ليبيا: العثور على قبر جماعي يضم 42 جثة مجهولة الهوية في مدينة سرت الساحلية

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

سبق العثور على مقابر جماعية أخرى في ليبيا

أكدت هيئة المفقودين في ليبيا العثور على اثنتين وأربعين جثة مجهولة الهوية في قبر جماعي بمدينة سرت الساحلية.

وعثرت الهيئة على الجثث في موقع كان مدرسة في السابق، في منطقة كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا.

وقالت الهيئة في بيان لها إن "عينات من الحمض النووي "دي أن إيه" أخذت من الجثث بغرض تحليلها بالتنسيق مع مكتب الطب الشرعي"، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل حول الموضوع.

وكانت مدينة سرت الساحلية تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية خلال الفترة بين 2015 و 2016، حيث استغل التنظيم حالة الفوضى العارمة التي اجتاحت ليبيا في أعقاب الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في 2011 وقتله في انتفاضة شعبية مدعومة من حلف شمال الأطلسي "الناتو".

  • هدوء نسبي يسود العاصمة الليبية طرابلس بعد قتال خلف 32 قتيلاً
  • ما هي التدخلات الخارجية في ليبيا وما دوافعها؟
  • ما سيناريوهات المرحلة المقبلة في ليبيا؟

وقد طُردت الجماعة المصنفة بالإرهابية من قبل معظم دول العالم على يد قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني في ديسمبر/ كانون الأول 2016 بعد أشهر من القتال العنيف في حرب شوارع.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • ليبيا: من يحمي المدنيين من فوضى الميلشيات والسلاح؟
  • ليبيا: هدوء نسبي يسود العاصمة طرابلس بعد قتال خلف 32 قتيلاً
  • بيرقدار: لماذا تشتري الدول الأفريقية الطائرات المُسيرة التركية؟
  • الصراع في ليبيا: كيف فُقِدت الثقة في الطبقة السياسية؟ - الغارديان

قصص مقترحة نهاية

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2017، عُثر على قبر جماعي يضم رفات 21 مسيحياً قبطياً، أعدموا من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قبل ذلك بعامين، بالقرب من مدينة سرت.

كما عُثر على قبر جماعي آخر يضم رفات 34 مسيحياً إثيوبياً بالقرب من سرت في ديسمبر/ كانون الأول 2018، بعد أكثر من ثلاث سنوات على قيام تنظيم الدولة بنشر فيديو لإعدام 28 رجلاً على الأقل وصفوا بأنهم مسيحيون من إثيوبيا.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

مقاتلان يتبعان حكومة الوفاق الوطني يطلقان النار على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سرت في صورة تعود إلى أغسطس/ آب 2016

قتال في الزاوية

ويأتي الكشف الجديد في وقت لا تزال فيه البلاد تعاني من الصراع والاقتتال الداخلي. فقد قُتل خمسة أشخاص وجُرح 13 آخرون في قتال شهدته مدينة الزاوية غربي ليبيا، بحسب ما أعلنت مصادر طبية اليوم الاثنين.

وكان القتال قد اندلع في وقت متأخر من يوم الأحد بين قوات متنافسة مزودة بأسلحة ثقيلة، حيث ترتبط إحدى الجماعتين بوزارة الدفاع بينما ترتبط الأخرى بوزارة الداخلية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وأفادت خدمة الإسعاف الليبية بوقوع خمسة قتلى، بينهم طفلة في العاشرة من عمرها، و13 جريحاً في مدينة الزاوية، التي تبعد حوالي 40 كيلومتراً عن العاصمة طرابلس وتقع إلى الغرب منها.

وقد أدانت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا الاشتباكات الدموية التي وقعت في الزاوية.

وقالت في تغريدة لها على تويتر إن "الأمم المتحدة في ليبيا قلقة للغاية بشأن التقارير التي تحدثت عن مقتل وجرح مدنيين خلال اشتباكات مسلحة في مدينة الزاوية".

وأضافت "ندين استخدام المدفعية الثقيلة في أحياء كثيفة السكان".

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

توابيت تضم رفات مسيحيين أقباط قتلوا على يد تنظيم الدولة الإسلامية وعُثر عليهم في 2018

وقال مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه، إن القتال اندلع بعد مقتل شخص من إحدى الجماعات على يد أحد المناصرين للجماعة الأخرى في نزاع حول تهريب الوقود، وهو نشاط شائع في هذه المنطقة الحدودية مع تونس.

كما تأتي أعمال العنف وسط أزمة سياسية بين أنصار رئيسي الوزراء الليبيين المتنازعين عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، اللذين تتنافس إدارتاهما على السيطرة على البلد الغني بالنفط.

وكانت حكومة الدبيبة قد نُصّبت في طرابلس في إطار عملية سلام قادتها الأمم المتحدة العام الماضي، بينما عُين باشاغا من قبل البرلمان اللليبي الذي يتخذ من شرق ليبيا مقراً له في فبراير/ شباط الماضي.

وخلّف قتال اندلع بين الميليشيات المتناحرة في طرابلس في أواخر أغسطس/ آب الماضي 32 قتيلاً و 159 جريحاً.

وكانت ليبيا قد غرقت في حالة من الفوضى عقب الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي في انتفاضة شعبية حظيت بتأييد دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مع تحرك عدد كبير من الجماعات المسلحة والقوى الأجنبية لملء الفراغ الذي خلفه انهيار النظام في البلاد.