شكّلوا بأجسادهم الصلبة حائط صد ضد القوات الإسرائيلية فمنعتها من التدخل في مراحل العبور وإقامة رؤوس الكباري، «الصاعقة المصرية أول من عبر القناة وأول من أطلق النيران وآخر من أوقفها» قصة أبطال المجموعة «139» صاعقة، رواها بهذه اللواء أ.ح أحمد أسامة قائد المجموعة 139 صاعقة خلال الندوة التثقيفية بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر.

اللواء أ.ح  مصطفى حامد سليمان رئيس استطلاع المجموعة «139 صاعقة» التقط الحديث مستكملًا أنَّه في بداية حرب أكتوبر صدرَت الأوامر لإحدى كتائب المجموعة للإبرار جوًا على مسافة 2 كيلومتر شرق قناة السويس، وصدرت الأوامر من الكتيبة إلى المجموعة للإبرار شرق القناة عند طريق«الطاسة» عند المحور الأوسط وعند «تل الفرما» على المحور الساحي في مهمة تبدو مستحيلة.

«أبو عطوة».. معركة حقول المانجو

وتوالت الملاحم خلال سير القتال وتمكّنت المجموعة من القضاء على الآمال الإسرائيلية في دخول مدينة الإسماعيلية في معركة مفصلية دارت وقائعها بين يومي 19 و23 وسجلتها أدبيات الحرب الإسرائيلية بمعركة «حقول المانجو» وعرفها المصريون بمعركة «أبو عطوة»، إذ كانت أشرس المعارك بين الجند والدبابة أستطاع فيها الجندي المصري تدمير دبابات العدو بسلاحه «آر بي جي 7»، وما زالت حطام الدبابات موجودة بـ«أبو عطوة»، ورغم كونه أمر ضد المنطق إلا أنَّها إرادة الله.

ومع توالي المعارك ورغبة العدو الصهيوني في تقتحام مدينة الإسماعيلية، دفعت القوات الإسرائيلية بـ3 ألوية مدرعة ولواء مظلي تحت قيادة «شارون»، إلا أن القوات المصرية كانت قد أعدت لهم عدة كمائن آخرها كمين «أبو عطوة»، وكبدوا العدو خسائر فادحة ومنعوه من الدخول للمدينة، وأصرّ العدو الغاشم على دخول الإسماعيلية وأرسل قوات أخرى للاقتحام تصدى لها الجنود المصريين البواسل واستشهد العريف البطل فاروق عبدالفتاح السيد بطلقة بالرقبة، وأنقذ أهل «عزبة السحارة» الرقيب أحمد البدري أحد جنود المجموعة بعد الاشتباك، وأعرب اللواء أ.ح علي أمين قائد «كتيبة 133 صاعقة» عن سعادته حين أحضر أهل «أبو عطوة» الرقيب البدري مصابًا وتأكّد من أنَّه مازال على قيد الحياة.

شهادة القادة الإسرائيليين عن هزيمتهم بموقعة «أبو عطوة» 

وروى «بنيامين بن إليعازر» قائد وحدة «شكيد» العسكرية بحرب 73، كواليس معركة «أبو عطوة» بمذكراته، قائلًا إنَّ قوات شارون ما كادت أن تكرر محاولة اقتحام مدينة الإسماعيلية حتى وقعت في كمين ضخم قامت به قوتان من رجال «الكوماندوز» المصريين، ودارت معركة شديدة، سقط فيها الكثير من القتلى والجرحى.

ويقول أرئيل شارون القائد العسكري الإسرائيلي الذي تقلّد رئاسة وزراء إسرائيل بعد ذلك: «شاهدت العديد من المذابح لكن هول هذه المعركة فاق ما شاهدته بالمعارك الأخرى»، بكل المقاييس العسكرية تعد موقعة «أبو عطوة» أبرز ملاحم نصر أكتوبر.