أثارت تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستخدام السلاح النووي في أوكرانيا مخاوف كبيرة من إمكانية التأثر بنتائج هذه الضربة المحتملة، التي تعيد إلى الأذهان ما جرى في هيروشيما وناجازاكي من تدمير، عندما قصفتهما الولايات المتحدة الأمريكية بالقنابل الذرية، في الحرب العالمية الثانية.

وتُثار بين الحين والآخر تساؤلات حول إمكانية تأثر منطقة الشرق الأوسط، بالغبار النووي حال قصفت روسيا الأراضي الأوكرانية بالقنابل النووية، وهو ما سنوضحه في سياق التقرير التالي.

هل يتأثر الشرق الأوسط بالضربة النووية المحتملة؟ 

 يقول اللواء محمد نجم، الخبير الأمني، إنّ هناك شبه استحالة لفرص اندلاع حرب نووية، مشيراً إلى أنّ تلك الخطوة ستؤدي لتدمير العالم بأكمله، إن لم يكن بالتأثير المباشر لها، فبالنتائج والتداعيات المحتملة.

وأضاف نجم: «لو وقعت حرب نووية بين روسيا من جهة، وأمريكا وأوروبا من جهة أخرى، فإن التأثير لن يصل إلى منطقة الشرق الأوسط بشكل مباشر، أي أننا لن نتأثر بالإشعاع النووي، ولكن سنتأثر بالتأثيرات الاقتصادية والسياسية جراء تلك المعركة».

إعادة تقسيم العالم

وحول تفاصيل التأثير الاقتصادي والسياسي المتوقع حال اندلاع الحرب النووية على منطقة الشرق الأوسط، يقول «نجم»: «سيكون هناك ارتفاع في أسعار الطاقة بشكل جنوني والتضخم سيكون مدمراً، أمّا التأثير السياسي فسيكون بسبب تغير ملامح الكرة الأرضية، حيث إنّ استخدام القنابل النووية سيعيد تقسيم العالم، لأنه سيؤدي إلى فناء دول ومحوها من الكوكب».

ولفت إلى أنّ هناك شعوباً ستموت من المجاعة، كون أوكرانيا أكبر مصدر للحبوب في العالم والحرب النووية ستؤدي إلى تلوثها وتلفها.

زيادة حدة الصراع العسكري

من جهته، قال الدكتور علي عبدالنبي، خبير الطاقة، نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقاً، إنّ أمريكا وروسيا والدول النووية على دراية بأن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية سوف يزيد من تأزّم الأمور، والتي بدورها سوف تؤدي إلى زيادة حدة الصراع العسكري، والوقوع في حرب نووية شاملة.

وأضاف "عبدالنبي" لـ«الوطن»: «لذلك سوف يعمل الكل على عدم استخدام الأسلحة النووية التكتيكية».

تأثير الغبار النووي على سكان الكوكب

وأشار إلى أنّ اندلاع حرب نووية شاملة سيقضى على سكان المدن المستهدفة بالقنابل النووية، لكن تأثيرها سيشمل سكان كوكب الأرض، فالغبار النووي الناتج من تفجير القنابل النووية سيؤدي إلى فناء ما تبقى من سكان كوكب الأرض.

وأوضح: «هذا الغبار سوف يؤدي إلى حجب ضوء الشمس مدة لا تقل عن عام، وبالتالي تنخفض درجة حرارة سطح الأرض، وتتجمد الكائنات الحية»، لافتاً إلى أن طبقة الأوزون سوف تختفي، وتزداد نسبة الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، والأشعة المدمرة والمهلكة القادمة من الفضاء الخارجي، لكي تقضي على ما تبقى من الكائنات الحية.