توقف التعاون الجزائري الإسباني جراء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بسبب الصحراء المغربية يؤثر على ملف الهجرة بين الجانبين، حيث قالت صحيفة إسبانية إن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إسبانيا بالقوارب حتى الآن هذا العام أكثر من 21 ألفا، بسبب الزيادة التي أحدثها الطريق الجزائري جراء الدبلوماسية بين البلدين.
ونقلت “بوث بوبيلي” أن أكبر مشكل يواجه مدريد حاليا هو عدم قدرتها على إعادة المهاجرين السريين إلى الجزائر، نتيجة انخفاض التعاون بين البلدين في المجال لأسباب سياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن طريق الهجرة عبر المغرب توقف مؤقتا بعد الاتفاق بين الرباط ومدريد، وزادت عمليات المراقبة في سبتة ومليلية المحتلتين.
وجاءت آخر موجة كبيرة من المهاجرين في عطلة نهاية الأسبوع من 9 إلى 11 شتنبر. ووصل ما يقرب من 900 شخص إلى إسبانيا من الموانئ الجزائرية.
وأشعلت العلاقات المعقدة بين إسبانيا والجزائر فتيل الرحلات غير القانونية من موانئهما، وفق الصحيفة، مشيرة إلى أن الوضع الجغرافي للجزائر يقدم لمافيا التهريب خيارات واسعة.
ويقول التقرير إن تكلفة الهجرة ارتفعت من 1500 يورو إلى 3000 يورو هذا الصيف، والعديد من المهاجرين الذين يركبون القوارب لا يدفعون المبلغ بالكامل ويحافظون على ديون للشبكات الدولية التي تأخذهم إلى إسبانيا.
وتتابع الصحيفة أنه في الأشهر الأخيرة، تم تسريع الإجراءات القضائية ضد ممثلي هذه المافيات. وعلى الرغم من الطوابير الطويلة الموجودة في المحاكم الإسبانية، فإن الإجراءات ضد أصحاب العمل هؤلاء تجري معالجتها في غضون شهر. كل هذا بهدف تطويق هؤلاء المجرمين ولا يمكن القيام بمزيد من الرحلات.
واندلعت أزمة دبلوماسية بين البلدين في مارس الماضي بعد أن أقدمت إسبانيا على تغيير موقفها بشكل جذري من قضية الصحراء المغربية من خلال الدعم العلني السماند لمقترح الحكم الذاتي، مثيرة بذلك غضب الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو. حيث ردت الجزائر على مدريد بتعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” التي أبرمتها عام 2002 مع إسبانيا.
