مع ارتفاع عدد قتلى كارثة المركب الذي كان يقل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل السورية، إلى 94، أعلن الجيش اللبناني توقيف مشتبه به في عملية التهريب التي أسفرت عن أعلى حصيلة قتلى منذ بدء ظاهرة الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من لبنان.
ومنذ الإعلان عصر الخميس عن غرق المركب قبالة شواطئ طرطوس، والتي راوحت التقديرات بشأن عدد ركابه كان بين 100 و150 شخصاً من لبنانيين ولاجئين سوريين وفلسطينيين، لا تزال حصيلة الضحايا ترتفع تباعاً، فيما تم إنقاذ 20 شخصاً فقط.
تعطل المحرك
في حين وصف أحد الناجين ويدعى جهاد من "قارب الموت" الرحلة بالـ"كابوس"، مشدداً على أنه من المستحيل أن ينسى في حياته تلك المشاهد.
وقال إن محرك القارب تعطل وسط الأمواج، فسقط القارب في المياه، وراح "الناس يختفون" وفق تعبيره.
كما أكد أنه ظل ساعات وساعات في المياه، دون أن يأتي أحد لمساعدته.
كما أوضح أنه بقي قرب القارب لمدة 24 ساعة وسبح لـ13 ساعة حتى وصل إلى شاطئ طرطوس.
وتيرة الهجرة تزداد
يشار إلى أن الهجرة غير الشرعية ليست ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكل منصة انطلاق للاجئين خصوصاً السوريين والفلسطينيين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي.
غير أن وتيرتها ازدادت على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد منذ نحو 3 سنوات والذي دفع لبنانيين كثرا إلى المخاطرة بأرواحهم بحثاً عن بدايات جديدة
فيما لم تساهم التدابير التي اتخذتها القوى الأمنية في الحد من الظاهرة. إذ لا تزال الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية تعلن بين الفينة والأخرى عن إحباط محاولات هجرة غير شرعية خصوصاً من منطقتي طرابلس وعكار شمالاً، الأكثر فقراً في لبنان.
