الفنانة التشكيلية ليلى السلماوي: فراشة مسكونة باللون والسؤال


تلك الطفلة الشغوفة بالرسم والذي اختارته حلما ومسارا للنجاح وتحقيق الذات، تجربة تونسية موغلة في الفلسفي والوجودي، هي انعكاس لروح حالمة وأفكار متجددة ومقبلة على مزيد التعلم.
ليلى السماوي فنانة تشكيلية تونسية لها صياغتها الخاصة لأسئلتها الإبداعية، فنانة تحلم وتعيد صياغة احلامها على محاملها البيضاء، فنانة اختصت في الرسم ونجحت في تطوير موهبتها وتقنياتها لتصنع لنفسها عوالم ابداعية تشبها في جنونها وحبها للألوان والاختلاف.
بين الواقع والذات امتداد للروح واللون
يسكنها الواقع والرغبة في التغيير، تعيش الصراع اليومي بين عالمها الداخلي والعالم الخارجي، تنصت الى روحها العميقة وتستشف منها صفاءها الروحي لتحوله الى اعمال تشكيلية، بين الخارجي والداخلي انعكاس وصراع ترسمه ليلى السلماوي في اعمال تعبيرية وأخرى تجريدية وميزتها الوانها الحارة وأسئلة حارقة يلحظها متأمل أعمالها فالسلماوي امرأة من نار، فنانة مسكونة بالنقد وهاجس التغيير، ثورية في الوانها ورسوماتها وكل ما تراه العين، تحوله الى شيفرات تخزّنها ثم تعيد تفكيكها ورسمها، فيكون العمل مسكونا بهواجس مثل الوطن والحرية ونقد الموجود والدعوة الى التغيير، من واقعها تستلهم أعمالها، فالرسم اعادة رسكلة تشكيلية للواقع، هو تعبيرتها الثورية للتعبير عن الغضب والرفض.
يحضر الازرق والأحمر في اعمال ليلى السلماوي، لونان متلازمان تبدع الرسامة في تشكيلهما، فيبدوان متلازمين ومتنفارين في الوقت ذاته، زرقة امتداد السماء والهدوء وحمرة الغضب والدم منهما تصنع السلماوي مساحتها اللونية مع حضور للون البنيّ الهادئ في احالة الى تمسكها الدائم بفكرة الارض والوطن، فاللون لدى السلماوي جزء من الروح وهو تعبيرتها الروحانية وانعكاس للذات ترسمه بشغف الاطفال وتتقن مزجه بحكمة الفنان المتمكن من التقنية و»بالات» الالوان.
ليلى السلماوي فنانة تشكيلية متفردة، طفلة هادئة كلما رسمت وتحسست اغوار النفس، فنانة تصنع موسيقاها اللونية انطلاقا من موسيقى الطبيعة وسكونها، فنانة تحب الصفاء وتجد في الطببعة بحرا وجبلا وشجرا رافدها الإبداعي، فتترك لحواسها مطلق الحرية لتلتقط اشارات الطبيعة وموسيقاها، تتقن فن الانصات قبل ان تشحن روحها وتحول تلك الطاقة الى رسومات تعبر عن الذات، عن الانسان، عن احلام الشباب وعن أفكارهم الثورية، من ذاتها تسائل واقعها وعالمها تشكيليا وتنقد لونيا، فهي فراشة تترك اثرها كلما طارت، وأينما حطّت تكون الالوان والابتسامة بصمتها المميزة.
ليلى السلماوي فنانة تشكيلية تونسية خريجة المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، احبت الرسم وشغفت به منذ الطفولة في قريتها الجميلة خبرت الالوان جيدا، في سبيبة من ولاية القصرين تعرّفت الفنانة على وضوح الالوان وصفائها وسكنتها تلك الصور ورسمت معها احلام لتكون رسامة، احبت الالوان وإعادة تشكيل الخطوط والدوائر والوجوه، جاءت الى المعهد مسكونة بأحلام النجاح لتتعلم التقنيات للرسم افكارها أمامها، زادها الحب والرغبة في الرسم، درست، تعلمت التقنية ونجحت في رسم مسارها التشكيلي، ومن مجرد مشاهدة اللوحات على التلفاز اصبحت هي صاحبة اللوحة وحققت حلم الطفولة لتصبح فنانة تشكيلية لها بصمتها الخاصة وأفكارها المختلفة في التعامل مع المحمل واللون.
في حوار الرسم والنوتة: تراقص الرسامة احلامها
ليلى السلماوي فنانة تونسية مسكونة بالسؤال، كلما زاد عدد الاسئلة المطروحة زاد الاقبال على المحمل لتحويل اسئلتها الى تشكيل، فنانة تجسد احاسيسها على اللوحة، تنقل تعبيراتها النفسية والروحية في اعمالها التشكيلية، طفلة تشاكس اللون وامرأة تصارع الفكرة، وعاشقة تشكل نوتات الموسيقى في الياذة لونية وبصرية تغري بمزيد متابعتها، فنانة لها بصمتها الخاصة في اعمالها التجريدية ولها قدرة مختلفة على قراءة الواقع وإعادة تشكيله لونا وحركة، هي امرأة تنتصر لحقوق النساء وحواسهن في اعمالها الإبداعية، اذ تحضر المرأة كثيرا في لوحاتها جسدا وفكرة، النساء مانحات الحب والأمل تبدع السلماوي في رسم اجسادهنّ دون ملامح وكأنها تترك لمتابعي اعمالها مطلق الحرية في وضع ملامح الوجه المخفية، فلكل انسان مشاعره الخاصة التي يراها تتناسب مع العمل المقدم وهي سرّ الفنانة في اقحام الجمهور في عالمها التشكيلي، هي ترسم الشكل الخارجي وتترك للاخر حرية تزويد ذاك الجسد بمشاعر الحب والغضب والحلم والوجع.
التجربة التشكيلية لليلى السلماوي هي مسيرة تجمع الشغف وإتقان التقنيات، فنانة تحقق احلام الطفولة، ترسم بكل الحب والصفاء، تغوص في داخلها وتطرح اسئلتها الفلسفية والوجودية وتكون الاجابات في شكل اعمال تجمع مدارس فنية مختلفة من الواقعي الى التجريدي والتعبيري.
فنانة تنصت للروح وللموسيقى وشغفها بالسفر والتجوال زادها للرسم الذي اختارته فنا ومهنة وعشقا أبديا تبدع في نحت معالمه، السلماوي فنانة كما الفراشة كلما حلت حملت معها الجمال والصفاء، تونسية ترسم افكارها وتنصر بألوانها الى المرأة التونسية فكرة ووطنا.

تاريخ الخبر: 2022-09-29 15:20:17
المصدر: جريدة المغرب - تونس
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية