طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الثلاثاء، من شركة توتال الفرنسية البدء فوراً بالإجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية، إثر إعلان إسرائيل التوصل مع لبنان إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية.

وتسارعت منذ بداية يونيو/حزيران التطوّرات المرتبطة بالملف بعد توقف لأشهر جراء خلافات حول المنطقة المتنازع عليها. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية بين الطرفين، قدم الوسيط الأمريكي آموس هوكستين خلال الأيام الماضية عرضه الأخير.

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي يائير لبيد الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق "تاريخي" لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

واعتبرت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن الصيغة النهائية للعرض الأمريكي "مُرضية للبنان وحافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية"، آملة أن "يجري الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في أقرب وقت ممكن".

والتقى ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض الثلاثاء بوفد من شركة توتال الفرنسية، التي حصلت في عام 2018 مع شركتين أخريين على ترخيص للتنقيب في رقعتين لبنانيتين من أصل عشر.

وخلال الاجتماع، طلب ميقاتي، وفق بيان صادر عن مكتبه، من "ممثلي شركة توتال المباشرة بالإجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية فوراً".

اليمين الإسرائيلي يرفض الاتفاق

من جانبها أعلنت قيادات في المعارضة اليمينية الإسرائيلية، الثلاثاء، رفضها مسودةَ اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

وقال مكتب لابيد، في تصريح مكتوب، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) سيجتمع الأربعاء، قبل جلسة خاصة للحكومة، "لبحث تقديم الاتفاق إلى الحكومة للمصادقة عليه وعرضه على الكنيست (البرلمان)".

وقال القيادي في حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المعارض إيتمار بن غفير، عبر "تويتر" الثلاثاء: "ليس لدى لابيد ما يبيعه، لذا فهو يبيع البلاد لتحقيق إنجاز" في الانتخابات.

وتابع: "لن نعطيه ذلك، سأقدم التماساً إلى المحكمة العليا لمنع لابيد".

ولم يدل زعيم المعارضة رئيس حزب "الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو بأي تصريح بشأن الاتفاق، واكتفى بإعادة نشر تغريدة لصحفي يميني عارض الاتفاق.

وكتب الصحفي نير غونتارز: "ليست هناك حاجة مُلحة إلى توقيع إسرائيل على اتفاقية حدود بحرية مع لبنان". وأضاف أن "الاتفاق المقترح لن يؤدي إلى اعتدال (جماعة) حزب الله (اللبنانية)، بل سيقوي المنظمة".

كما أن "توقيع اتفاقية الحدود البحرية مع لبنان لن يمنع حزب الله (حليف إيران) من القيام بأي عمل ضد إسرائيل ولن يوقف تسليحه"، حسب غونتارز.

واعتبر النائب من حزب "الليكود" نير بركات، في مقابلة مع إذاعة "103 Fm" الإسرائيلية، أن لابيد لا يملك تفويضاً لتوقيع اتفاق.

وقال بركات إن "الإرهابي حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، راضٍ عن ابتزازه لاتفاق من دولة إسرائيل"، على حد قوله. وأردف أن "هذا اتفاق لحكومة من دون تفويض يأتي من أجل الاستسلام".

فيما لوحت وزيرة الداخلية الإسرائيلية إياليت شاكيد بالتصويت ضد الاتفاق في حال لم يُعرض على "الكنيست" للمصادقة عليه، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وأعلنت إسرائيل ولبنان موافقتهما على مسودة الاتفاق الذي عرضه الوسيط الأمريكي آموس هوكستين.

وخاض البلدان مفاوضات غير مباشرة استمرت عامين حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً.

TRT عربي - وكالات