روسيا وأوكرانيا: قتلى وجرحى في سلسلة انفجارات تهز مدينة دونيتسك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين

  • بول كيربي
  • بي بي سي نيوز

صدر الصورة، Telegram/itsdonetsk

التعليق على الصورة،

حجم الدمار الذي خلفه انفجار في أحد الميادين غربي مدينة دونيتسك.

قُتل ثلاثة عشر شخصاً وجُرح آخرون في سلسلة انفجارات ضربت مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا التي تقع تحت إدارة الانفاصليين، وذلك وفقاً لعمدة المدينة المدعوم من روسيا.

وحمّل عمدة المدينة أليكسي كولمزين المسؤولة في وقوع القتلى للقصف المدفعي الأوكراني "العقابي". ولم يصدر أي تعليق من جانب المسؤولين الأوكرانيين.

وتخضع دونيتسك منذ 2014 لسيطرة السلطات الموالية لروسيا، وتتهم تلك السلطات بشكل متكرر القوات الأوكرانية باستهداف المدينة.

من الصعب الحصول على تأكيد مستقل لما يجري على الأرض في مناطق شرقي أوكرانيا الخاضعة لسيطرة الانفصاليين. لكن السلطات المحلية قالت إن تسع قذائف من عيار 150 ملم أطلقت على حي كويبيشيفسكي في دونيتسك، انطلاقاً من إحدى القرى الواقعة إلى الغرب من المدينة.

واتهم قائد محلي يدعى دينيس بوشيلين أوكرانيا بالاستهداف المتعمد للمدنيين في موقف للحافلات ومحل تجاري وأحد المصارف.

وعلى الرغم من أن القوات الروسية فرضت سيطرتها على مناطق في جنوب إقليم دونيتسك منذ بدء الغزو في فبراير/ شباط، إلا أنها عانت في صد الجيش الأوكراني عن ضواحي المدينة نفسها.

صدر الصورة، Telegram/A_Shtirlitz

التعليق على الصورة،

القوات المسلحة الأوكرانية قالت إنها عبرت النهر في نهاية الأسبوع.

وعلى صعيد آخر، أكدت القوات الأوكرانية استعادتها السيطرة على الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، الذي يُنظر إليه بوصفه الجبهة الأمامية للقتال ضد القوات الروسية في شمال - شرقي أوكرانيا.

وبذلك يكون الجيش الروسي قد طُرد كلياً تقريباً من منطقة خاركيف. وقال قائد في المنطقة إن الهدف التالي سيكون منطقة لوهانسك المجاورة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الاستعدادات تجري من أجل الهجوم التالي.

في هذه الأثناء، اتُهمت روسيا باستهداف محطة نووية في الجنوب.

وقالت الهيئة الأوكرانية المشغلة للمحطات النووية إن صاروخاً سقط على بُعد 300 متر عن المفاعلات النووية في ثاني أكبر محطة نووية في البلاد في منطقة ميكولاييف، ما أدى إلى تدمير مبان وإغلاق أجزاء من محطة الطاقة الكهرومائية في المجمع.

صدر الصورة، Energoatom

التعليق على الصورة،

قالت الهيئة المشغلة للمحطات النووية في أوكرانيا إن المباني وخطوط الكهرباء دمرت في الهجوم على محطة "بفيدونوكرينسك" النووية

ولم يتم التحقق من هذا الهجوم من مصادر مستقلة، لكن الجيش الأوكراني نشر صوراً للمكان على الإنترنت.

وكانت محطة زابوريجياالنووية، التي تُعد الأكبر في أوكرانيا وأوروبا، قد تعرضت لنيران متكررة منذ أن احتلتها القوات الروسية في بداية الحرب وقد دعت الأمم المتحدة إلى إقامة منطقة أمان لحمايتها.

وقد شنت القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً في الجنوب وفي الشمال الشرقي، لكنها حققت تقدماً مفاجئاً هذا الشهر في منطقة خاركيف الشمالية.

وأبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن شبكة "سي بي أس" التلفزيونية الأمريكية أن أوكرانيا تدفع ثمناً باهظاً، لكن روسيا "اتضح أنها ليست بالكفاءة والقدرة التي اعتقدها الكثيرون".

ونشر رئيس منطقة لوهانسك سيرهي هايداي مقطع فيديو لدبابة تعبر جسراً عائماً، وقال إن أوكرانيا تسيطر الآن على الضفة الشرقية لنهر أوسكيل. وزعم قائلاً: "منطقة لوهانسك تقع في الجوار. وإنهاء الاحتلال ليس بعيداً".

  • مطالبة أوروبية بتشكيل محكمة دولية بشأن الحرب في أوكرانيا
  • الكشف عن "مئات الجثث في مقبرة جماعية" في مدينة أوكرانية محررة من الاحتلال الروسي
  • الجيش الأوكراني يستهدف "تحرير دونباس"

وإذا تمكنت القوات الأوكرانية من الحفاظ على موطئ قدم على الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، فإن ذلك سيمثل اختراقاً. وقال هايداي إن الهدف التالي سيكون تحرير مدينة ليمان، التي سيطرت عليها القوات الروسية في شهر مايو/ أيار الماضي.

وتقع "ليمان" في الجنوب الشرقي من إزيوم، التي كشفت أوكرانيا فيها عن وجود نحو 450 جثة في المئات من مواقع الدفن.

وقد دفع هذا الاكتشاف الاتحاد الأوروبي، الذي ترأسه جمهورية التشيك حالياً، إلى المطالبة بتشكيل محكمة دولية للنظر في الغزو الروسي.

لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إن الاتهامات بارتكاب جرائم حرب هي "أكذوبة، وبالطبع سندافع عن الحقيقة في هذه القصة". وقال إن "السيناريو" مشابه لما جرى في بلدة بوتشا بالقرب من كييف، حيث تقول السلطات المحلية إن 458 مدنياً على الأقل قتلوا خلال الاحتلال الروسي.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إن الهجمات المضادة الأوكرانية لن تُغير من الخطط العسكرية الروسية في شرقي أوكرانيا.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطابه الليلي الأحد، إن الأيام الأخيرة ربما بدت هادئة نوعاً ما، "لكن لن يكون هناك هدوء. فهناك استعدادات لسلسلة الهجمات المقبلة... لأن أوكرانيا يجب أن تكون حرة. كلها."

أما وزارة الدفاع الروسية فنشرت مقطع فيديو الاثنين قالت إنه يظهر تدمير مروحيات هجومية عدد من القوات المسلحة الأوكرانية والعتاد.

لكن، ووفقاً لتحديث من الاستخبارات العسكرية البريطانية، "من المرجح بدرجة عالية" أن تكون روسيا قد فقدت أربع طائرات مقاتلة في أوكرانيا خلال الأيام العشرة الأخيرة مع قيام سلاح الجو بمخاطرات أكبر من أجل مساندة القوات البرية التي تتعرض لضغط من تقدم القوات الأوكرانية.

ويقول معهد دراسات الحرب إن روسيا تعتمد بشكل متزايد على "قوات غير نظامية من المتطوعين والمتعاقدين" بدلاً من وحداتها العسكرية التقليدية.

وتقول روسيا إنها تقاتل النازيين الجدد في أوكرانيا - وهو ادعاء نفي على نطاق واسع - وإنها تتعرض للتهديد بسبب العلاقات القوية لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مع أوكرانيا.

يُذكر أن الأمم المتحدة سجلت منذ الغزو في 24 فبراير/ شباط، 5718 حالة وفاة على الأقل في صفوف المدنيين، و 8199 حالة إصابة، كما سجّل أكثر من سبعة ملايين لاجئ أوكراني في عموم أوروبا.

ويُعتقد بأن الحصيلة الفعلية لعدد القتلى في صفوف المدنيين يفوق العدد المسجل بالآلاف. كما أن عشرات الآلاف من المقاتلين قتلوا أو أصيبوا.

وتعيش روسيا، وهي مزود عالمي للطاقة، حالة صراع اقتصادي مع الغرب الذي فرض عليها عقوبات شاملة رداً على الغزو.