ليالي الإنشاد تعود إلى ركح مسرح قسنطينة
عادت ليالي الإنشاد إلى ركح مسرح مدينة قسنطينة، بعد انقطاع استمر لسنتين فرضته جائحة كورونا، حيث افتتحت ليلة أمس الأول، فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد الذي يسجل خلال طبعته التاسعة، مشاركة لفرق ومنشدين من دول ألمانيا وتونس وفلسطين التي ستوقع حفل الاختتام.

وأشرف، ليلة أمس الأول، والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، بمعية ممثل وزير الثقافة ومدير الإنتاج الثقافي بالوزارة، سمير الثعالبي، على افتتاح الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي الدولي للإنشاد، الذي انقطع عن مسرح المدينة منذ سنة 2019 بسبب الظروف الذي فرضتها جائحة كورونا، على مختلف النشاطات .
واختارت المحافظة للمهرجان،  شعارا « محمد رسول الله له ترنمي ونشيدي» ، حيث ذكر المحافظ ، عبد العالي وهواه، أن هذا المهرجان، تميز في هذه الطبعة بتنظيمه بالموازاة مع مناسبة المولد النبوي الشريف، كما أرادت أن يكون ذا بعد دولي بحضور ممثلين، عن دول تونس وألمانيا وفلسطين، وذلك لترسيخ التبادل الثقافي ومبدأ التعارف بين الشعوب وكذا التعريف بالموروث الحضاري والثقافي للجزائر، كما أشار إلى مراعاة حضور الفرق الإنشادية من شتى ربوع الوطن لجمع الجزائريين في قاعة واحدة، مثلما يجمعهم الوطن الواحد .
وافتتح المهرجان، بأداء مديح ديني شارك فيه مجموعة من الأطفال يظهرون وهم يحتفلون بالمولد النبوي الشريف، مظهرين فيه عادات وتقاليد الجزائريين في كيفية الاحتفال بهذه المناسبة، ثم تلتها وصلة إبداعية للمنشد العالمي وابن مدينة قسنطينة عبد الرحمان بوحبيلة، حيث أدى بصوت جهوري قوي  أبيات من بردة البصيري  مطلعها « أمن تذكر جيراني بذي سلم مزجت دمعا جرى من مقلة» إذ أداها بمسحة وروح إنشادية قسنطينية، وشتها آلة القانون بنفحات أندلسية مزجت بين الماضي والحاضر، فيما تفاعل الجمهور كثيرا مع روحانية النغم و الطابع الإنشادي المحلي.
وذكر  ممثل وزير الثقافة،  ومدير الإنتاج الثقافي بالوزارة، سمير الثعالبي،  أن هذا الملتقى الثقافي الإبداعي يعد فنا جزائريا أصيلا يتميز بكلمات راقية  مستمدة من تراث الجزائر العتيق ، مؤكدا أن شعار المهرجان،  «محمد رسول الله له ترنمي ونشيدي» لم يتم اختياره محض صدفة بل جاء  تزامنا و مولد خير الأنام، مشيرا إلى أن المهرجان  يعد احتفالية روحانية صوفية وموعد إبداعي فني مع دول شقيقة وصديقة، أبت كما قال، إلا أن تلبي دعوة الجزائر وقسنطينة، وذلك لترقية الأذواق وتهذيب للنفوس، كما من شأن  المناسبة أن تفتح آفاق التعارف والتعاون بين الدول المشاركة وتنشر السلام بين الشعوب .
وذكر والي الولاية صيودة عبد الخالق، أن قسنطينة قطب ثقافي بامتياز ووجب المحافظة على ديمومة النشاطات الثقافية والفنية التي تعد مظهرا من مظاهر الحضارة، التي تساهم في ترويج المنتوج الجزائري الأصيل والترويج له، مؤكدا مرافقة الدولة لكل الفاعلين الثقافيين من أجل الرقي بكل الفنون وفن الإنشاد الأصيل، مع السعي والعمل على ضمان استمرارية المهرجان.
وقد تم بالمناسبة تكريم وجوه فنية ، حيث تم تكريم عائلة الفنان الراحل زين الدين بن عبد الله والمنشد المرحوم حسين بوكرمي  وبعض العائلات الفنية الأخرى،  كما تم تكريم عائلة الصحفي الراحل ناصر حناشي، وكذا عميد المصورين المرحوم حاج إبراهيم طبي، كما كرمت فرقة الأجيال من جمعية الجسور كما كرم أيضا والي قسنطينة وممثل وزارة الثقافة.
وتجدر الإشارة، إلى أن فعاليات المهرجان ستستمر على مدار أربعة أيام، كما يشارك في المهرجان المنشد الشيخ فاضل السقا من تونس وفرقة السلام، وفرقة البها من بوسعادة وأنوار الحب من ورقلة،  والسلام من تبسة، فضلا عن المنشدة فريدة بيسمان من ألمانيا والفنانة سناء موسى من فلسطين، بالإضافة لمشاركة الفرق الفائزة بالمراتب الأولى ضمن المهرجانات المحلية للإنشاد.
وسيتم أيضا، خلال التظاهرة، تقديم  العديد من المحاضرات من بينها،  الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف في المغرب الإسلامي من خلال مخطوط الإمام العزفي الأندلسي»  للدكتور عبد الله حمادي ، فضلا عن القصائد المولدية في مدينة الجزائر تاريخها وطرق إنشادها للأستاذ مراد أوعمارة من الجزائر العاصمة و «الإنشاد و صناعة مجتمع القيم  للأستاذ بجامعة باتنة، بدر الدين زواقة، كما سيتم تقديم إلقاءات شعرية من قبل العديد من الشعراء المعروفين على الساحة الوطنية.
لقمان/ق