أصبح المغرب أكثر دول إفريقيا جاهزية لاستضافة المسابقات الرياضية من حيث الملاعب والشبكة الطرقية والفنادق المصنفة ومجموعة من المؤسسات والبنايات المطلوبة وفق المعايير الدولية، فكلّما سُحب التنظيم من دولة إفريقية أو تعرضت لظرف قاهر، تتصدر المملكة المشهد باعتبارها المرشح الأول والأجدر، واليوم يتوقع أن يخوض المغرب سباق جديدا لتنظيم كأس إفريقيا 2025 بعد سحبه من غينيا المتعثّرة وقد تكون الجزائر المنافس الوحيد مع تأكيد مصر أن لا رغبة لها في الكأس القارّية على أرضها.
يتوجب التأكيد أولا أن لا شيء مؤكد رسميا في المملكة حتى الآن فالحكومة المعني الأول بالقرار لم تعلن أي شيء وكذلك الجامعة الملكية لكرة القدم لم تفعل، بينما أعلنت الجزائر ترشحها لتنظيم “كان 2025″، أما مصر فأكدت أنها خارج السباق، وهي التي يمكن أن تكون داعما قويا للملف المغربي حال تقديمه وللأمر علاقة بكأس إفريقيا 2019.
لما سُحب تنظيم “كان 2019” من الكاميرون كانت أصابع الاتهام موجهة بشكل مباشر إلى المغرب، ففي ياوندي كان المسؤولون يعتقدون أن الرباط ضغطت على الاتحاد الإفريقي في عهد الرئيس أحمد أحمد لأجل سحبه وتحويله إلى ملاعبها، وكذلك كانت تعقتد أغلب وسائل الاعلام الافريقية والأوروبية، وكنا قد نشرنا هنا في “الأيام24” ما يفيد أن الملف المغربي فعلا كان جاهزا لدى الجامعة الملكية لكرة القدم غير أن الحسابات السياسية منعت خروجه إلى العلن.
مصادر “الأيام24” كانت قد أكدت أن فوزي لقجع خطط بجدية لتجهيز ملف متكامل للفوز بتنظيم هذه المسابقة لكن حالت دون ذلك حسابات السياسة المتعلق بظرفية حساسة كانت تمر منها الدبلوماسية المغربية أبرزها معركة العودة إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017 وسباق مونديال 2026 ضد الملف الثلاثي أمريكا كندا والمكسيك، حيث خرج فيما بعد وزير الرياضة حينها الطالبي العلمي ليؤكد قطعا أنه لا نية للمغرب في تعويض الكاميرون ثم دخلت مصر وأنقذت الجميع من ورطة مسابقة لا يريدها أحد ونظمتها على ملاعبها رغم تحدي الزيادة في عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 منتخبا فكانت تلك النسخة اختبارا حقيقيا للقاهرة خرجت منه بالكثير من المكتسبات، لذلك يمكن القول إنها قد تدعم الرباط حال ترشحها وهي التي خرجت في 2019 وتركت طريقها سالكا نحو التنظيم.
وقد أوضح وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، أن بلاده لن تترشح لاحتضان كأس إفريقيا 2025 بعد سحب تنظيمها من غينيا، مشيرا إلى أن الحكومة ستدعم الدول الشقيقة الراغبة في استضافة الحدث القاري.
وأكمل حديثه قائلًا: “لكن لو كانت هناك مشاكل، فنحن نقول للكاف إن مصر جاهزة لتنظيم البطولة”.
وهذا القرار الذي لم يُعلن عنه رسميا في المغرب قرار سيادي لا يرتبط بالجامعة الملكية لكرة القدم، حيث يتوجب على فوزي لقجع تحضير ملف متكامل بالتنسيق مع الوزير شكيب بنموسى المشرف على قطاع الرياضة وإقناع رئيس الحكومة عزيز أخنوش ثم رفع الاقتراح إلى الملك محمد السادس الوحيد الذي يملك القرار في هذا الشأن.