كلمة رئيس الحكومة أمام المناقشة العامة للدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة


السيد الرئيس،
معالي الأمين العام،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،

1. ​يطيب لي أن أهنئكم السيد الرئيس باسم وفد المملكة المغربية على ‏انتخابكم رئيسا لهذه الدورة، متمنيا لكم التوفيق في مهامكم. كما نشيد ‏بالعمل المميز الذي قام به سلفكم، السيد عبد الله شهيد (‏Abdulla ‎Shahid‏)، ونثمن عاليا حصيلة فترة رئاسته.‏
2. ونجدد دعمنا لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو ‏غوتيريش (‏Antonio Guterres‏)، الهادفة إلى إصلاح منظمتنا. كما ‏نعرب له عن دعمنا وتأييدنا لمبادراته ومقترحاته الواردة في تقريره ‏المعنون ب “خطتنا المشتركة”.‏

السيد الرئيس،

3. ​تنعقد الدورة 77 للجمعية العامة وعالمنا يعيش على وقع أزمات ‏متعددة الأبعاد وذات آثار عالمية متداخلة. فبعد ثلاث سنوات من ‏بداية انتشار جائحة كوفيد-19، يواجه عالمنا مجموعة من التحديات ‏العميقة والأزمات المتلاحقة.‏
4. ​إن ما يحول بيننا وبين تدبير تلك الأزمات بشكل ناجع وفعال، ليس ‏عدم إلمامنا بمظاهرها وتفاعلاتها، بل هو غياب إرادة سياسية حقيقية ‏وفاعلة. فالنظام متعدد الأطراف يمر حاليا بأزمة نسقية تتجلى في ‏ثلاثة مستويات مترابطة:‏
▪ المستوى الأول يتعلق بأزمة القيم، حيث تراجع مبدأ التعاون ‏والتضامن الذي تأسست عليه منظمة الأمم المتحدة، بفعل تفضيل ‏المصالح الوطنية الضيقة على حساب القيم الإنسانية الكونية.‏
▪ المستوى الثاني يرتبط بالانقسامات داخل المؤسسات الدولية، ‏والتي أضحت مسرحا للتنافس بشكل يؤثر سلبا على سيرورة ‏العمل الدولي متعدد الأطراف.‏
▪ أما المستوى الثالث فيخص تجيزيء العمل متعدد الأطراف في ‏إطار تحالفات محصورة وظرفية، لا يتناسب مع نوعيه الأزمات ‏الحالية المعقدة.‏
5. إن الظرفية الدولية الحالية تستوجب التحلي بالشجاعة والموضوعية ‏للإجابة على ما يلي‏:
✓ ​هل نريد لمنظمتنا أن تكون قادرة على قيادة التحولات ‏الاستراتيجية ومواجهة التحديات الكبرى لعصرنا، أم نريد منها ‏أن تقتصر على تدبير الأزمات فقط ؟
✓ هل لا زالت لمنظمتنا القدرة على خلق إجماع دولي وإيجاد حلول ‏مبتكرة لمواجهة تحديات العالم الحالية والمستقبلية؟
6. وهنا نقول بأن من يعتقد أن قدراته الخاصة كافية لوحدها لاحتواء ‏هذه التحديات غير موضوعي. فالعمل متعدد الأطراف لم يكن أبدا ‏ترفا، والأزمات الشاملة التي نعيشها اليوم تؤكد ذلك، وتثبت أن أمن ‏ورفاهية البعض رهين باستقرار وتقدم الآخرين‏
7. هذا وتجدد المملكة المغربية التأكيد على قناعتها بأن العمل متعدد ‏الأطراف ينبني بشكل أساسي على التفاعل الجماعي والمقاربات ‏التوافقية والمتجددة، وهو ما أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد ‏السادس، نصره الله، في خطابه أمام الدورة ال 59 للجمعية العامة ‏للأمم المتحدة بالقول: ‏”يؤكد المغرب التزامه بمواصلة العمل من أجل إقامة نظام جديد ‏متعدد الأطراف قائم على العدالة والشرعية الدولية والتضامن ‏والإنصاف في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، والنجاعة ‏والدينامية في أداء المنظومة الأممية لمهامها” انتهى كلام صاحب ‏الجلالة.‏
السيد الرئيس،

8. ​تعتبر القارة الإفريقية الأكثر تضررا من تداعيات الوضعية ‏الاقتصادية الصعبة التي أنتجتها الأزمة الجيوسياسية العالمية، حيث ‏تتحمل العبئ الأكبر جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقية، ‏وهو ما يهدم مكتسبات القارة في مجال التنمية المستدامة.‏
9. ومع ذلك فإفريقيا تتوفر على كل المقومات لتحويل التحديات لفرص، ‏والخروج من هذه الأزمة بشكل أقوى، وذلك لتوفرها على موارد ‏بشرية وطبيعية مهمة، إضافة لما يمكن أن تحققه من مكاسب ومنافع ‏مستقبلية من خلال تفعيل “اتفاقية التجارة الحرة القارية ‏الإفريقيةZLECAF‏”. وقد أكد على ذلك جلالة الملك، نصره الله، في ‏خطابه السامي في القمة 28 للاتحاد الإفريقي حين قال: “نحن، ‏شعوب إفريقيا، نتوفر على الوسائل وعلى العبقرية، ونملك القدرة ‏على العمل الجماعي من أجل تحقيق تطلعات شعوبنا” انتهى كلام ‏صاحب الجلالة.‏
10. وانطلاقا من هذا التوجه، تدعو المملكة المغربية إلى تقوية التعاون ‏الدولي لما فيه صالح الدول الإفريقية، من خلال تخفيف عبئ ‏الديون، وإطلاق مبادرات تنموية متكاملة كفيلة بتعزيز قدرتها على ‏الصمود في وجه الصدمات الاقتصادية الحالية والمستقبلية.‏
11. وقد جسدت الزيارات المتتالية لجلالة الملك محمد السادس، نصره ‏الله، إلى العديد من الدول الإفريقية هذه القناعة، من خلال إطلاق ‏مشاريع مهيكلة للتعاون والشراكة، هدفها تعزيز التنمية البشرية ‏وضمان الأمن الغذائي، وتحفيز النمو الاقتصادي، التزاما منه ‏بتحقيق مبدأ “التكامل الإفريقي”.‏
12. كما نظمت المملكة المغربية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة ‏الملك محمد السادس، نصره الله، الدورة الرابعة عشر لقمة الأعمال ‏الإفريقية الأمريكية، بهدف تحفيز تدفقات الاستثمار إلى القطاعات ‏ذات الأولوية للبلدان الإفريقية.‏

السيد الرئيس،

13. لا تزال العديد من الدول تعاني من تداعيات وانعكاسات جائحة ‏كوفيد-19، ويبقى التحدي هو ضمان توفير إمدادات كافية ومنتظمة ‏للقاحات، وتوزيعها بشكل عادل بين جميع دول العالم.‏
14. ووفاء منه لانتمائه الإفريقي، أطلق صاحب الجلالة الملك محمد ‏السادس، نصره الله، أشغال إنجاز مصنع لتصنيع اللقاح المضاد ‏لكوفيد-19 ولقاحات أخرى، وهو مشروع هيكلي، سيساهم عند ‏الانتهاء من إنجازه في تأمين السيادة اللقاحية للمملكة المغربية ‏ولمجموع القارة الإفريقية، وذلك تنفيذا لرؤية جلالته.‏
15. لقد أظهرت الجائحة أن “الصحة الجيدة والرفاه” ليس فقط هدفا ‏رئيسيا للتنمية المستدامة، بل إنه من شروطها وأعمدتها الأساسية؛ ‏وهو ما جعل الحكومة المغربية تشرع، بتعليمات سامية من جلالة ‏الملك محمد السادس، نصره الله، في تنزيل ورش “تعميم التغطية ‏الصحية”، الأمر الذي مكن حوالي 70% من الساكنة من الاستفادة ‏من هذه التغطية، في أفق الوصول ل 100% مع متم السنة الحالية.‏

السيد الرئيس،

16. إن تحدي تغير المناخ يستدعي حلولا عاجلة وتدخلا من مختلف ‏الفاعلين، بعيدا عن خطابات النوايا. فعدم احتوائه بشكل ناجع ‏ومستعجل، يهدد مسار التنمية في مناطق عديدة من العالم وينذر ‏بانتشار خطر المجاعة والتشرد وازدياد النزوح البيئي. ‏
17. وفي هذا الإطار، ما فتئت المملكة المغربية، وفقا للنظرة السديدة ‏لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تنبه لأثر أزمة ‏المناخ على القارة الإفريقية التي تعتبر الأكثر تضررا من آثارها. ‏وبالتالي، يقع على عاتق الدول المتقدمة الالتزام بتعبئة الموارد ‏المالية والتكنولوجيا اللازمة لفائدة الدول الإفريقية لتمكينها من ‏التصدي لتداعيات هذا التحدي العالمي.‏
18. قررت المملكة المغربية رفع مساهمتها المحددة وطنيا للتخفيف ‏من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5‏‎%‎‏ بحلول عام 2030.‏
19. ويعد هذا الهدف جزءا من إستراتيجية مغربية متكاملة لتحقيق ‏تنمية منخفضة الكربون بحلول عام 2050، تهدف إلى الانتقال إلى ‏اقتصاد أخضر ينسجم مع مبادئ الاستدامة، وهي الأسس التي يقوم ‏عليها النموذج التنموي الجديد للمملكة.‏
20. يتجسد هذا الطموح أيضا باستمرار المملكة المغربية في تنفيذ ‏الالتزامات التي وقع الاتفاق عليها خلال أشغال القمة الإفريقية التي ‏انعقدت في مراكش سنة 2016 على هامش مؤتمر الأطراف ‏COP-22‎، ‏تحت الرئاسة السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ‏وخاصة فيما يتعلق بتطوير قدرة القطاع الزراعي على التكيف مع ‏تغير المناخ، وزيادة مستوى استخدام الطاقات المستدامة.‏
سيدي الرئيس،

21. سيكون للإضطرابات العالمية أثر سلبي على الجهود التي بذلت ‏لتحقيق الأمن الغذائي، إذا لم تعمل الدول على تطوير قدراتها ‏الداخلية بشكل يتناسب مع الواقع الجديد.‏
22. وفي هذا الإطار، يواصل المغرب الاستثمار في قطاع الزراعة ‏لجعله قادرا على التكيف مع تغير المناخ، لا سيما من خلال تعزيز ‏التعاون جنوب-جنوب مع القارة الإفريقية، وهي القارة التي تتوفر ‏على حوالي نصف الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، والتي لم ‏يتم استغلالها حتى اليوم.‏
23. وعلى المستوى الوطني، يواصل المغرب تنزيل إستراتيجية ‏‏”مخطط ‏‎ ‎الجيل‎ ‎الأخضر”، وفقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك ‏محمد السادس، نصره الله، بما يخدم تحقيق الأمن الغذائي.
السيد الرئيس،

24. إِنَّ الأزمات الأمنية الشاملة لها وقع مباشر على حركات الهجرة في ‏العالم، وستظل المملكة المغربية، وفقا للرؤية السديدة لجلالة الملك ‏محمد السادس، نصره الله، ملتزمة بأسس “الميثاق العالمي من أجل ‏الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية” الذي وقع في مدينة مراكش في ‏دجنبر 2018.‏
25. وفي هذا الصدد، ستستمر المملكة في تعزيز ديناميتها المتعلقة ‏بالتدبير الشامل والمتضامن والإنساني في إطار الاستراتيجية ‏الوطنية للهجرة واللجوء، التي أطلقها العاهل الكريم، سنة 2013.‏
26. وبنفس العزيمة، سيواصل المغرب التصدي بحزم لشبكات ‏الاتجار بالبشر التي تمثل تهديدا خطيرا لسيادة واستقرار الدول وكذا ‏لأمن وسلامة الأشخاص.‏

السيد الرئيس،

27. يظل حفظ السلام من أهم إنجازات منظمتنا، ورمزا لقدرتها على ‏توحيد الوسائل والقدرات، مما يستوجب علينا جميعا العمل على ‏تطويره وتحصينه، وضمان سلامة العاملين فيه. ‏
28. وفِي إطار التزامه الدائم بحفظ السلم، أعطى جلالة الملك محمد السادس، ‏نصره الله، بمناسبة الذكرى 66 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، ‏تعليماته السامية لإنشاء مركز مغربي لحفظ السلام متعدد ‏التخصصات، يروم تكوين ودعم الكفاءات الوطنية والأجنبية خاصة ‏في القارة الإفريقية، وذلك بشراكة مع الأمم المتحدة وبعض الدول ‏الصديقة، من أجل تعزيز مبادئ الأمن والسلم الدوليين.‏
السيد الرئيس،

29. إنَّ المساواة بين الجنسين وتعزيز حقوق المرأة ومشاركتها الكاملة في ‏صنع القرار هي شروط أساسية لمواجهة التحديات العالمية الحالية ‏والمستقبلية.‏
30. وتماشيا مع هذا المبدأ، وفي إطار الرؤية الملكية السديدة، تواصل ‏المملكة المغربية العمل من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين كأساس ‏لمجتمع منصف وديمقراطي. ‏
31. وفي هذا الإطار، أعطى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ‏زخما جديدا لمسار ترسيخ المساواة بين الجنسين، من خلال التطبيق ‏الشامل لأحكام مدونة الأسرة.‏
32. كما أطلقت المملكة المغربية أول خطة عمل وطنية للمرأة والسلام ‏والأمن، كإطار سياسي متكامل، تنفيذا لقرار مجلس الأمن التابع ‏للأمم المتحدة رقم 1325، وذلك إدراكا منها لأهمية المشاركة الكاملة ‏للمرأة في الوقاية من النزاعات وتسويتها.‏
السيد الرئيس،

33. تجدد المملكة المغربية التزامها بإيجاد حل سياسي نهائي للنزاع ‏الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، يقوم على أساس المبادرة ‏المغربية للحكم الذاتي، كحل وحيد وأوحد لهذا النزاع، وذلك في ‏إطار الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة. و تحظى هذه المبادرة ‏الجادة والواقعية، منذ تقديمها عام 2007، بدعم مجلس الأمن وأكثر ‏من 90 دولة.‏
34. وعلى أرض الواقع، تواصل الأقاليم الجنوبية للمملكة ديناميتها ‏التنموية التي لا رجعة فيها، في إطار النموذج التنموي الجديد ‏للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ‏نصره الله عام 2015. وتشارك ساكنة المنطقة بشكل كامل في جميع ‏مراحل تنزيل هذا النموذج الطموح، من خلال ممثليها المنتخبين ‏ديمقراطيا في مجالس جهتي الصحراء المغربية. وتشهد المشاركة ‏الفاعلة لساكنة الصحراء المغربية في جميع جوانب الحياة، السياسية ‏والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تشبثها بالوحدة الترابية للمملكة ‏المغربية وبمغربية الصحراء.‏
35. تجدد المملكة المغربية، كما جاء في خطاب جلالة الملك محمد ‏السادس، نصره الله، بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، دعمها ‏الكامل لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي لإعادة إطلاق مسلسل ‏الموائد المستديرة بنفس الصيغة ونفس المشاركين، من أجل التوصل ‏إلى حل سياسي واقعي ودائم، مبني على التوافق وفقا لقرارات ‏مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار الأخير رقم 2602.‏
36. ‏وتعتبر مشاركة الجزائر بجدية وبحسن نية في مسلسل الموائد ‏المستديرة، بقدر مسؤوليتها الثابتة في خلق واستمرار هذا النزاع ‏المفتعل، الشرط الأساسي للتوصل لتسوية سياسية نهائية لهذه ‏القضية.‏
37. ‏كما تعرب المملكة المغربية من جديد عن بالغ قلقها إزاء الوضع ‏الإنساني الكارثي وغياب حكم القانون الذي يعيشه سكان مخيمات ‏تندوف، حيث فوضت الجزائر، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني ‏الدولي، مسؤولياتها عن هذا الجزء من ترابها إلى ميليشيات انفصالية ‏مسلحة ذات روابط موصولة وثابتة بشبكات إرهابية خطيرة في ‏منطقة الساحل.‏
38. ‏وندعو مرة أخرى المجتمع الدولي إلى العمل من أجل حث ‏الجزائر على الاستجابة لنداءات مجلس الأمن الدولي منذ 2011، ‏لتمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من إحصاء وتسجيل ‏الساكنة المحتجزة في مخيمات تندوف.‏
السيد الرئيس،

39. ‏جدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفخامة السيد محمود ‏عباس، رئيس دولة فلسطين، في الرسالة التي بعثها جلالته بتاريخ ‏‏20 دجنبر 2020، ثبات الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية ‏تأسيسا على حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، وعلى التشبث ‏بالمفاوضات بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، سبيلا وحيدا ‏للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.‏
40. ‏انطلاقا من رئاسة صاحب الجلالة للجنة القدس، المنبثقة عن ‏منظمة التعاون الإسلامي، أكد جلالته أن المغرب لن يدخر جهدا ‏لصيانة الهوية التاريخية العريقة لمدينة القدس الشريف، كأرض ‏للتعايش والسلام، وسيواصل الدفاع عن الوضع الخاص للمدينة ‏المقدسة، واحترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات ‏السماوية الثلاث، وحماية حرمة المسجد الأقصى المبارك.‏
41. ‏وفي إطار التزام المغرب الدائم بتحسين الوضع المعيشي ‏للفلسطينيين، قاد جلالة الملك محمد السادس وساطة توجت بالاتفاق ‏على الفتح الدائم لجسر ألنبي (جسر الملك حسين) الذي يربط الضفة ‏الغربية بالأردن، مما سينعكس إيجابا على الحياة اليومية ‏للفلسطينيين، ويسهل عملية تنقل الأشخاص والسلع.‏
السيد الرئيس،

42. ‏إن المملكة المغربية، انطلاقا من التاريخ والمصير المشترك الذي ‏يربطها بدولة ليبيا، وبناء على الزخم الإيجابي الذي أحدثه اتفاق ‏الصخيرات ومحادثات بوزنيقة، تواصل جهودها للمساعدة في إيجاد ‏حل سلمي للصراع في هذا البلد الشقيق، وذلك وفقا للرؤية السديدة ‏لجلالة الملك محمد السادس.‏
43. ويظل المغرب مقتنعا بأن الأزمة في ليبيا لا يمكن حلها إلا من ‏طرف الليبيين أنفسهم، دون تدخل أو جدول أعمال خارجي.‏
44. ترحب المملكة المغربية بتعيين السيد عبد الله باتيلي ممثلا خاصا ‏للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسا لبعثة الدعم بدولة ليبيا، وتؤكد ‏على استعدادها التام للتعاون معه من أجل المساهمة الفعالة في ‏الجهود المبذولة لتصل الأطراف الليبية للتوافقات الضرورية ‏لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية كسبيل وحيد لتخطي الوضع ‏الحالي.‏
السيد الرئيس،

45. ‏إن حجم التحديات الماثلة أمامنا تضعنا أمام ضرورة اعتماد أحد ‏الخيارين التاليين: إما إهمال الأزمات التي يعيشها عالمنا بشكل ‏جماعي، أو تكثيف الجهود للتعاطي معها بإيجابية وفعالية؛ وسيكون ‏لقراراتنا الجماعية تأثير حاسم على حاضر ومستقبل الأجيال الحالية ‏والقادمة.‏
46. ‏وستواصل المملكة المغربية، طبقا للرؤية الملكية السديدة، كما ‏كانت منذ انضمامها لمنظمة الأمم المتحدة عقب استقلالها، وفية ‏للالتزامات التي تعهدت والتزمت بها.‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:24:21
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية