عالج نفسك بنفسك.. القلق مصدر كثير من الأمراض
عالج نفسك بنفسك.. القلق مصدر كثير من الأمراض
من الحقائق المروعة زيادة عدد مرضانا بالإرهاق العصبي والعقلي. وغالبيتهم من الذين ناءوا بعبهم الثقيل من الماضي المتراكم والمستقبل المجهول. لقد كان في وسع الكثيرين من هؤلاء المرضي أن يذرعوا الآن شوارع المدينة سعداء مرحين ناجحين في حياتهم لو أنهم وعوا قول السيد المسيح لاتهتموا للغد.
وإني أعتقد تمام الاعتقاد أن في استطاعة 70% من المرضي الذين يقصدون إلي الأطباء أن يعالجوا أنفسهم بأنفسهم إذا هم تخلصوا من القلق والمخاوف التي تسيطر عليهم, ولا أقصد بذلك أن أمراضهم وهيمة, بل هي حقيقية لها آلام تعادل آلام الأسنان التالفة وربما أشد بمئات الأصناف وأذكر أمثلة لهذه الأمراض: عسر الهضم العصبي, قرحة المعدة, اضطرابات القلب, الأرق الصداع, وبعض أنواع الشلل. هذه الأمراض تحدث حقيقية لأن الخوف يسبب القلق, والقلق يسبب توتر الأعصاب واحتداد المزاج ويؤثر في أعصاب المعدة ويحيل العصارات الهاضمة إلي عصارات سامة تؤدي في كثير من الأحيان إلي قرحة المعدة.
ويقول الدكتور ف. مونتاجي مؤلف كتاب اضطرابات المعدة العصبية: إن قرحة المعدة لا تأتي مما نأكله, ولكنها تأتي مما بأكلك.
وكذلك يقول الدكتور و. س. الفاريز بعد دراسة لأكثر من 15 ألف مريض عولج من اضطرابات المعدة كثيرا ما شا؟؟ قرحة المعدة نتيجة لتقلب العاطفة واضطرابات الإحساس. وقد تبين أن أربعة من كل خمسة مرضي ليس لمرضهم أساس عضوي علي الإطلاق بل أساسه الخوف, والقلق, والبغضاء, والأنانية. وعدم مقدرة الشخص علي الماءمة بين نفسه وبين الحياة, وقال أفلاطون إن أكبر أخطاء الأطباء أنهم يحاولون علاج الجسد دون العقل, في حين أن العقل والجسد وجهان لشيء واحد فلا ينبغي أن يعالج أحد الوجهين علي حدة, وقد استغرق علم الطب حوالي ألفين وثلاثمائة عام ليتحقق من صدق هذا القول حتي بدأ إنشاء نوع من الطب يسمي الطب النفسي الجسماني وهو الذي يعالج الجسم والنفس في آن واحد.
نعم.. لقد هزم الطب أو كساد الأمراض التي تسميها الجراثيم كالجدري, والكوليرا, والحمي الصفراء, وغيرها ولكنه.. أي الطب وقف عاجزا أمام القلق, والخوف والكراهية, واليأس, في حين أن ضحايا هذه الأمراض العاطفة يتزايد عددهم بشكل مروع.
ولقد ذكر في فصول كتاب بعنوان دع القلق وانعم بالشفاء الموضوعات التالية: ماذا يفعل القلب بالقلب؟.. ضغط الدم يغذيه القلق.. الروماتيزم قد يسببه القلق.. أقل من القلق من أجل معدتك.. كيف يسبب القلق البرد!! القلق والغدة الدرقية.. القلق ومرض البول السكري!! وقد وضع أحد الأخصائيين العالمين في داء التهاب المفاصل قائمة ضمنها أربعة عوامل ينشأ عنها التهاب المفاصل وهي: ـ
1ـ فشل يصيب الزواج؟ ـ كارثة مالية أو حزن عميق. 2ـ الوحشة والقلق. 4ـ الانفعالات المستمرة, وطبيعي أن هذه العوامل الأربعة تتفرع منها عوامل أخري كثيرة ولكن هذه العوامل الأربعة هي الأصل.
بل إن القلق قد يسبب ألم الأسنان. قال الدكتور (وليم ماك كونيل) في خطاب لقاء أمام الجمعية الأمريكية لطب الأسنان: إن الانفعالات التي يسببها القلق والخوف والنزاع الدائم قد يصيب ميزان الكالسيوم في الجسم باختلال ينشأ عنه ألم الأسنان وتلفها.. وتحدث عن رجل كانت أسنانه سليمة إلي أن ساوره القلق علي زوجته التي أصابها مرض مفاجئ فاضطر الرجل في خلال الأسابيع الثلاثة التي أمضتها زوجته في المستشفي إلي خلع سبعة أسنان.
وبالملاحظة نجد أن عدد الأطباء الذين يموتون بالسكتة القلبية يزيد عشرين ضعفا عن عدد المزارعين الذين يموتون بالسبب نفسه, كان الأطباء يحيون حياتهم متوترة عنيفة ويدفعون الثمن! وفي هذا يقول العالم النفساني وليم جيمس: إن الله قد يغفر أخطاءنا ولكن الجهاز العصبي لا يغفرها قط!
فرذا أردت أن تتجنب القلق فإليك هذه الحقائق الأساسية:
القاعدة وقم 1: عش في نطاق يومك ولا تقلق علي المستقبل, عش اليوم حتي يحين وقت النوم.
القاعدة رقم 2: عندما تأخذ المشكلات بتلابيب في المرة القادمة ولا تستطيع منها فكاكا جرب الطريقة الآتية: اسأل نفسك! (ماهي أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تحدث ؟ ب) هئ نفسك ذهنيا لقبول أسوأ الاحتمالات إذا لزم الأمر جـ) حاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من هذا الاحتمال الذي هو أسوأ الاحتمالات والذي أعددت نفسك ذهنيا لقبوله.
القاعدة رقم 3: ذكر نفسك دائما بالثمن الفادح الذي يتقاضاه القلق من صحتك واعلم أن رجال الأعمال الذين لا يعرفون كيف يكافحون القلق يموتون مبكرا.
إن الذين يسعهم الاحتفاظ بالسلام والطمأنينة النفسية وسط ضجيج مدينة عصرية محصرمون ولا ريب من الأمراض العصبية, فهل يسعك أن تحتفظ بالسلام الداخلي وسط ضجيج مدينة عصرية؟ إذا كنت إنسانا طبيعيا فستكون جوابك نعم, فإن للكثيرين منا من القوة أكثر مما يدركون وفي داخل انفسهم قوي من المحتمل أنهم لم يستخدموها إطلاقا ولست أعرف حقيقة أكثر تشجيعا من أن للإنسان مقدرة فائقة علي اعلاء حياته عن طريق بذل الجهود. فلو أن إنسانا يسعي إلي أن يحيا الحياة التي يتصورها في خياله, فسوف يصادف من النجاح مالا يخطر له ببال.