بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه
مُنْكَرٌ مُنْكِرُ عيدِ الـمَوْلِدِ
توطئة
أَوَ تُنْكِرُ عَلَيْنا أَنِ اتَّخَذْنا الـمَولِدَ عيدا؟!
أَوَ تُكْثِرُ عَلَيْنا أَنْ لَبسْنا الجَديدَ؟!
أَوَ تُنْذِرُ مَنْ في الهُيامِ بِهِ نَظَمَ القَصيدَ؟!
أَوَ تَفْجُرُ أَنْ أَكَلْنا العَصيدَةَ والتَّريدَ؟!
في يَوْمِ مَوْلِدِهِ وَأَظْهَرْنا الفَرَحَ بَسْمَةً ونَشيدا؟!
وَوَسَّعْنا على الأَهْلِ والعِيالِ سَخاءً وَجودا؟!
ذَلِكَ أَنَّكَ لا تَعْرِفُ قَدْرَ مَن جَعَلَهُ اللهُ على خَيْرِ الأُمَمِ شَهيدا؟!
وَبَوَّأَهُ دونَ غَيْرِهِ مِنَ الخَلْقِ الـمَقامَ المحمودَ وَحيدا؟!
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) .
أَصْغِ إليهِ قَوْلاً سَديداً مِمّن بَعَثَهُ الله للعالَمين رَحْمَةً، ونوراً وهادِياً وشفيعاً مَقْصوداً.
مُنْكَرٌ مُنْكِرُ عيدِ الـمَوْلِدِ
سُبَّةٌ أَنْ يَكُونَ احْتِفالُ البَشَر
بمناسَبَةِ العيدِ فيهِ نَظَر
مَولِدُ المصطفى مَوْعِدٌ مُنْتَظَر
كاشْتِياقِ المدينةِ للمُدَّثِر
وحَنينِ الكَعْبَةِ للمُعْتَمِر
عارٌ وشَنارٌ على كُلِّ غِرّ
طَرْحُهُ للنِّقَاشِ وفَتْوى الأَشِر
كَيْفَ يَقْوى على أَنْ يَقولَ نُكُر
بِدْعَةٌ وَضَلالٌ ومَحْضُ غَرَر
ما دَرى أَنَّهُ جُمْلَةٌ مِن عِبَر
***
عِبْرَةٌ أنَّ مَوْلِدَهُ مَوْعِدُ
يَتَجَدَّدُ في ظِلِّهِ المشهَد
مَشْهَدُ الأُمِّ نورَ الفَتى تَشْهَدُ
مَشْهَدُ القِبْلَةِ الفُضْلى تُنْجَدُ
مَشْهَدٌ لأبي لَهَبٍ يَسْعَدُ
ويُحَرِّرُ مَنْ أَقْبَلَتْ تَحْفِدُ
لِتُبَشِّرَهُ؛ قَدْ أَتى “أَحْمَدُ”
فَيُخَفَّفُ عَنْهُ الضَّنى المجْهِدُ
كُلَّ اِثْنَيْنٍ رَحْمَةً تُرْصَدُ
ذاكَ مِنْ فَضْلِ مَوْلِدِهِ فاشْهَدوا
***
مَوْلِدٌ في الإِثْنَيْنِ يَوْمِ صِيام
احْتِفالاً بِمَقْدَمِ خَيْرِ الأَنام
مَن علَيْهِ مِنَ اللهِ أَزْكى سَلام
فَلْنَصُمْ عَنْ خائِنَةٍ وسِهام
ولْنَصُم عَنْ حَصائِدِ ثَغْرٍ حُسام
ولْنَصُم عَنْ مُشْتَبَهٍ وحَرام
ولْنَصُم عَن كَبائِرَ تُفْضي لِطام
وصَغائِرَ بَلْ لَمَمٍ يا كِرام
وَلْنَصُم عَمّا يُرْضي اللِّئام
لِيكونَ احْتِفالاً بِقَصْدِ الدَّوام
***
مَوْلِدٌ فيهِ إيوانُ كِسْرى أَضاء
ولَهيبُ المَجوسِ جُفاءٌ هَباء
فَرِحَتْ بمجيءِ الحبيبِ السَّماء
والأرْضُ تَجَلَّتْ بِأَحْلى كِساء
ليسَ بَعْدَ اليَوْمِ خَنا أو غِناء
لا ولا صَنَمٌ يُقْتَنى لِدُعاء
أَو زِنا أو خُمورٌ للنُّدَماء
أَوْ ثَأْرٌ وَبَطْشٌ وَسَبْيُ نِساء
أو قَطْعٌ لأرحامِ الأقْرِباء
أو جَهْلٌ وأُمّيّةٌ وغُثاء
***
جاهِليَّةُ ظَنٍّ وحُكْمٍ غَشوم
وحَمِيّةُ رَهْطٍ لِباغٍ ظَلوم
وتبرُّجُ أُنْثى لِخَبٍّ أَثيم
وقَريضُ انْتِهاكٍ لِعِرْضِ الحَريم
وهِجاءٌ بَذيءٌ وفَخْرٌ عَقيم
والأَدْهى مِن كُلِّ هذي الخُروم
وَأْدُ الأُنْثى بِادِّعاءٍ لَئيم
هل بَعْدَ الذي قُلْتُ تَجْفو الرّحيم
وتُعادي المُتَيَّمَ صَبِّ الكَريم
لِتُبَدِّعَ مَنْ عَيَّدوا يا زَنيم
***
هذا عَيْبٌ أَخْزى مِن شَنار
أَن تَجْعَلَهُ خارِج الاعتِبار
وَهْوَ مَوْلِدُ هادينا المُخْتار
مَن أَسْماؤُهُ زَيَّنَت كُلَّ دار
سَيِّدٌ جاءَنا مِن خِيارِ الخِيار
مِن نِكاحٍ لا مِنْ سِفاحٍ وعار
أَحْمَدُ المصطفى المُجْتَبى للجِوار
شافِعٌ وَحْدَهُ مِنْ عَذابِ النّار
طَهَ خَيْرُ رَاعٍ وحِبٍّ يُزار
ياسينُ الإمامُ بِكُلِّ اقْتِدار
***
غَيْرَ أَنَّ لِمَوْلِدِهِ في الرّبيع
كَم مشاريعَ كَيْ لا “يَمشي” الرِّيع
مَشْروعُ القُرآنِ وَحْيِ البَديع
مَشْروعُ السُّنَّةِ هَدْيِ الـمُطيع
مَشْروعُ الذِّكْرِ لِقَلْبٍ خَشوع
وابْتِعادِ الأُسْرَةِ عَمّا يُريع
واتِّقاءُ المَحارِمِ حِصْنٌ مَنيع
فَرْضُ عَيْنٍ حَجُّكَ يا مُسْتَطيع
قَيِّدِ العِلْمَ بِالفِعْلِ كَيْ لا يَضيع
كُنْ سِراجاً مُنيراً بينَ الشُّموع
***
وصَلاةُ الله بِلا عَدَدِ
بالأَوْفَى على ساكِنِ الخَلَدِ
حُبُّهُ عُدَّتي زادي سَنَدي
ذِكْرُهُ قُوتي ثَرْوَتي مَدَدي
قَوْلُهُ سُلْوَتي سُنَّتي عَمَدي
آلُهُ نِسْبَةُ الرُّوحِ والْجَسَدِ
صَحْبُهُ بِهُداهُمْ صُوىً أَقْتَدي
مَنْ حَظَوْا بِأُخُوَّتِهِ سُؤْدَدي
هُم أَصْلي وَفَصْلي ومُعْتَمَدي
والإِمامُ دَليلي بِهِ أَهْتَدي
***
صُحْبَةً في الجَماعَةِ مَعْ مَنْ هُدي
وَفْقَ مِنْهاجِهِ القاصِدِ الأَحْمَدي
لِخِلافَةِ طَهَ بَعْدَ الرَّدي
عَضّاً ثُمّ جَبْراً مِنَ المُفْسِدِ
ومِنَ المُسْتَبِدِّ المُسْتَأْسِدِ
يَأتي قائِمٌ طَيِّبُ المَحْتِدِ
عادِلٌ مُحْسِنٌ يَخْلُفُ المُعْتَدي
مَعْ مَنْ يَرْجونَ رِضى الصَّمَدِ
سَبْعَةً في ظِلِّ الهَنا الأبَدي
رُفْقَةَ الصَّفْوَةِ العُبَّدِ السُجَّدِ
***
وَمُحَمَّدِنا سَيِّدِ الأعْبُدِ
مَنْ مَوْلِدُهُ بالصّلاةِ نَدي
وزِيارَتُهُ بُغْيَتي مَقْصِدي
لَيْتَني في الـمَقامِ مِنَ الـمَسْجِدِ
وأَمامَ الشُّبّاكِ والمَرْقَدِ
أَسْكبُ الدَّمْعَ أَخْشى أَسى الـمُبْعَدِ
والمظالِمَ مِن طالِبي القَوَدِ
وغَداً، آهٍ مِنْ أُوامِ غَدِ!!!
أَرْجو شَرْبَةً مِن سِقاءِ يَدِ
والنَّظْرَةَ في الرَّغَدِ السَّرْمَدي
ذ. منير ركراكي
فاس عيد المولد النبوي 1444ه
الموافق09/10/2022م
