اليمين المتطرف في أوروبا.. بقعة زيت تتسع
اليمين المتطرف في أوروبا.. بقعة زيت تتسع
صعود تيارات اليمين المتطرف لسدة الحكم في أوروبا يمثل مؤشرا جديدا, ويضع تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي وتماسكه.
ودون شك فإن أزمات الهجرة والصراعات الدولية والأزمة الاقتصادية, وأهمها نقص الطاقة علي خلفية حرب أوكرانيا, وارتفاع تكاليف المعيشة كلها أسباب أفضت ومازالت للتغيير.
لكن الموجة بدأت مع جائحة كورونا وتداعياتها السلبية علي الاقتصادات الأوروبية, ومن بعدها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بتداعياتها المتمثلة في أزمة طاقة قاسية.. وهو مازاد من نفوذ التيار اليميني بكل دعواته للإغلاق أمام الهجرة لإنقاذ الاقتصاد, ومن ثم تصاعد خطابات الكراهية ضد كل ما هو أجنبي.
نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيطاليا أكدت صعود التيار اليميني للسلطة, حيث تفوقت الأحزاب اليمينية بنسبة 46% من مجموع الأصوات, وفاز حزب إخوة إيطاليا وزعيمته جورجيا ميلوني برئاسة الحكومة الإيطالية.
ومن قبل فاز الزعيم المحافظ بالمجر فيكتور أوربان برئاسة الحكومة للمرة الرابعة علي التوالي بنسبة 53% من الأصوات ضد كتلة معارضة موحدة من 6 أحزاب ديمقراطية.
أيضا أعيد انتخاب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتيش بنسبة 60%.
وفي فرنسا نجحت مارين لوبان مرشحة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الحصول علي 41.8% بالجولة الثانية أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أبريل الماضي.
حتي بريطانيا أظهرت استطلاعات الرأي ازدياد الذين يتبنون الأفكار اليمينية.. وبوجه عام تزداد النزعة القومية التي تتغذي عليها التيارات الشعبوية.
علي أن الحرب الدائرة في أوكرانيا بتداعياتها في نقص الطاقة, مما يهدد اقتصاد البلدان الأوروبية تؤجج من صعود تيارات اليمين وفوزها بالانتخابات, وهناك العديد من الانتخابات في الربع الأخير من العام الجاري: في بلغاريا ولاتفيا. وفي العام المقبل سويسرا وإسبانيا وبولندا ولكسمبورج واليونان.
والأمر مرهون برأي الخبراء بمدي نجاح الحكومات الحالية في رسم خارطة حقيقية للتعافي الاقتصادي.
وبحسب دراسة لمركز انتريجونال للدراسات فإن هناك دولا أوروبية تمثل أرضا خصبة لتمدد نفوذ التيارات اليمينية مثل فرنسا وإيطاليا.
بالطبع تمثل مناهضة الهجرة والصراعات الدولية والأزمات الاقتصادية, وفي الصدارة شح الطاقة التي تعد المحرك الرئيسي للاقتصاد, وارتفاع تكاليف المعيشة, إلي جانب أزمة الهوية التي خلفتها العولمة والنظام العالمي الجديد.. كلها أسباب أساسية لجنوح التيارات اليمينية نحو السلطة.. فهل يتفكك الاتحاد الأوروبي بعد أن يشهد بالعام المقبل صعودا جديدا لليمين؟!.