وزير العمل اللبنانى: قانون «قيصر» وراء تعطيل الدعم المصرى للطاقة

قال وزير العمل اللبنانى، مصطفى بيرم، إن مصر داعم مهم لبلاده، وهى وجهة للاستثمار والعمالة اللبنانية لأسباب عديدة، منها أنها تشكل حاضنة عربية مهمة جدًا، وأن الشعب المصرى يُكن لأشقائه المحبة، مضيفًا أنه عندما يأتى اللبنانى إلى مصر يشعر كأنه فى بلده وبين أهله. 

ووعد «بيرم»، فى حواره مع «الدستور»، بتوفيق أوضاع العمالة المصرية بشكل مستمر، وتقديم مزيد من الخدمات والحماية لها فى مواقع العمل المختلفة، ومتابعة أحوالها، وحل المشكلات والعقبات التى يمكن أن تواجهها فى أماكن عملها بشكل جديد ومختلف. 

وتابع أن قانون «قيصر» الذى أعدته الإدارة الأمريكية هو السبب فى عرقلة دعم مصر للطاقة فى لبنان، رغم انتهاء جميع الإجراءات اللوجستية بين البلدين لتفعيل هذا التعاون.

■ ما أوجه التعاون بين مصر ولبنان فى مجال العمل؟

- مصر داعم مهم للبنان، وهى وجهة للاستثمار والعمالة اللبنانية لأسباب عديدة، منها أنها تشكل حاضنة عربية مهمة جدًا، وأن الشعب المصرى يكن لنا المحبة ونبادله أيضًا المحبة، ولذلك عندما يأتى اللبنانى إلى مصر يشعر كأنه فى بلده وبين أهله.

وفى الأيام الماضية، تم عقد اجتماع مع وزير القوى العاملة المصرى، للتنسيق حول وضع العمالة اللبنانية فى مصر والعكس، وعقدت أنا لقاءً مع العمالة اللبنانية فى مصر التى أشادت بالدور المصرى الإيجابى تجاهها، مؤكدة أن مكانة اللبنانى محفوظة عند المصريين، وأؤكد أننى على أتم الاستعداد لحل أى مشكلة تواجه أى عامل مصرى داخل لبنان.

■ حدثنا عن جهود تحسين أوضاع العمالة المصرية فى لبنان؟

- أعِد بتوفيق أوضاع العمالة المصرية بشكل مستمر، وتقديم مزيد من الخدمات والحماية لها فى مواقع العمل المختلفة ومتابعة أحوالها، وحل المشكلات والعقبات التى يمكن أن تواجهها فى أماكن عملها بشكل جديد ومختلف، فضلًا عن التعاون مع مكتب التمثيل العمالى الموجود بالسفارة المصرية، والمتابعة الفورية والاستجابة السريعة لكل طلبات واحتياجات وشكاوى العمالة المصرية الموجودة داخل الدولة.

■ بعد عرض الحكومة المصرية دعم قطاع الطاقة فى لبنان؟ ما حجم الاستفادة التى ستعود على العمال؟

- مصر أعلنت، منذ البداية، عن أنها ستدعم الطاقة فى لبنان وتحديدًا الغاز، لرفع مستوى الطاقة الكهربائية فى الدولة التى تعد شبه منقطعة، ولكن حتى الآن لم يحدث هذا بسبب الحصار الممارس علينا بموجب قانون «قيصر» الجائر الذى أصدره الأمريكيون لمعاقبة النظام السورى، وهو القانون الذى يعاقب الشعوب فى الحقيقة فيدفعون هم ثمنه.

وبشكل عام كل الأمور اللوجستية بين البلدين فى هذا السياق تم تأمينها بشكل رسمى، ولكن لم نحصل حتى الآن على الإعفاء الأمريكى من قانون «قيصر»، وبالتالى يظل هذا القانون سيفًا مسلطًا علينا.

ودعم مصر لبنان بالطاقة سيؤدى إلى تحسن التيار الكهربائى بشكل كبير جدًا، فتوليد الطاقة من الغاز شىء جديد لسنا معتادين عليه فى لبنان، لذلك من المتوقع أن يخلق فرص عمل جديدة، كما أنه سيعمل أيضًا على تنشيط المؤسسات التجارية والصناعية، فتزداد ويتوسع نشاطها، ما سيزيد من طاقة الإنتاج، وبالتالى سيعمل على تشغيل عدد أكبر من العمال، فالتكاليف التى يدفعها المواطن لتأمين الطاقة الكهربائية عبر مولدات خاصة منتشرة بلبنان أرهقت الناس، ولكن دعم مصر الطاقة بلبنان سيخفف عن المواطن وسيُحدث تأثيرات اقتصادية إيجابية كبيرة.

■ هل ستتم الاستعانة بعمالة مصرية لتخفيف الآثار البيئية لانفجار مرفأ بيروت؟

- تطوير المرفأ مرتبط بمناقصات دولية، والعمالة المصرية موجودة فى لبنان حاليًا ويمكن الاستفادة منها، ونحن نحاول حاليًا أن نعيد العامل اللبنانى أيضًا إلى سوق العمل.

■ ماذا عن التعاون بين البلدان العربية فى مجال تبادل العمالة؟

- نحن نشجع كل ما يؤدى إلى تعزيز العمل المشترك بين البلدان العربية، وأيضًا حقوق العمال وتعزيز الاستثمارات المشتركة.

ولا بد أن تكون أولويات رأس المال فى بلدنا هى خدمة شعوبنا والاستفادة من خيراتنا، بدلًا من الاستثمار فى دول أجنبية، مع استمرارنا فى الانفتاح على التواصل والحوار مع بقية البلدان.

نحن كعرب أولى بنا أن تكون لدينا استثمارات مشتركة، والمشاركة فى إعادة إعمار سوريا وعودة النازحين السوريين، والاهتمام بفلسطين وما يحدث من حصار لقطاع غزة، كل هذه القضايا تستوجب منا الوقوف يدًا بيد لحلها، وإعادة بناء الإنسان العربى لتكون لدينا مواطنة حقيقية، ونستفيد من المواهب والخبرات المتوافرة لدى عمالنا، وليكون الخير لنا وتصبح بلداننا مقتدرة ونصير أمة عربية ذات هيبة، لأننا أصبحنا فى زمن لا أحد يحترم فيه الآخر، فيجب أن نكون أقوياء مقتدرين، وأن تظل هيبتنا موجودة فى قلوب الأعداء، وأن يكون لدينا اكتفاء ذاتى من كل شىء.

■ ألا تسهم منظمة العمل الدولية فى حل الأزمات التى تواجهكم؟

- بالتأكيد منظمة العمل الدولية تؤدى دورًا لمساعدتنا فى مواجهة الأزمات التى نتعرض لها، ولكن لا بد أن تأتى المساعدة الأكبر من البلدان العربية نفسها، نحن أولى بنا أن نساعد بعضنا بعضًا، واجتماع منظمة العمل العربية الذى اختتم منذ أيام قليلة فى مصر جمع وزراء ورؤساء اتحادات العمال لنحو ٢١ دولة عربية، وأنتهز الفرصة لأشكر دولة مصر رئيسًا وشعبًا وكل الذين حضروا هذا المؤتمر المهم، الذى أعتبر مجرد حدوثه أمرًا إيجابيًا.

كيف أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية على سوق العمالة والرواتب فى لبنان؟

- للأسف الحرب الروسية فى أوكرانيا، وأيضًا جائحة كورونا، كان لهما تأثير بالغ على معظم اقتصاديات الدول ومنها لبنان، وهذا يحتم علينا التفكير خارج الصندوق، والبحث عن حلول معينة لنتأقلم مع هذه الأزمة.

والحلول هنا تنقسم لقسمين، حلول سريعة بمعنى أنها ذات طابع إغاثى، وحلول أخرى ذات طابع مستدام مبنى على إعادة النظر فى الأخطاء المرتكبة فى السياسات الاقتصادية التى حدثت فى لبنان لكى ننتج سياسات صحيحة. ولا بد من وجود تعاون عربى مشترك فى مجال تبادل الخبرات والعمالة والمهارات، والاعتماد على التدريب المهنى الذى يستجيب لتطورات ساحة العمل، عبر التركيز على المهارة وتطويرها، من أجل إدخال الشباب سوق العمل بمزيد من الثقة والمعرفة المناسبة.

تاريخ الخبر: 2022-10-02 21:21:24
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:25:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية