كلما رغب الإنسان في التقدم وتنمية مستواه الاجتماعي والاقتصادي، إنه يبحث دائمًا على توسيع مجال عمله أو تعزيزه بالدخول في مشروع جديد يدر إليه الربح المادي والمعنوي. وحينها، يبدأ في البحث عن فكرة مناسبة يستطيع من خلالها تنفيذ مشروع بنسبة نجاح مجزية. 

ومع التطور الذي يشهده العالم بشكل يومي؛ وطبيعة السوق التي لا ترحم أحد، يبدأ رجل الأعمال البسيط في البحث عن طرق علمية تساعده على التخطيط الأمثل لمشروعه لضمان نجاحه بنسبة معقولة، وهو ما يدفعه إلى اللجوء إلى مواقع الإنترنت التي تسرد له المعلومات بأسلوب أكثر علمية يصعب عليه فك شفراته وطلاسمه. 

لهذا السبب، تحدث الدستور مع الدكتور أحمد حنفي – الباحث والمحلل والخبير الاقتصادي – ليقدم لنا شرح مبسط لخطوات تنفيذ مشروع صغير ناجح.

فكرة مبتكرة

وقد قال حنفي لـ الدستور إن  التخطيط لمشروع ناجح يبدأ أولًا باختيار فكرة جديدة ومتجددة وقابلة للتطوير وغير مقلدة وسهلة التنفيذ ولا تحتاج للكثير من التكاليف وتحقق إيرادات مناسبة ولا يوجد عليها قيود قانونية أو اجتماعية، كما يجب أن يكون لها جمهور مستهدف ومكان للتنفيذ وحيز للتسويق".

وتابع “فالمزيج التسويقي يتكون من 5 أشياء على الأقل وهم المنتج وتسعير المنتج ومكان لبيع المنتج والترويج له وتصنيعه، فلا يجوز مثلا اختيار فكرة عمل مزرعة للخنازير لأن القانون المصري يمنع ذلك”.

دراسة بسيطة للسوق

وأضاف “بعد اختيار الفكرة يجب على المواطن أن يبدأ في عمل دراسة بسيطة للسوق الذي يستهدفه. فلا يجوز أن أقوم بعمل مشروع لبيع الكراسات والكشاكيل على سبيل المثال في منطقة إنشاءات وحدات سكنية فالمنطقة لم تسكن بعد ولا يوجد فيها مدرسة على الأقل. كما يجب عليه تحديد الفئة المستهدفة له كالرجال أو النساء أو الأطفال على سبيل المثال”.

وأشار إلى أن "مكان تنفيذ المشروع من الأمور الهامة التي يجب الانتباه إليها أيضًا، فتنفيذ المشروع في وسط البلد يختلف عن تنفيذ المشروع في العبور أو مدينة السادس من أكتوبر أو أول طريق الواحات من حيث البعد المكاني والكثافة السكانية وهكذا. فكلما كان المشروع قريب من الجمهور المستهدف كلما كان هذا أكثر توفيرًا لتكاليف النقل وغيرها."

وأوضح أن "من أهم خطوات تنفيذ مشروع ناجح هي دراسة السوق المستهدف. فإذا كان المواطن يرغب في فتح محل فول وفلافل في منطقة سكنية حديثة على سبيل المثال يجب عليه أن يقوم بمعرفة عدد البوابين والغفر الموجودين في المنطقة. هذا بالإضافة إلى عدد الأشخاص الذين يقدمون خدمات لسكان هذه المنطقة مثل المكوجي وورش غسيل السيارات وهكذا. فإذا وجدت أن عدد هؤلاء الأشخاص 150 فرد على سبيل المثال فيمكنك أن تقوم بإعداد 200 ساندويتش يوميا كتجربة." 

دراسة فنية 

واستكمل حديثه للدستور قائلا: بعد ذلك يجب عمل دراسة فنية للمشروع الخاص بك، مثل معرفة من أين ستأتي بالمادة الخام لمنتجك، ثم في أي مكان ستعرض منتجك، ثم كيفية اختيار المادة الخام المناسبة للمكان الذي تقدمه فيه، وأيضًا الأدوات المستخدمة في عرض المنتج".

وتابع "فعلى سبيل المثال، عندما ترغب المرأة في بيع النعناع بمنطقة جديدة، يجب عليها أن تعرف أولًا من أين ستشتري هذا النعاع، وفي أي مكان ستقف وكيف تختار أعواد النعناع وفقًا للمكان الذي تعرضه فيه. فبيع النعناع في منطقة راقية يختلف عن بيعه في منطقة شعبية. فالأول يهتم في المقام الأول بأن يكون النعناع ذو شكل جذاب. أما الثاني يهتم في المقام الأول أن يكون سعره مناسب. هذا بالإضافة إلى الأدوات التي سنستخدمها في بيع النعناع كـ(المشنة) وهكذا."

دراسة تمويلية

وتابع حنفي حديثه لـ الدستور قائلًا أن “بعد ذلك يجب أن يبدأ المواطن في الدراسة التمويلية لمشروعه، بمعنى أن يعرف من أين سيأتي بالمال لتمويل مشروعه؛ هل لديه مبلغ من المال أم سيقترض من البنك أم يستلف من شخص آخر أم سيبيع شيء ما لديه للحصول على المال المطلوب”.

الدراسة التسويقية

وأضاف: بعد أن يفعل المواطن كل ما سبق وينفذ مشروعه بالفعل، يجب أن يعرف كيف سيروج له بين أصحابه وجمهوره المستهدف وهكذا.

عرض المنتج

وأشار إلى أن بعد ذلك يبدأ المواطن في عرض المنتج أو الخدمة التي يقدمها ثم يقيس مدى رضا الجمهور بها وآرائهم في تحسين أو تعديل المنتج.