حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من "خطر محتمل" يهدد الشطر الشمالي من جزيرة قبرص والذي تعترف به أنقرة وحدها كدولةٍ مستقلة، وذلك في وقتٍ قال فيه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن أثينا "سترد عند استفزازها" من قبل تركيا، مؤكداً أن الأخيرة هي التي تتحدى سيادة بلاده "بشكل مباشر". فهل يمكن أن يشهد شرق المتوسط حرباً بين الجانبين لاسيما أن وزير الدفاع اليوناني الأسبق إيفانجيلوس أبوستولاكيس أشار إلى إمكانية اندلاع حرب بين تركيا واليونان؟
خبير عسكري تركي رأى أن "ما يقصده وزير الدفاع اليوناني الأسبق لا يعني أن الحرب وشيكة بين أنقرة وأثينا"، لافتاً إلى أن "أبوستولاكيس تحدّث فقط عن تدابير ضد تركيا ستتخذها الحكومة اليونانية"، متهماً أثينا بتجاوز القانون الدولي، على حدّ تعبيره.
وقال علي آر الجنرال التركي المتقاعد لـ"العربية.نت" إن "الوضع بين تركيا واليونان ثابت منذ اتفاقية باريس وأيضاً اتفاقية لوزان التي تمّ توقيعها منذ حوالي مئة عام، حيث تنص الاتفاقيتان بوضوح على عدم تسليح عدّة جزرٍ يونانية، حيث يمنع أن يتواجد فيها الجيش أو أن تقام فيها أي قواعد أو منشآت عسكرية، وهذا هو السبب الرئيسي للخلاف بين أثينا وأنقرة".
كما كشف أن "تركيا لا تتحضر لأي إجراءات ضد اليونان، إلا أن أثينا صريحة باتخاذها تدابير في جزيرتين نقلت إليهما أسلحة منذ الأسبوع الماضي، وقد تحدّث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار عن ذلك، واعتبر أن تلك التدابير تأتي ضد تركيا"، مشيراً إلى أن "مشكلة قبرص أيضاً تؤثر على العلاقات بين الجانبين التركي واليوناني الذي لا يعترف بحقوق الأتراك في جزيرة قبرص".
وكان الرئيس التركي قد حذّر، اليوم الجمعة، عند عودته من العاصمة التشيكية براغ، حيث شارك، الخميس، في قمة "المجتمع السياسي الأوروبي"، من "خطر محتمل" يهدد الشطر الشمالي من جزيرة قبرص.
وأضاف أردوغان للصحافيين المرافقين له على متن الطائرة أثناء عودته من المؤتمر، رداً على سؤال لأحد الصحافيين حول الخطوات التي قد تتخذها أنقرة على خلفية تصريحات وزير خارجية قبرص التركية: "طائراتنا المسيرة متمركزة حالياً في جمهورية شمال قبرص وعلينا ضمان أمنها من جميع الجوانب".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا قامت بنشر طائرات مسيرة عادية وأخرى مسلحة في أراضي "جمهورية شمال قبرص"، موضحاً أن "المقاتلات التركية يمكنها الوصول إلى شمال قبرص في فترة وجيزة فور إقلاعها من البر الرئيسي لتركيا".
وتأتي تصريحات أردوغان بعد رفع الولايات المتحدة لحظر الأسلحة عن قبرص الشهر الماضي وتلويحه بأن الأمر لن يبقى دون رد.
وكان رئيس الوزراء اليوناني قد تعهّد، اليوم الجمعة، بأن أثينا "سترد عند استفزازها" من قبل تركيا، مؤكداً أن أنقرة هي من تتحدى سيادة بلاده "بشكل مباشر".
وأضاف ميتسوتاكيس، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء اليونانية، أنه "من المستحيل" المضي قدماً في مسار خفض التصعيد مع تركيا، طالما استمرت أنقرة في خطابها بشأن التوترات في بحر إيجه.
وتابع قائلاً إن "اليونان ليست الدولة التي تغلق باب الحوار. نشعر بالثقة المطلقة واليقين بأننا على حق ولدينا القانون الدولي إلى جانبنا".
وكان الرئيس التركي قال مؤخراً إن ما سماها "الاستفزازات" اليونانية "تنعكس سلباً" على أثينا، مؤكداً أن أنقرة لا تقبل "التوترات" كونها لا تصب في مصلحة أي دولة بالمنطقة، على حدّ وصفه.
