من محنتها استلهمت الدكتورة ندى المؤذن مسار حياتها؛ لتكون رسالتها الحياتية تقديم الدعم النفسي والمعنوي خاصة لمرضى السرطان، لتكون سبب ووسيلة في إبدال حزنهم وآلامهم لفرحة وطمأنينة.

بدأ مسار حياة الدكتورة ندى المؤذن بعدما أصيبت والدتها بمرض السرطان، فتعايشت حينها مع مرض خبيث قرر أن يكون ضيف ثقيل على أسرتها الصغيرة، لتقوم بخدمة والدتها، وعدم مفارقتها طوال فترة مرضها.

مرض والدتها سبب تقديمها الدعم لمرضى السرطان

مرض والدتها جعلها تنفتح على حياة لم تعلم عنها شيئا من قبل، فشاهدت معاناة المرضى واستوقفها أنه لا يوجد من يقوم بدعمهم إنسانيا، فكانت تخاف فراق والدتها، ولا تعرف كيف تتعامل معها خلال فترة مرضها.

وهذا ما انعكس على مستقبلها، فكانت تسعى الفتاة الصغيرة للالتحاق بكلية الطب، ولكن مرض والدتها وقف عائق لحلم صغرها وضحت بمستقبلها لتخدم والدتها، ولكن بعد ذلك كان العوض دراسة العلوم الإنسانية بعدما اتخذت قرارها أن تدعم ماعانت هي به من خلال تجربتها الشخصية، ولتقدم ما لم تحصل عليه بتخصصها لدعم مرضى السرطان وعائلاتهم الذين لا يعرفون كيف يتجاوزون تلك الفترة من حياتهم، ولتستكمل دراستها العليا بذات التخصص، ولأنها مرت بنفس الظروف وتعرف احتياجاتهم النفسية والاجتماعية لتعمل أخصائية نفسية اكلينيكية في العديد من مراكز ومستشفيات خاصة بعلاج الأورام.

صاحب المحنة من يقدم الدعم لغيره

لتتحول المؤذن من مقدم الدعم لغيره إلى مريضة أورام منذ ٣ سنوات، ليزيد مرضها من إصرارها لمواصلة دعمها لمرضى السرطان، حيث شعرت بما يشعرون فكانت تلك الفترة نقطة تحول ملهمة لها.

مبادرة حياة

قالت الدكتورة ندى المؤذن ان مرضى السرطان تواجهه عديد من المشكلات اهمها العلاج الباهظ وتكلفته المرتفعه والذي يكون سبب اساسي في تأخر شفاءهم وتصل بهم لحد الوفاة، وايضا يتأثرون نفسيا بسبب التنمر المجتنعي بهم ورفض التعامل معهم خاصة في تواصل الانساب وهذا مايشكل الضغط على نفسية مرضى السرطان.

واصلت المؤذن، أن ما نفذته في عدد من المبادرات أخرهم مبادرة حياة، يوصل رسالة أنه لن يتأثر مرضى السرطان فقط بمرضهم، ولكن دائرتهم المحيطة من ذويهم وأقاربهم وأبناءهم يتأثرون ذات التأثر ويخشون فقدانهم في أي وقت، لذلك تقديم الدعم النفسي لهم بالغ الأهمية في تخطيهم تلك المرحلة الصعبة التي يمرون بهم، ويساعدوا في تقديم الدعم النفسي لمرضاهم.

وأوضحت المؤذن أن المبادرة حققت نتائج بداية الرحلة مع 320 مريضًا، "50 رجلا، 150 سيدة، 120 طفلا" ليس فى مصر فقط، ولكن على مستوى الوطن العربى فقامت خلال تلك الفترة بتقديم و تنظيم جلسات الدعم النفسي والاجتماعى لمرضي السرطان وبالإضافة الى جلسات توعية لاهالى المرضي لتعريفهم بكيفية التعامل مع مرضي السرطان، مع الالتزام باعلى معايير المهنية والكفاءة والنتائج المبهرة فى تحسين الحالة للنفسية والاجتماعية لهؤلاء المرضى.

واصلت أنه من سبل دعم مرضى السرطان بالعلاج النفسي اللادوائي، بالاستعانة خريجى خدمة اجتماعية لتأهيلهم وتعليمهم علميا وإنسانيا ليتعلموا معاناه مرضي السرطان وعائلتهم، عن طريق الأنشطة والفعاليات التي تملأها البهجة والفرحة وتقديم الهدايا والتي تبدل آلامهم لطمأنينة.

لتعبر المؤذن أنها تشعر أنها أصبحت جزءاً من عائلاتهم بتواجدها المتواصل بالمستشفيات لتكون المساعد الأساسي لطاقم الأطباء والتمريض في خدمة المرضى، وتقديم المساعدة الطبية لهم كما تقدم الدعم النفسي.

قوافل طبية تواجدت بها المؤذن في المناطق العشوائية والبسيطة برعاية جامعة الإسكندرية لتنشر ثقافة الكشف المبكر عن مرض السرطان، وذلك للوقاية قبل الإصابة وللتوعية ضد مرض السرطان.

لتكمل حلمها بتدشين مؤتمر لدعم مرضى السرطان في شهر ديسمبر المقبل، والتوعية بأهمية الكشف المبكر، وأيضا لتجميل السيدات اللواتي هزمهن مرض السرطان وذلك بالتواصل مع أخصائي ومراكز التجميل لتقديم الدعم النفسي لهن.

لمسة وفاء

وليواصل المؤتمر رسالته بلمسة وفاء لإحياء ذكرى فنانين رحلوا عن عالمنا بمرض السرطان أخرهم الفنان هشام سليم وأيضا الفنان أحمد ذكي، فاروق الفشاوي، نور الشريف ولمسة وفاء خاصة للساحر محمود عبد العزيز لكونه ابن الإسكندرية، وفارق حياتنا بمرض السرطان، لتقديم صدقة جارية لأرواحهم.