ناقشت جلسة أجيال الحوارية ضمن فعاليات مهرجان أجيال السينمائي العاشر، موضوع الهندسة المعمارية القطرية والتخطيط المدني لمدينة الدوحة التي تحظى بواحدة من أجمل مناظر آفاق المدينة في العالم. وتناولت الجلسة مراحل التحول المذهلة التي شهدتها المدينة مع تركيز خاص على الهندسة الحالية التي تتبنى طابعاً معاصراً.
وحضر حكام أجيال هذه الجلسة الملهمة تحت عنوان “قصص من الأفاق” حيث تناولت بعمق موضوع المشهد العمراني الرائع للدوحة ومستقبل البيئة الحضرية التي تتخطى حدود التصميم والهندسة الجمالية. وشكلت المناقشات مصدر إلهام للحكام الشباب للمساهمة في بناء إرث قوي سواء عبر الأفلام أو أي من المجالات الإبداعية الأخرى.
وتحدث في الجلسة المهندس عبد اللطيف محمد الجسمي، مدير إدارة حماية التراث الثقافي في هيئة متاحف قطر ومدير مشروع قانون التراث القطري السوداني للآثار. وقال الجسمي: “إن التجارب الثقافية يستوعبها الإنسان بطريقة لاشعورية. عندما تسافر، تجلس في مسرح أو تتنزه، فإنك تعيش تجربة ثقافية. لهذا من الضروري التفكير بالإرث الذي نتركه خلفنا. إذا استطعت لمس شارع واحد، صرح واحد، أي جانب من جوانب حياتنا اليومية، ستترك وراءك تجربة تستمر لأجيال عديدة قادمة”.
بدوره قدّم الرئيس والمدير المسؤول لشركة «المهندسون المعماريون العرب»، وهي شركة تصميم متعددة الاختصاصات، قصصاً عن كنوز دفينة حول تاريخ الهندسة المعمارية القطرية. شغل هشام قدومي منصب المستشار الفني لحاكم قطر من عام 1974 إلى 1987، واستند إلى خبرته العريقة ليقود إدارة تخطيط وتصميم وبناء العديد من المشاريع المرموقة، من ضمنها مخطط الدوحة الرئيسي والمعالم الأيقونية الأخرى منها فندق شيراتون الدوحة، المسرح الوطني، كورنيش الدوحة، جامعة قطر، مستشفى حمد العام، الديوان الأميري، وغيرها.
ولفت قدومي إلى أن التخطيط العمراني العلمي للمدينة بدأ في السبعينات برؤية واضحة “لبناء مدينة عصرية تتجذر فيها القيم والثقافة القطرية. وقال: “اتبعنا العديد من المعايير الدولية التي استخدمت في التخطيط على جميع المستويات، من ضمنها الجودة، التوسع، والحجم. إن مقاربتنا للتخطيط العمراني هدفت إلى الاستفادة من النهج المتبع في العمارة القطرية والإسلامية بطريقة مبتكرة وإبداعية”.
كما شهدت الجلسة مشاركة المهندس إبراهيم الجيدة، الرئيس التنفيذي للمجموعة ورئيس المهندسين المعماريين في المكتب الهندسة العربي والذي أشرف على 1,600 مشروع. شدد الجيدة في حديثه على الحاجة لتحديد هدف جديد لمشاريع التجديد التراثي. “يمكنك تجديد المباني لا من حيث شكلها فقط، بل لتخلق وظيفة جديدة تضيف قيمة. كل مبنى لديه قصة في وقت ما. لكن سريعاً، تصبح تلك القصة مجرد ذكرى ويمكن أن تزول مع الوقت، وكذلك تزول قيمة المبنى. يجب أن ننظر إلى القصة التي جعلت من المبنى أو المكان مميزاً، ونطوّعها لهدف جديد. إن هذا العمل سيكتب فصلاً جديداً في قصة المبنى ويضمن مكانته في المستقبل”.
وأجمع المتحدثون على ضرورة احترام التقاليد، لكنهم في الوقت نفسه حثّوا الجمهور على عدم وضع قيود بسببها، لافتين إلى أن التراث المعماري والثقافة القطرية غنية جداً، ويجب أن تستخدم كمصدر إلهام ولا يجب التقيد بتعليمات محددة. كما قال الخبراء بأن الدروس المستفادة من الهندسة المعمارية التراثية يجب أن تُوثّق لأنها قد تكون مرتبطة باتباع بعض الممارسات، منها على سبيل المقال قرب المنازل من بعضها لتأمين الظل وتوجيه النوافذ باتجاه معين للحدّ من قوة ضوء الشمس.
وجاءت الجلسة بإدارة جمانة عباس، المهندسة المعمارية والكاتبة التي تعمل على العديد من المشاريع مع مؤسسات وجامعات مختلفة.
يعرض مهرجان أجيال السينمائي على مدار ثمانية أيام برنامجاً من الأفلام المميزة من حول العالم بمشاركة أكثر من 613 حكم من 50 بلداً. يشارك الحكام أيضاً في جلسات أجيال الحوارية ولقاءات أجيال وكذلك في مناقشات حول السينما ونقد للأفلام التي يشاهدونها.
تحظى الدورة العاشرة من مهرجان أجيال السينمائي 2022 بدعم العديد من الشركاء والرعاة هم “الحي الثقافي كتارا” بصفة الشريك الثقافي، والشركاء المساهمين كلّ من “الدرويش القابضة”، مزود الإلكترونيات الرسمي “فناك” و “سوني” ” وفيفتي ون إيست”، “كيومنكيشن” شريك التواصل الاجتماعي، وأصدقاء المهرجان “ألكالايف” راعي المياه الرسمي، “جيفوني” و “متاحف قطر” و “فيرتيوسيتي”.
