فقهاء الأمةl الفقيه المصري.. الليث بن سعد


قال عنه إنه «أَفقه من مالك إِلاَ أَنَ أَصحابه لم يقوموا بِه”. إنه الفقيه المصرى الذى بلغ مبلغا عاليا من العلم و بحيث إِنَ مُتولِّى مصر، وقاضيها، وناظرها كانوا يرجعون إِلى رأيه، ومشورته. عرف بأنه كان كثير الاتصال بمجالس العلم، بحيث قال ابن بكير: "سمعت اللَّيث يقول: سمعت بِمَكَة سَنَةَ ثَلاث عشرَةَ ومائَة مِنَ الزُّهْرِيِ وَأَنا ابن عشرِين سَنَة". 

قدم شيخ الإسلام الإمام الحافظ العالم أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن بن عقبة الفهمى القلقشندى "٩٤ هـ/٧١٣ م – ١٧٥ هـ/٧٩١ م"

علما واسعا وفقها عميقا راسخا، غير أن تلاميذه وأصحابه لم يهتموا بتدوين هذا الإنتاج العلمى النادر، وهو ما دفع الإمام الشافعى ليقول قولته «الليث أفقه من مالك لكن أصحابه لم يقوموا به»، فقد حاول الشافعى أن يجمع من تراث وآثار الإمام الليث قدر ما يستطيع، لكنه عانى كثيرا فى سبيل هذا الغرض. كما عانى أيضا الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى وهو يجمع ما ورد عنه ليضمنه فى كتابه “الأئمة التسعة” من نفس المأساة التى عانى منها الإمام الشافعى .

نشأ الليث بن سعد طالبًا للعلم، حريصًا على أن يتلقاه من الشيوخ والعلماء، فطاف البلاد كثيرًا لأجل هذا الأمر. وتلقى الليث العلم عن كبار شيوخه فى مصر، مثل يزيد بن أبى حبيب وجعفر بن ربيعة وغيرهما من المصريين، ومن غير المصريين أمثال نافع المدني، وعطاء بن أبى رباح وابن شهاب الزهرى وسعيد المقبرى وابن أبى مليكة وأبو الزبير المكى وعقيل ويحيى بن سعيد وغيرهم. 

ولم يكن ما قاله عنه الإمام الشافعى فريدا فى بابه، فقد قال الفضل بن زياد: «قال أحمد: ليث كثير العلم، صحيح الحديث”. وقال الحافظ أبو نعيم: “كان الليث فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده الإقليم، بحيث أن متولى مصر وقاضيها وناظرها من تحت أوامره ويرجعون إلى رأيه ومشورته، وقد أراده المنصور أن ينوب عنه على الإقليم فاستعفى من ذلك”. وقال ابن سعد: “كان الليث قد استقل بالفتوى فى زمانه”. وقال ابن وهب: “لولا مالك والليث لضل الناس”. وقال الحافظ أبو نعيم: “حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل، حدثنا أحمد بن إسماعيل الصدفي، حدثنا يحيى بن عثمان، حدثنا حرملة بن يحيى، قال: سمعت الشافعى يقول: الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس“. 

وإذا كان أصحابه لم يقوموا بفقهه فاندثر مذهبه، فقد قاموا بحديثه، وحدثوا عنه فى الآفاق، فروايته منتشرة فى كتب السنة المختلفة، وهو ثبت ثقة بإجماع أهل الحديث. وخالف الليث فقه معاصره مالك بن أنس كثيرًا خاصة فيما يتصل بآراء مالك الفقهية التى بناها على عمل أهل المدينة أحد أصول فقه مالك. وقد فضّل الليث بن سعد الاعتماد فى مذهبه الفقهى على ما صحّ عنده من الأحاديث، وإجماع الصحابة. وبالرغم من أن مالك بن أنس كان إمامًا لأهل الأثر، فإن الشافعى كان يرى بأن: “الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس”.

وقد تعرض مذهب الليث بن سعد للزوال بعد فترة وجيزة من وفاته. وأرجع المفكر أحمد أمين فى كتابه “ضحى الإسلام” سبب ضياع مذهب الليث إلى عدم اعتنائه بتدوين مذهبه فى كتب.

أقرأ أيضأ : 

تاريخ الخبر: 2022-10-14 12:18:31
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 03:25:39
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 03:25:32
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية