياة، وارتباطهم بها كان نتاج طبيعي كونها أحدى أبرز وسائلهم  الإبداعية التي ظلت وما تزال تعبر عن طريقتهم في الحياة.. عن استعادة الفلكلور المصري عبر منصات التواصل الاجتماعي يدور هذا التقرير التالي :

يقول الشاعر والباحث في التراث والفلكلور الشعبي مسعود شومان لـ"الدستور":  في الزمن الماضي كنا نعتمد كباحثين على البحث الميداني عبر الوسائط التقليدية من أجهزة كاسيت حتى بعد أن تطورت الأجهزة الحديثة ونقم بالتفريغ والحفظ والتدوين والأرشفة، ونظرا لقلة عدد الباحثين في التراث، لم نستطع لعدم وجود استراتيجية للمسح الشامل نلحق بكل دراسة عبر الحياة المصرية.

ولفت شومان إلى أن من هنا اتصور ان كل وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط المتعددة بشكل عام سواء اليوتيوب، هذا ساعد عدد كبير من الباحثين اللحاق بانتاجات فلكلورية عظيمة جدا ومتنوعة، وبالتالي وسع دائرة التعرف على المنجز الثري في بيئات بدوية أو حتي حدودية مثل حلايب وشلاتين أو حتى فنون مثل النميم في اسوان او المجرودة والشتوة واغنية العلم  في غرب مصر الواحات والوادي الجديد في سيوة . هذه  المناطق  قدمها الباحثين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 وأشار شومان إلى أنه ورغم أن البعض يرى أنه نوع من المسحة المحلية هو نوع من التسجيل لتراثنا ومأثورنا الشعبي، وبعض المحترفين بيسجلوا ما جمعوه لي ويقدم نوع من الإتاحة.

وأكد شومان أن قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي  كان هناك ما يمكن وصفه بكهنوت الباحثين في التراث الشعبي فقد فقد كانوا يحتفظون بمادتهم ولا يتم إتاحته تحت هيمنة وسطوة الانانية البحثية ، حتى انه بعض المواد انتهت في شرائط الكاسيت ولم تعد موجودة.

وأشار إلى أن موضوع الإتاحة عبر وسائط التواصل الاجتماعي يحفظ المادة وينشرها ويعكس الجغرافيا الفلكلورية لبعض الأقاليم، والذي يظهر في الزي حتى الآلات الموسيقية.

وتابع لا يقتصر الأمر على الكاسيت أو  حتى الوسائط المتعددة، إلى جانب هذا هناك مدونات تقدم مواد يمكن اعتمادها كوسيط لجمع المادة والاعتماد عليها خاصة مع وفاة بعض الرواة.

 وتابع "مسعود شومان " كما يقول سينجر الشاعر الأفريقي "عندما يموت معمرا افريقي كأنما احترقت مكتبة فيها ألف كتاب "وبالتالي ان وجود هذه التسجيلات، وبالتالي ان هناك نصوص لا تمت بالفلكلور بصلة ويحتاج إلى إعادة نظر من الباحثين والأكاديميين لتدقيق هذا.

وختم شومان "بالتالي هناك ترويج لبعض العادات والتقاليد والطقوس التي لم نكن نعرفها ، والتي يتم استثمارها من قبل بعض الفنانين المشهورين دون الرجوع  للباحثين للتأكيد على أصالتها.

 الحاجة نبيلة "البامية شوكتني"

جاء الصوت العذب والناعم للحاجة نبيلة من قلب الريف المصري لتستعيد البهجة ب"البامية شوكتني " وتستعيد  الضوء والسطوع لتاريخ طويل وممتد لأغانينا التراثية التي يؤديها المصريين في صور فردية أو جماعات ، والتي تصاحبهم في العمل.

 ونجحت الحاجة نبيلة عبر الصدفة أن تكون حديث وسائل التواصل الإجتماعي ومنها إلى تصدر القنوات الفضائية واستضافتها للغناء مرة والحديث مرة أخرى عن الغناء الشعبي.