خالد إسماعيل: جيل التسعينيات متشرذم والجوائز شبكة علاقات

بعد مايزيد عن ثلاثون عاما من الكتابة و ثلاثة عشر عملاً إبداعياً مابين الرواية والقصص تتجلى مساحات السرد المغاير فيما يخص تحول ثقافة الجنوب وتلك التحولات التي عصفت بالساكن والمحجوب عن صعيد وقبلي أهل مصر في تلك الخارطة المغوية اللعوب الدافقة.

خالد إسماعيل

يبقى الكاتب والحكاء الفاتن والسارد الفريد في طرحه الجمالي الأثير. خالد إسماعيل قابضاً على جمر الكتابة بحصاد الدمع قبل شهد وجذوة السرد يطرح الروائي العميق رؤيته عن البشر وهؤلاء المهمشين رافضاً الإنسياق وراء الخفة وإثارة الجدل بلا عوائد.. بدأ "إسماعيل" مشوار الكتابة بمجموعتي "درب النصارى"، و"غرب النيل"، ثم نشر بعد ذلك رواياته: "عقد الحزون"، و"كحل حجر"، و"العباية السوداء"، و"أوراق الجارح"، و"ورطة الأفندي"، و"26 أبريل"، و"زهرة البستان"، و"أرض النبي"، و"أفندم أنا موجود.الدستور التقته وكان هذا الحوار.. 

غلاف رواية عرق الصبا ل خالد إسماعيل

ـ بعد كل ما قدمته من أعمال روائية مثلت فرادة فى الكيف والكم والطرح الاقتصادى والإجتماعى ..أين أنت من الوسط الثقافى الإبداعى فى مصر؟

أنا معتزل هذا الوسط الثقافى منذالعام 2005 ، توقفت عن المشاركة فى التجمعات الثقافية، والندوات وغيرها، ولما تفجرت "ثورة 25يناير2011"شكلت مع مجموعة من المثقفين ما أطلقنا عليه"تيارالثقافة الوطنية"، ومع تطورات الأحداث السياسية، تفرقت بنا السبل، منا من عاد إلى عزلته الأولى، ومنا من "ركب الموجة" وواصل صعوده ولمعانه، ومنا من غاب تماما وعاد إلى قريته أومدينته الصغيرة، ولكن من المهم هنا التذكير بأن "ثورة 25يناير" تفجرت بعد أسابيع قليلة من لقاء مجموعة من المثقفين الكبارمع “الرئيس المخلوع “ مبارك، منهم ”دكتورجابرعصفور، ويوسف القعيد ،وعبدالمعطى حجازى” وبعد تفجر الثورة، تولى "جابرعصفور"منصب وزيرالثقافة، ولما تولى الإخوان الحكم، سكت هؤلاء، التنويريون، وخافوا، بينما كنت أنا ومجموعة "تيارالثقافة الوطنية" نعقد الندوات التى تفضح الإخوان ،وفيديوهات هذه الندوات موجودة على موقع يوتيوب ،إذن ،ما تسميه "الوسط الثقافى " هوفريق من "الأفنديات والدكاترة" يرتزقون من "ميزانية وزارة الثقافة" وعند المعارك الحقيقية ، يفرون ويجبنون شأنهم شأن الفئران المذعورة ، وكان اعتصام المثقفين فى وزارة الثقافة ضد الوزير الإخوانى ، الدليل على أن هؤلاء يتحركون وفق مصالحهم الخاصة ، ووفق "الضوءالأخضر" وليس وفق المصلحة الوطنية،وكنت ومازلت بعيداعن عالم وزارة الثقافة ،وهذا مريح جدا ،ووقتى أخصصه للقراءة والكتابة وأداء دورى فى الحياة مثل كل المواطنين المصريين .

غلاف رواية أرض النبي للروائي خالد إسماعيل

ـ تنتمى لجيل التسعينيات السردى ، فلماذا كل هذا التجاهل لعالمك وكتابتك؟ وهل ثمة قصدية فى ذلك؟

جيل التسعينيات ،له ظروف ميلاد خاصة ،وبعيدا عن التقييم النقدى لمنجزه الأدبى ، علينا أن نتعرف إلى ظروف ميلاد هذا الجيل ،هو الجيل الذى تفتحت عيونه على الهيمنة الأمريكية على العالم ،مع انهيار الاتحاد السوفييتى ، وتمزق ما كان يسمى " الكتلة الشيوعية "،وظهورأجندة جديدة ،أجندة الرغبات الأمريكية الصهيونية للسيطرة على العالم ، وتغييرالعقائد والمعتقدات ، بل تغييرمهمة"الكتابة" نفسها من مهمة "تقدمية"تخدم "الحقوق والحريات والديمقراطية" إلى مهمة "الترزى" الذى يفصل كتابة ترضى "المركزالأمريكى الأوربى "، وكل هذا جعل جيل التسعينيات جيل الاضطراب والتخلى عن القضايا التى سيطرت على عقول المبدعين المصرين منذ العام 1952،فتحول الروائى والقاص والشاعرلمضوعات  أرادتها "أجندة العولمة"، من احتفاء بالجسد ، والجماعات العرقية الصغيرة.

وتحول المبدع من "قائد"فكرى وروحى إلى "مواطن مأزوم " يتمنى الفوز بجائزة مالية ،أو ترجمة رواية له ،واستضافته فى مدينة من المدن الأوربية ، ومن حسن حظى أننى كنت واقفا على الجانب الآخرمن النهر،فلم ألتزم بأجندة العولمة ـ بل كنت معاديا لها ومازلت ـ ولم أنل من "الهبرة"أو"اليغمة" المالية والنقدية التى غمرت المبدعين المنحازين لهذه الأجندة المعادية لكل ماهو وطنى وعربى وإنسانى، وكانت هناك محاولة نقدية ـ موضوعية ـ قام بها الراحل الناقدوالمترجم المعروف "فاروق عبدالقادر"،فقدكتب مقالتين فى مجلة "الكتب وجهات نظر" التى كانت تصدرعن "دارالشروق" ونشرهاتين المقالتين فى كتابه "فى الرواية العربية المعاصرة" ، وقدم فيهما نقدا لكل رموز الجيل.

وفضح "اللصوص" من أفراده، ورد الأشياء لقواعدها وأصولها، ودفع الثمن ، حاربته الآلة النقدية "العصفورية"ـ نسبة للدكتورجابرعصفورـ بفروعها فى كلية آداب القاهرة والمجلس الأعلى للثقافة، وقامت بعمليات إنقاذ للمبدعين المعولمين ـ رجالها الذين ترعاهم وتقدمهم للمركزالأمريكى الأوربى ـ ومنحتهم الجوائز، وتم تلميعهم من جديد ،وإزالة آثار"العدوان" الذى قام به "عبدالقادر"، وأهين الرجل على صفحات جريدة وزارة الثقافة وغيرها من الجرائد ،وتم إبعاد كل من أشاد بهم،وتنحيتهم عن المشهد تماما.

غلاف رواية قهوة الصحافة ل خالد إسماعيل

ـ هل مازلت مؤمنا بمقولة إن هناك "شلل" و"جيتوهات" ثقافية نجحت فى إقصاء أسماء بعينها ودعمت أسماء رديئة أفسدت آليات التذوق والقراءة؟

نعم ..الجيتوهات قديمة فى الوسط الثقافى، كان المثقفون فى القرن الماضى منقسمين لأحزاب "شيوعية" سرية ،ومنهم من كان يعمل لحساب "الأجهزة الأمنية "، ومنهم أيضا الذين كانوا "يقبضون" من "صدام حسين "و"القذافى "، وانتهت هذه الصيغة لتحل محلها جهات أخرى"جهات مانحة"، محلية وعربية ودولية، وهذه الجهات هى التى ترسم تفاصيل المشهد الثقافى المصرى، وهناك "المثقف البارافان" الغطاء الذى تدفع به جهة عربية ليتكلم باسمها فى "القاهرة "، والغطاء قد يكون "موقع إليكترونى "أو"دار نشر" وهكذا ، ومن ليس له جهة ترعاه، يضيع فى الزحام، لأن "القيمة "لم تعد للرسالة والمضمون التقدمى الذى يطرحه المبدع أو التميزوامتلاك الأدوات الإبداعية ،القيمة فى ظروفنا الراهنة يحددها "المانح المهيمن"، وقديما قالوا "من ليس له حزب شيوعى سرى يحميه أوجهازأمنى يقويه فالنسيان أولى به"،واليوم أصبحت المقولة "من ليس له جهة دوليه تحميه ولجنة تحكيم تحتفى به ،فالمحومن التاريخ الأدبى مصيره الذى ينتظره"، ولكن هناك رهان على " محكمة التاريخ" وهى عادلة ، ومن أحكامها ،وبفضل أحكامها، عاش عبدالحكيم قاسم ويحيى حقى وأمل دنقل وعبدالوهاب الأسوانى ويحيى الطاهر عبدالله  وإدريس على  ،وهؤلاء تعرضوا لمحاولات التغييب والمحو، ومازلت مراهنا على ظهور"أصحاب الضمائرالنزيهة"ليقرأوا التاريخ الأدبى ويعيدوا ترتيب الأوراق من جديد ،فى زمن قادم لامحالة، ورغم  محاولات فرض مبدعين من متوسطى المواهب وتقديمهم بالقوة الجبرية للقارىء، إلا أن هؤلاء يسقطون من الذاكرة، ومرة أخرى أقول إن الإبداع الحقيقى سوف تنتصرله "محكمة التاريخ"التى لاتعترف بغيرالمنجزالإبداعي.

بورتريه للروائي خالد إسماعيل

ـ أين أنت من جوائز الدولة فى مصر.. وكيف ترى الآليات التى تتكىء عليها اللجان التحكيمية فى المنح والحجب؟

ـ لوتسمح لى ،عندى قصة قصيرة مع الجوائزالمحلية والعربية ،فالذى حدث هوأن الراحل دكتورشاكر عبدالحميد رحمه الله قال لى فى مقر"ورشة الزيتون" عقب فشلى فى الحصول على جائزة "مجلة الصدى " الإماراتية مامعناه إن مجموعتى القصصية "غرب النيل " التى تقدمت بها للجائزة "جيدة"ولكنه ـ رحمه الله ـ لم يستطع التصويت لصالحى لأن المجموعة بها حوارات الشخوص باللهجة المصرية"العامية ",والعجيب أن الكاتب الذى فاز بالجائزة ،كانت قصصه تفيض بالحوارات "العامية"،وبالطبع شكرت الدكتور"شاكر"،على دماثته ورقته ،وفى العام 2010 كنت أصدرت روايتى "زهرة البستان " وكتب عنها دكتوريسرى عبدالله مقالة على صفحات "الحياة اللندنية"، وكان عضوا فى لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة ،وفى أحد اجتماعات اللجنة ،كان المطلوب من الأعضاء ترشيح أعمال تستحق الفوزبجائزة الدولة التشجيعية ، وتفضل دكتوريسرى عبدالله بترشيح "زهرة البستان "، لكن قيل بالنص "تغريدة البجعة" هى التى تفوز، ورحم الله الكاتب "مكاوى سعيد" الذى فازبالجائزة بتوصية من رئيس المجلس الأعلى للثقافة ـ آنذاك ـ دكتورجابرعصفور،ومن باب الفضول والأمل أيضا تقدمت لجائزة ساويرس ،وجائزة البوكرالعربية ، وجائزة هيئة قصور الثقافة ، وجائزة كتارا،ولم أفزبالطبع ،فتوقفت عن المشاركة فى هذه "المهزلة" التى تمثل إهانة للكاتب، وكما هو معروف للجميع ، الفوزبهذه الجوائز لايخرج عن "شبكة المصالح والعلاقات "، بدليل أن الكاتب "طارق إمام " فاز بجائزة "ساويرس" و"التشجيعية " فى سنة واحدة، عن عمل واحد، ذلك لأن أعضاء لجنة التحكيم فى الجائزتين هم نفس الأشخاص ـ تقريبا ـ وتعجبهم كتابة طارق إمام.

غلاف رواية درب النصارى للكاتب خالد إسماعيل

ـ كيف ترى المشهد النقدى المصرى والعربى انطلاقا من اشتباك النقاد مع كتابتك؟

ـ المشهد النقدى المصرى ،مقلوب على ظهره، فالمبدعون يقومون بعمليات النقد ،بمودة ووضوح ،كل كاتب يكتب عن "الرواية"أو"مجموعة القصص التى تعجبه، وهذا عمل طيب ومحترم، ومن القراء من يقوم بتقديم قراءات وانطباعات مهمة ،للأعمال التى تعجبه ،والمبدع يسعد بهذا ،لأنه يرى فيه المردود المعنوى الذى يشجعه على مواصلة العمل والإنتاج الإبداعى ، وفى دول عربية شقيقة ،مثل المغرب وتونس ولبنان والسودان ، يقوم الأكاديميون المتخصصون فى دراسة الأدب ، بدورهم الطبيعى ، يقرأون الأعمال ، ويقررونها على الطلبة فى كليات الآداب ،ويكتبون الدراسات النقدية الجادة ،وهذا نفتقده فى مصر،ولكن هناك محاولات فردية يقوم بها بعض الأكاديميين ،لكنها غيركافية ،بسبب سيطرة "رأس المال " على عملية الكتابة والنشر،بمعنى أن دورالنشر،والقائمين عليها يفرضون الأعمال التى يرون فى فرضها تحقيقا للربح ، ويستخدمون كافة الأدوات لفرض مايريدون فرضه على الساحة ، والأكاديميون فى مصر،ليس لديهم القدرة ولا الرغبة فى التصدى لهذا الفساد ، حتى لايخسروا ماديا ومعنويا. 

ولهذا تجد المبدعين يحترمون انطباعات المبدعين ولايثقون كثيرا فى تقييم الأكاديميين ،ويضاف إلى هذا ، الضعف العلمى لدى قطاعات كبيرة من الأكاديميين ،ولكن هذا لاينفى وجود محاولات فردية يقوم بها بعض الأكاديميين ،وتستحق التشجيع والشكر،وبالنسبة لأعمالى ، فقد لقيت إعجاب المبدعين ،وبعض الأكاديميين منهم "دكتورمحمد سليم شوشة" و"دكتوريسرى عبدالله" ـ فى سنوات مضت ـ ولكننى مدين للكاتب  عبدالوهاب الأسوانى والكاتب إبراهيم عبدالمجيد والكاتب خيرى شلبى والناقد فاروق عبدالقادر والشاعر "الأبنودى"والروائى والشاعر على عطا والشاعر محمودقرنى  ، وكثيرمن المبدعين لأنهم دعمونى وشجعونى ،حتى بلغ عددما أنتجته من أعمال ،أربعة عشرعملا ، متنوعة بين الروايات والقصص .

غلاف رواية أفندم أنا موجود لخالد إسماعيل

ـ جيل التسعينيات ـ مرة أخرى ـ كيف تقيم هذا الجيل وهل تؤمن بمسألة المجايلة؟

هذا الجيل ،متشرذم ،هوجيل الانهيارالعربى والمصرى ،انهيار الحلم الاشتراكى والعمل الوحدوى العربى ،وتفشى الفكر السلفى والإخوانى المدعوم من واشنطن وتل أبيب ، هوجيل الضياع العام ،هوجيل "الأنا " والفردية ، جيل به كل الألوان وكل المحاولات ، وهذا الزحام انتهى مع "ثورة 25يناير"، لم يتبق سوى من كان منحازا لطبقته وطموح شعبه ،ومن كان صادقا مع خبراته ،ولم يقدم نفسه للمترجم ومانح الجائزة ووكيل "العولمة " المحلى ، وقضية المجايلة ،قائمة وموجودة بحكم العيش فى زمن محدد والتعاطى مع قضايا مجتمعية واحدة ، مع اختلاف التلقى والرفض والقبول ، هناك جيل اسمه التسعينيات ، لكن هناك رؤى متعددة ،تحتاج لمخلصين يعيدون فحصها وقراءتها نقديا بأسلوب علمى دقيق مخلص للكتابة ،متجرد من الهوى .

صورة ل غلاف رواية 26 أبريل ل خالد إسماعيل

ـ تأثيرالواقع الافتراضى والسوشيال ميديا على الحالة الأدبية.. كيف تراه؟

ـ شبكة الانترنت ،أومواقع التواصل الاجتماعى ،حطمت القيود الجغرافية والتاريخية ،وفتحت الأبواب أمام كل التجارب لتعرض نفسها على "الجماهير" المليونية التى تتابع هذه المواقع ، لكن فى ظل هيمنة "العولمة الثقافية الأمريكية" والتحكم فى "العرض والطلب " تحولت الحرية الظاهرية لاستبداد ،بمعنى أنك ترى كل شىء، ولكن لايبقى فى الذاكرة شىء، المعروض كثير، لكن الثمين منه قليل ، على سبيل المثال ، الكتابة الروائية انتشرت وأصبح كل من يمتلك تليفون وباقة انترنت يعرف كل من يكتبون الروايات ،والدعاية لهذه الروايات زادت بصورة كبيرة جدا ، لكن حدث انهيار فى حرفية الكتابة ، واحد من الكتاب الروائيين الجدد قال لى "الحوار ليس مهما " فى القصة والرواية ،وحزنت ،لأن هذا الكاتب ظهرفى عصر"السيولة الكتابية"، وهذا يعنى أن السوشيال ميديا ،فتحت الأبواب ولكنها لم تخدم الإبداع الجيد،لأن الإبداع الجيد يحتاح حركة نقدية تحميه ومؤسسة ثقافية تؤمن بقيمة الإبداع وأهمية أن يكون معبرا عن هموم الإنسان، منحازا للديمقراطية والعدل الإجتماعى فى المجتمع المحلى ،والعالم كله . 

بورتريه للكاتب خالد إسماعيل
تاريخ الخبر: 2022-10-11 12:22:04
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية