حالة من الحراك السياسي أحدثها الحوار الوطني خلال الأسابيع القليلة الماضية منذ أنّ وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الدعوة إلى القوى السياسية ورموزها بإطلاق حوار يشارك فيه الجميع تُرفع مخرجاته إلى الرئيس في نهاية المناقشات، لتلقى استجابة واسعة من القوى السياسية ورموزها المعارضة والذين اعتبروها نافذة للحرية في الطريق نحو الجمهورية الجديدة.

دعوة الرئيس إلى حوار الوطني

انبثق عن حراك الحوار الوطني العديد من النتائج الإيجابية، كان من بينها تشكيل لجنة العفو الرئاسي التي وكلت بمهمة بحث ملفات المحبوسين من أجل الافراج عمن تنطبق عليه المعايير الموضوعة، ليجنى أولى ثمار جهدها في مايو الماضي بالإعلان عن أول قائمة للمفرج عنهم، للتوالى بعدها قوائم العفو الرئاسي الواحدة تلو الأخرى.

في الوقت ذاته، شهد مجلس أمناء الحوار الوطني، انضمام وجوه محسوبة على تيار المعارضة، وهو التوجه الذي جرى تعظيمه خلال اختيارات المقررين والمقريين المساعدين للجان الفرعية التابعة للمحاور الثلاث «السياسي والاقتصادي والمجتمعي» بالحوار الوطني، والتي شهدت وجود أسماء ورموز للمعارضة.

ويستعد قطار الحوار الوطني للانطلاق، بعدما انتهت اجتماعات  كل تشكيلات اللجان الفرعية ومحاورها، وكذلك اختيار الموضوعات الرئيسية والعريضة التي شكلت استراتيجية الحوار، وسيتم العمل من خلالها على مناقشة التحديات والحلول والمقترحات المطروحة.

الكشكي: الجميع ينتظر مجريات الحوار الوطني

يقول جمال الكشكي، عضو مجلس الأمانة العامة للحوار الوطني، إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدعوة للحوار الوطني تتفق مع عمق وقيمة الدولة المصرية، موضحًا أنّ هناك إقبال وشغف على مجريات الحوار، ترقبا للجلسات الرئيسية للحوار الوطني من قبل جميع الأحزاب والشخصيات السياسية.

وأضاف الكشكي، في تصريحات، أنّ المشاركين في الحوار الوطني من مجلس الأمناء يمثلون مختلف طوائف الشعب، موضحًا أنّ الحوار الوطني سيفتح المسارات والمجال العام للرأي والرأي الآخر، موضحا «الجميع يسعى جاهد أن يكون عند حسن ظن الشعب وتحقيق ما يتمناه بمناقشة مشكلاته بمصداقية، والوصول إلى الحلول والتوصيات التي ترضي الشعب بشكل عام».

القاضي: تشكيل لجان الحوار الوطني لم يستثن أحدا

وقال زكي القاضي، مقرر مساعد لجنة الشباب في الحوار الوطني، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الحوار الوطني فكرة تجمع شمل المصريين تحت كلمة واحدة ورأي توافقي، مضيفًا أنّ تشكيلات الحوار الوطني بداية من مجلس الأمناء وكذلك محاور اللجان اتسمت بالتنوع دون استثناء لأحد.

وتابع القاضي، لـ«الوطن»، بأنّ تشكيل لجان الحوار الوطني شمل كل طوائف المجتمع المصري، سواء من الشباب والشيوخ والمرأة والتيارات السياسية المتنوعة، مشيرًا إلى أنّ دعوة الرئيس السيسي للحوار جاءت بعدما تمكنت الدولة المصرية من إنهاء حالة الفوضى التي عاشتها البلاد إبان حكم جماعة الإخوان الإرهابية، واستعادة الأمن والانضباط في الشارع وتحقيق الاستقرار.