في منزل بزقاق في الحي الحسني في مدينة الدار البيضاء، أكبر مدينة في المغرب، جلس إبراهيم سعدون، الأسير المغربي المحرر بين أحضان أمه الدافئة، بعد أشهر من الاعتقال في شرق أوكرانيا، وأمامه صينية تحمل تمرا وحليبا تماشيا مع الطقوس المغربية العريقة.
ففي غرفة جلوس بسيطة بشقة في الطابق الثالث، عانقت الأم التي انتظرت أشهرا ابنها العائد محرراً، مساء أمس السبت، بعد بتدخل من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
كأن الحياة كتبت له من جديد
وكأن الحياة كتبت له من جديد ، بعد أن حكم عليه بالإعدام في إقليم دونيتسك الانفصالي، من قبل قوات موالية لروسيا.
أما ابراهيم فلم يجد إلا كلمات الشكر والامتنان للسعودية، للتعبير عن مدى فرحته بالرجوع إلى أهله، بعد صفقة لتبادل الأسرى توسط بها الأمير محمد بن سلمان، منوها في الوقت عينه بالمعاملة الرائعة التي تلقاها في المملكة.
وقال في تصريحات للعربية/الحدث "لن أنسى خير المملكة العربية السعودية"
وبين كل جملة وأخرى، كان الشاب يحضن والدته، في مشهد مؤثر لأسير عاد إلى الحياة من جديد، بعد أن كان محكوما بالموت.
كما عبر عن سعادته التي لا توصف بعودته إلى المغرب وإلى منزل العائلة، مرسلا شكره أيضا إلى المغاربة الذين تضامنوا معه ومع عائلته في محنتهم هذه.
يذكر أن القوات الروسية كانت ألقت القبض على الطالب المغربي في أبريل الماضي، إلى جانب البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر، بعد اتهامهم بالقتال إلى جانب القوات الأوكرانية في مدينة "ماريوبول".
إلا أن وساطة أطلقها ولي العهد السعودي أفضت إلى إطلاق سراح 10 أسرى من المغرب وأميركا وبريطانيا والسويد وكرواتيا، وصلوا إلى العاصمة الرياض في 21 من الشهر الجاري.