قام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بإلقاء عظته الإسبوعية بكنيسة العذراء مريم والأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية.
وبدأ قداسته العظه بقراءة المزمور ٩١ “الساكن في ستر العلي”
ثم بدأ حديثه قائلاً: لقد إحتفلنا بالأمس بمرور ٢٠٠عام على فك رموز حجر رشيد.

كما أشار قداسته إلى الإحتفال بمرور ٦٠ عام على إنشاء اسقفية الخدمات التي قام بتأسيسها البابا كيرلس السادس والذي كان يتولى خدمتها المتنيح الأنبا صموئيل.

كما ذكر قداسته أنه من المقرر أن يتم الإحتفال بمشروع “بنت الملك”

ثم تحدث قداسته عن أحد معاني الصليب وهو “الإحتواء ” في الحياه الأسرية قائلاً: إن بداية تكون أي جنين يكون في بطن الأم، إذن حواء تحتوي كل إنسان.

إن الإحتواء في الأسرة يجعل الزواج ناجحاً
– الله كان يحتوى آدم وحواء في الجنة
وتظهرصور الإحتواء في:
– المسيح المصلوب بين لصين، فحينما تكلم اللص اليمين قائلاً: “اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك” فإحتواه الله وقال له: “اليوم تكون معي في الفردوس”
– الله قال لتلاميذه ها أنا معكم كل الآيام وإلى دهر الدهور
كما ذكر قداسته خمسة صور من صور الإحتواء في الكتاب المقدس:

١- الستر: يظهر في صورة مقابلة السيد المسيح مع المرأة السامرية، وتحدث معها بلطف ليدفعها للإعتراف بالخطية وقال لها: “بالصواب أجبتِ”، وأصبحت كارزة في السامرة، فيجب أن نتذكر أن الله يستر علينا دائماً ولنأخذ المسيح نموذجاً لنا.

٢- الإحتمال: ظهر في إحتمال المسيح لإنكار بطرس الرسول الذي أنكره ثلاث مرات عند صياح الديك، وبكى بكاءً مراً، فقال له الله ” بطرس أتحبني؟” وفي المرة الثالثة قال له: أرع خرافي، لذلك يجب ان نحتوي ابنائنا وأفراد أسرتنا.

٣- طول الأناه: تظهر تلك الصفة في طول أناة الله على “شاول الطرسوسي” والذي أصبح فيما بعد “بولس الرسول الكارز”

٤- الرحمة: فقد ظهرت الرحمة في موقف المرأة الخاطئة التي حكموا عليا بالرجم، لكن الله إحتوى الأزمة وأمتص غضبهم ، فقال لهم “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر” وذهبوا جميعاً، فبالرحمة تستطيع أن تكسب الجميع.

٥- الطمأنينة والتغاضي عن الماضي: الأبن الضال الذي استقبله أبيه بفرح وبالأحضان، والذي تغاضى عن أخطاء الماضي وأشعره بالطمأنينة ولم يعاتبه، لذلك يجب على الوالدين أن يتغاضوا عن أخطاء أبنائهم ويبثوا روح الطمأنينة في الأبناء .

وأختتم قداسته العظة قائلاً: “إن الإحتواء هو مفتاح نجاح الحياة الأسرية” .