في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد العالمي انهيار الملاذات الآمنة خصوصًا بعد الانخفاض الكبير الذي شهدته أسعار الذهب وتوقعات بانخفاضه لأسعار قياسية، والاهتزازات التي تشهدها أسواق الأسهم، إضافة لأزمة الطاقة والأمن الغذائي العالمي، توقع خبير اقتصادي أن تتحول المملكة للملاذ الآمن للاستثمارات العالمية حيث أثبتت مقدرتها على تحقيق رؤيتها وسط فوضى الاقتصاد العالمي الذي تحول لأحد أدوات الحروب في العالم.

وذكر أستاذ الإدارة والاقتصاد بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن دليم القحطاني لـ«الوطن» أن الرؤية أنقذتنا في هذه المرحلة المفصلية في العالم فالاقتصاد العالمي يتشكل ويعطي صورة ضبابية لما سيكون عليه الوضع في العقد القادم، وهناك بلا شك رابحون وخاسرون من هذا التحول ومنطقتنا تشهد نموا كبيرا بفضل الله والإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها المملكة وكانت في وقتها منارة أنعشت اقتصادات المنطقة.

ارتداد لاقتصادات العالم

يشير القحطاني إلى أن الرؤية أنقذتنا في هذه المرحلة المفصلية في العالم ونحن بفضل الله لدينا طاقات كامنة كانت تنتظر لهذا الوقت ومن حسن الطالع أن نفجر هذه الموارد ونبدأ في أن نعطي ارتدادا لقوة ومتانة الاقتصاد السعودي ومن ثم ارتداده على اقتصادات المنطقة والعالم، وكان الاعتقاد بأن عصر النفط انتهى مع السيارات الكهربائية ومع مشاكل الكربون والضرائب، إلا أن المملكة قلبت الطاولة فلدينا الاقتصاد الأخضر والهيدروجين صديق البيئة ونعمل على توقف الكربون وهذا عمل ارتدادا كاملا لمنظومة الاقتصاد المتقدم وأعطى دفعة قوية للاقتصاد السعودي وأعطى قوة لمتخذ القرار للتسريع من عجلة التنمية فالاقتصاد السعودي ولاد، فالمملكة نجحت في أن تكتشف ذاتها من خلال إصلاحات أشادت بها المنظمات الدولية، وكان آخرها إشادة صندوق النقد الدولي بإصلاحات المملكة وتوجهها لفتح مكتب إقليمي في المنطقة، وهذه خطوة من شأنها أن ترتقي باقتصادات الدول المجاورة كالعراق ومصر فكل اقتصادات الدول العربية متضررة بسبب عدم التفات أحد لهم فصندوق النقد الدولي كل قروضه لأوروبا والمملكة مساهمة كبيرة في هذا الصندوق إذن إذا احتاجت إحدى الدول العربية دعما يقوم الصندوق بدعمه ويتولى متابعة الإصلاحات كما حدث في اليونان.

الملاذ الآمن لاستثمارات العالم

يرى القحطاني أن وقوف المملكة المستمر على الحياد وعدم التدخل في شؤون الغير واحترام الدول الأخرى ودعم دول العالم، وقد بدأت استثمارات تدخل للمملكة، وقد بدأت هجرة أموال للمملكة لأنها تهدف لمن ينميها وفي المملكة ينميها اقتصاد مزدهر وحيوي وينظر إلى 2030 و2040، فلدينا ما لا يقل عن 20 سنة وهذا الاقتصاد ينمو، هناك اقتصادات قادمة ونمت بفضل نمو الاقتصاد السعودي مثل مصر والكويت وقطر، وعمان التي حققت نموا للمرة الأولى فالمملكة أعطت درسا في محاربة الفساد لدفع عجلة النمو، مضيفا أن جميع العالم يرى أن المملكة بلد مستقر اجتماعيا وحيويا ولديها اقتصاد مزدهر إلى 20 سنة بل لديه مكتشفات لم يعلن عنها، إضافة للمشاريع العملاقة كنيوم والمعادن المكتشفة والقطاع الصناعي الذي تتوجه له رؤوس الأموال من العالم فالمملكة ملاذ آمن للرسملة الأوربية ولا يمكن تحريكه إلا في اقتصاد مزدهر وقوي، والمملكة تسحب معها مزيدا من اقتصادات المنطقة للنمو، وهناك حركة تنموية استطاعت المملكة أن تقنع الآخرين اللحاق بركبها.

استغلال الفرص

دعا القحطاني المستثمرين في المملكة لاستغلال الفرص فاقتصادنا متنوع ويستطيع المستثمر الدخول في استثمارات عديدة فالعقار في المملكة مع النمو لا يزال قطاعا بكرا والصناعة وأسواق الأسهم لا تزال في المتناول، ولدينا الصناديق العقارية والمشاريع الجديدة التي يعلن عنها كل يوم، فالمملكة ولادة لمشاريع يستطيع الناس أن يضعوا أموالهم فيها لأن هذه الاستثمارات تقودها دولة وفق رؤية ولديها مستهدفات، وإذا لم يغتنم المستثمرون الفرص سيتفاجؤون بأن هناك استثمارات أجنبية اغتنمت الفرص. أبرز الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم:

أزمة الطاقة أزمة الأمن الغذائي أزمة اضطرابات أسواق الأسهم الوضع الجيوسياسي في العالم انخفاض أسعار الذهب أزمات وانهيارات بعض البنوك الأوربية