الشاعرة رضا الحديدي والمولودة بمحافظة كفر الشيخ ودرست التجارة وإدارة الأعمال بجامعة القاهرة وهي التي  فاجأت القراء بنشر دواوينها الثلاث " دفعة واحدة" بل الأغرب هو إقتناعها التام بذلك بعد أن شاورت الكثيرين من النقاد والشعراء الكبار من الوسط الثقافي." رضا" نشرت بالفصحي ديوان " مشاعر استثنائية" وديوانين بالعامية المصرية هما " كلمات عفوية" " ليك من غيرك"، وهي التي تتحدى أيام التعا سة والألم والفقد الحياتي والمعيشي بل والوظيفي المكرور بالتجلي الشاعري في المنحى الرومانسي الذي صار يرسم لها طريقا محببا بذائقة عالية من قبل قرائها الكثر في مدينتها بل خارج مدينة الميلاد وعند كافة قراء الشعر، رضا الحديدي تعمل بمجال الصحة الدولية وبمجالات صحية تخص التوجه التأسيسي للبنية التحتية الإليكترونية من قبل منظمة الصحة العالمية والمكتب الإقليمي لشرق المتوسط..هنا حوار مع الشاعرة للحديث عن الشعر والنقد ومثلها الأعلى الدافع، في التوجة للشعر وهو الأب الذي رحل مبكرا وترك لها خزائن من الفلسفة الشعورية فكان البوح الشعري.

سألتها بداية .. وهى التي سعدت كثيرا بالإحتفاء بها من قبل معرض القاهرة الدولي الأخير في دورته ال 46 للكتاب كمشاركة في الأمسيات الشعرية دون أن ينشر لها اي ديوان مطبوع ورقي.

•  لماذا أ صدرت الدواوين الثلاثة دفعة واحدة؟

 بداية لا يسعني سوي الشكر لله أولا، ثم لحضرتك وجريدة الدستور العريقة لمنحي شرف البوح والحديث عن مكنوني الفكري والشعوري صدر لي هذا العام دووايني الثلاثة لأنهم كانوا بأرشيفي وأجندتي التي ظلت تستمع الي كلماتي وتحتفظ بها، تحملتني في صباي وشبابي فأودعتها هذا الحمل الثقيل، الشعر صديقي الوفي الأوحد . كنت امارس من خلال وصالي بالكتابة والبوح على الورق دون مراقبة ولا وصايا من أحد . 

وتضيف الشاعرة “رضا الحديدي” موهبة الكتابة تخرجني من إحباطات الحياة وعزلة الفرد في وجود معتم، بداية من انتهائي من دواويني الثلاثة لم افكر في النشر وهذا لانشغالي بالعمل العام والاهم انشغالي بواجبات الأمومة التي هي رسالة عظيمة ولعلمي ان الشعر رىسالة لاتقل اهمية عن ذلك فمن يقرض الشعر رسولا يجب عليه انتقاء الوقت المناسب لاداء فريضة النشر والتفرغ التام لتلك الرساله و قام بتشجيعي بعض اصدقائي من قامات ادبيه وصحفيه بضرورة انشر حتي اراد الله هذا العام ذلك.

• ما بين قصيدة العامية والفصحي وعشقك المجرد للشعر، كيف تريين الفارق في مفهوم الجمال الشعري مابين كل من المسارين؟

 اللغة العربية كنز يفيض بالجماليات والاسرار .هي لغة القران والابداع وانا من عشاقها ومريديها ولكل من العامية والفصحي لغة ابداع يتم توظيفها حسب المضمون والحالة الشعورية والوجدانيه وايضا الثقافيه لكل من المبدع والمتلقي وايضا موضوع الطرح والفكرة قد اجد منها مايستلزم البوح بالعامية او الفصحي ولكل منهما جماله ومجاله ومريديه الاهم هو التعبير الصادق الذي يحمل رسالة المبدع ويتفهمها المتلقي ويستمتع بها مهما كانت بيئته وخلفيته الثقافيه.

• من هم هولاء الشعراء المصريبن والعرب أوالشعراء العالميين اللذين تاثرتين بهم؟

من منا لم يتأثر برموز الشعر العامي جاهين والأبنودي ومن قبلهما بيرم وفؤاد حداد ويبهرني جمال بخيت وفي الشعر العربي حدث ولا حرج فأنها كنوز كلما رشفت منها اذددت تعطشا ولكني افضل جدا لزوميات ابي العلاء المعري فيلسوف الشعراء صلاح عبدالصبور وفاروق جويده الكثيرون قد لايتسع المجال لسردهم ومن الشعراء العرب محمود درويش و بدر شاكر السياب ونازك الملايكة والباردوني والجوهري ...وفي الادب العالمي كافكا ورىسائله وترجمات دواوين محمد إقبال وأيضا اقرأ في الادب الروسي.

• عن المكونات الشعرية في أعمالك الثلاثة وتحديدا فيما يخص آلية البوح والاستخدام اليومي والحياتي في قصائدك؟ ليتك تحدثيننا عن دور ومساحة الذاتي في شعر وقصائد (رضا الحديدي)

من وجهة نظري الشعر هو حديث الذات وترجمة الروح وتاثر وجدان الشاعر بما حوله الشاعر يلقي بروحه على كل الأعتاب؛ والتجارب الحياتيه ليست فيما يخصه فقط ولكن بمجتمعه واسرته حتي الشارع الذي يمر به والكون والمخلوقات فهو مرآة شعوريه يعكس فلسفته الخاصه ورؤيته ويجب ان تكون تلك الرؤي رسائل ايجابيه تبتغي الافضل كتبت عن تجارب حيانيه لاخرين تاثرت بها وعشتنها ولكن برؤيتي الخاصة وستجد ذلك من اسماء دواويني تحدثت عن ذلك باسماء دواويني.

(كلمات عفوية) و(مشاعر استثنايية، وتضيف الشاعرة “رضا الحديدي” عشت مع نفسي بحواسي. بل عاشت معي تاء التانيث تجاربها وهي تتحدي البشر والعالم وذوات الفنان المتعددة.

• وماهو تقييمك لتلك الوسائل الافتراضيه وتأثيراتها علي مسار كلا من الشعر والشعراء؟

 هي سيف ذو حدين كاي ظاهرة اجتماعية وحضاريه لها سللياتها وايجابيتها والحديث عن هذا مستفيض قد يحتاج مدونات وابحاث ولكن في ابجاز هي وسيلة تعارف وانتشار سربعة وثريه ايضا يمكن للشاعر ان يطلع علي ثقافات وافكار عديده بمجرد النظر الي تلك المرايا ومن السلبيات اختلاط الحابل بالنابل وكثرة الاقلام والادعاءات والاخطر هو السرقات الادبيه وصعوبة الانتقاء و التحكم والمجاملات.. إلخ.

• حدثينا عن ماهية العلاقة بين شعر العامية والحركات النقدية . ولماذا يكون الاحتفاء دائماً إلا بالشعر الفصيح والموزون أو الخليلي؟

 الفصحي بمكنونها ابلاغي فب غالبها استخدمت من قبل شعراء العامية الكبار؛ وكذلك الوقوف عند اسماء بعينها في العامية دالًً، لإثراء بنيتهم البلاغية والشعرية وكذلك الحسية بالترميزات _  اللغة الفصيحة هي لغة القرآن الكريمخ وكان لها طبعًا الأثر الأكبر في التوقف عند دلالات اللغة التي نكتب، أو نختارها ملزمون و الشاعر يكتب بها كونها هي أقرب الإيقاعات إلى مشاعرة وإحساسه كما تحدثت في السابق، وتضيف الشاعرة " رضا الحديدي" و لثراء اللغة العربيه واتساع أروقتها وتنوع مجالات الادب وجماليات النحو والصرف وفروعها وصورها البلاغية وثرواتها،  كل هذا مثل تربة خصبه تستدعي معول النقاد للتنقيب والبحث والدراسة في اعمال المبدعين والكتاب باللغة الفصحي ويقتصر النقد في العامية علي الصور البلاغية والفكرة وجودة النظم ..

• أما عن الشق الثاني من السؤال وهو الوقوف عند اسماء بعينها في العاميه؟

أرى السبب في التقليد ياسيدي هوالاستسهال، هناك ملايين ملايين من الشعراء حاولوا محاكاة رباعيات جاهين فذهبوا كلهم وبقيت الرباعيات وكذلك الحال في تقليد الخال الابنودي لابد ان يكون لكل مبدع منطقته الخاصة وبصمته الني تميزه حتي يبقي هو بذاته وليس ظل في عبائة مبدع بعينه وهذ الحال بحدث في كل مجالات الابداع فإن التقليد هو ممحاة شخصية واثر المقلدين.

• حدثينا عن الدافع الحقيقي لكتابة الشعر ؟

 طبعا الدافع الرئيسي لاي إبداع هو تطوير وتنمية الموهبة للشاعر/ الكاتب،  تلك المنحة الإلهية التى  يصطفي بها المولي عز وجل من يشاء . ولكن لابد لهذه الموهبة من صقل وتطوير ودعم وتجارب شعوريه متميزة وشفافية التماهي والامتزاج بمجتعك مع الاحتفاظ بميزة الشاعر والشعرالتنافسيه، لكل شاعرطعمه الخاص ولابد أن يكون هناك مثل أعلي . ليس في الفن ولا الشعر فحسب، بل في الحياة بشكل عام لكلا منا رمز ما ومثال نسعى للوصول له.. أي قدوة ومدارس خاصة يتاثر بها المبدع وتساهم في جودة ابداعه وبالنسبة لي الشعر هي جينات ورثتها من أبي العزيز هو مثلي الاعلي ورفيق حروفي وقد كان شاعرا وناقدا واديبا واستاذا جامعيا توفي في مقتبل العمر وتركني ارتب تلك الحروف نداءات تشتاق اليه.