أكد الدكتور مصطفى موسى، رئيس قسم الهندسة البيئية بجامعة العلوم والتكنولوجيا مدينة زويل، أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على الدول المتقدمة في تنفيذ توصيات مؤتمرات المناخ، بخاصة فيما يتعلق بالمسؤولية تجاه السيولة المادية وتوفيرها للدول النامية.

وأضاف موسى، في حواره لـ«الوطن»، أن برامج الهندسة البيئية تهدف إلى مواجهة التحديات التي يعاني منها العالم فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، وبخاصة أن مصر في أشد الحاجة لتلك البرامج لتواكب احتياجاتها ومتطلباتها وتتماشى مع مشروعاتها القومية، وإلى نص الحوار: 

** برأيك.. هل ترى أن الهندسة البيئية مناسبة لتوجهات الدولة المصرية في تنفيذ برامجها للتحول لأخضر؟

- برامج الهندسة البيئية تهدف إلى مواجهة التحديات التي يعاني منها العالم بما يشمل مصر والمنطقة العربية، وتتمثل في شح المياه والطاقة ونضوب الموارد في ظل الزيادة السكانية. وهذه الأسباب أدت إلى ضرورة أن تكون هناك برامج تهدف إلى إعداد خريج يستطيع التعامل مع المعطيات بشكل قوي والتحديات من أجل الوصول إلى حلول واقعية.

برامج الهندسة البيئية تهدف إلى مواجهة التغيرات المناخية 

** وكيف يمكن إعداد الطالب للتعامل مع التغيرات المناخية؟

-هناك أمرين يمكن الاعتماد عليهما في تدريب الطلاب وتأهيلهم، أبرزهما التحول الأخضر من خلال تحويل المصانع وطرق إنشائها وأن يكون من بداية التخطيط لها، وأن يكون هناك شكل مختلف لإدراتها ويكون الهدف تخريج كوادر تدعم الصناعات المختلفة وتقديم الحلول التي تخدم عملية التحول للأخضر، والأمر الثاني يتمثل في تدريب الطلاب لإنشاء شركات واستحداثها بما يتماشى مع متطلبات الدولة.

 ومجالات التحول للأخضر كثيرة ومتعددة وطويلة الأجل، والهندسة البيئية تمثل جزءا رئيسيا ومهما في تلبية احتياجات الدولة في خطط المتعلقة بالتحول للأخضر، سواء في الطاقة أو المياه أو التوجه الزراعي الجديدة أو إعادة التدوير، وتلك المشروعات تحتاج لعدد كبير من الكوادر البشرية من طلاب وخريجين وأعضاء هيئة تدريس قادرين على التعامل بمختلف المجالات، مثل جامعة زويل التي نجحت في استشراف البرنامج وإنشائه بما يتماشى مع متطلبات التغيرات المناخية.

 مصر في أشد الحاجة لبرامج الهندسة البيئية 

** وكيف تقيم جهود مصر في التحول إلى المدن الذكية؟

- مصر بالفعل انضمت للدول التي تعمل على إنشاء مدن ذكية، لكن استخدام الطاقة والمياه وإعادة استخدام الموارد، هي منظومة متكاملة والتحول إليها يتطلب تنمية مستدامة تؤسس لبيئة خضراء تتماشى مع التغيرات المناخية المختلفة.

**  تعاني مصر من الفقر المائي.. فكيف ترى جهودها لتخطي تلك الأزمة؟

- مصر تؤدي دورا ملموسا وفعالا في هذا الملف، وهو ما يعكس اهتمامها وعزمها على مواجهة أي مشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها بأساليب علمية مدروسة، ونحن في أشد الحاجة لكل قطرة مياه من خلال تطبين الترع والترشيد والاستخدام العادل الجيد للموارد وتوعية المواطنين.

** تصدر مؤتمرات المناخ كل عام توصيات ولا يتم العمل بها.. ما تعليقك؟

- العقبة التي تواجه التوصيات كل عام تتمثل في التمويل، بخاصة الدول النامية، حيث نحتاج لحزم التمويل الدولية لمساعدة الدول في تخطي العقبات البشرية، ووجود مصر ضمن الاتفاقيات الدولية، يسمح لها تمويل المشروعات والمساهمة بجزء في العمليات والخطط والمشروعات التي تخدم الأجندة الدولية بشأن التنمية المستدامة والتغيرات المناخية.

** وكيف تقيم دور الجامعات في التعامل مع التغيرات المناخية؟

- الجامعات دورها واضح ولها جزء أصيل في ترسيخ مفايهم التغيرات المناخية و التعامل معها، ولعل التحول للاخضر الذي بدأت العديد من الجامعات في تطبيقه جزء رئيسي من المنظومة، و أصبح لدبنا برامج دراسية تؤهل الطلاب لأن يكون خريجين ذوي كفاءة للتعامل مع التغيرات البيئية و المناخية و في التعامل الجيد مع مختلف الموارد.

 الدول المتقدمة مسؤولة عن دعم العالم النامي في مواجهة التغيرات المناخية

** وماذا عن توعية المواطنين بشأن التغيرات المناخية وتقلباتها؟

- يجب على الإعلام والمؤسسات المختلفة التي لها سبل في التواصل مع المواطنين أن تقوم بتوعية الجميع تجاه التغيرات المناخية المختلفة، وتوفير كافة المعلومات عن التغيرات، بخاصة وأن الكثير من المواطنين لديهم استشعار كامل بالتغيرات المناخية وكيفية التعامل معها والاستعداد لها على أكمل وجه، وأزمة كورونا أكبر درس للبشرية بشأن ضرورة الاستعداد لأي أزمات أو تغيرات طارئة، سواء تتعلق بالمناخ واستيعاب الأزمات وتداركها وكيفية مواجهتها وإيجاد حلول لها.